اعتبر ميتروبوليت بيروت المطران الياس عوده أنّ "كُـــلُّ شَـــيْءٍ حَـــوْلَــنـــا يَـــدْعـــونـــا إلـــى الــتَّـــوْبَـــةِ، ومَـــعَ ذَلِـــكَ فَـــإِنَّ مَــســـؤولــيــنـــا لا يَــجِـــدونَ إلـــى الــتَّـــوْبَـــةِ سَــبــيـــلًا. إنّ الـــزلــزالَ الــمــدمِّــرَ الــذي أصــابَ تــركــيــا وســوريــا ولــم يَــسْــلَــمْ مِــنْ تــردُّداتِــه لــبــنــان دَمَّــرَ مــنــاطــقَ كــثــيــرةً وخــلَّــفَ آلافُ الــضــحــايــا والــجــرحــى والــمــفــقــوديــن والــمُــشَــرَّديــن. ألا تــدعــو هــذه الــكــارثــةُ جــمــيــعَ الــمــســؤولــيــن إلــى الــتــأمُّــلِ بــمــا كــان سَــيَــحُــلُّ بــلــبــنــانَ وأبــنــائــه لــو طــالــتْ لــبــنــان؟".
وأضاف: "لــقــد نــجــا لــبــنــانُ بــأعــجــوبــةٍ بــســبــبِ رحــمــةِ الله الــتــي أبــعَــدَتْ عــنّــا هــذه الــكــأس، وقــد أُرغِــمْــنــا عــلــى تَــجَــرُّع كــؤوسٍ مُـــرّةٍ كــثــيــرةٍ ولــم نــعــدْ نــحــتــمــل. إنَّ مــا حَــصَــلَ يُــشَــكِّــلُ إنــذاراً يــدعــو الــجــمــيــعَ إلــى إدراكِ صِــغَــرِ الإنــســانِ وعَــجْــزِه أمــامَ غَــضَــبِ الــطــبــيــعــةِ وسَــطــوَتِــهــا، وإلــى الــتــفــكــيــرِ بــكــيــفــيــةِ الــتَــصــدّي لِــمِــثْــلِ هــذه الــكــوارثِ ووضْــعِ الــخُــطــطِ الــلازمــةِ مــن أجــل مُــقـــاومــةِ الــزلازلِ والــعــواصــفِ والــســيــولِ، وتَــخــفــيــفِ ضَــرَرِهــا. لــلأســف لـــم يــتــغــيّــرْ شــيءٌ فــي مـــواقــفِ الــســيــاســيــيــن والــزعــمــاء وقــادةِ هــذا الــبــلــد، ولم يَــفــيــقــوا مِـنْ سُــبـاتِهــم أو يَــشــعــروا بـالــرعــبِ الـذي يَــعــيــشُــه الـلبـنانـيـون، وخاصةً ســاكِــنــو الأبــنــيــةِ الــقــديــمـــةِ الــمُــتَــصَــدِّعــةِ ومــا أكــثــرَهــا فــي لــبــنــان، ولــم يَــهُــبّــوا إلــى نَـجْـدةِ شــعــبِــهــم الــقَــلِــقِ عــلــى مــصــيــرِه مِــنْ غــضــبِ الــطــبــيــعــةِ ومِــنْ ســوءِ إدارةِ حــكّــامِــهــم".
وسأل: "ألا يَــتَــوَجَّــبُ عــلــيــهــم إعــادةُ الــنّــظــرِ فــي سـلــوكــيّــاتِــهــم ومــواقــفِـهــم والــعــمــلِ عــلــى بــنــاءِ دولـةٍ قادرةٍ عـلـى احـتـضـانِ شـعــبِــهــا وحــمــايــتِــه؟ وبـنـاءُ الـدولـةِ يـبـدأُ بـانــتــخــابِ رئــيــسٍ وتــشــكــيــلِ حــكــومــةٍ تــعــمــلُ جــاهــدةً عــلى تــســيــيـرِ إداراتِ الــدولــةِ بِــنــاءً عــلـى خِــطَّــةٍ إصـلاحـيّـةٍ إنـقـاذيّـةٍ شــامـلـة. وإنْ كـانوا عــاجــزيــنَ عـن ذلــك فَــلْــيُــفْــسِــحــوا الــمــجـالَ لِــمَــنْ يــســتــطــيــعُ ذلــك".