علّق متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده على مناسبتي عيدي المرأة والمعلم وقال: "فــي هَــذِهِ الــمُــنــاسَــبَــة، لا يَــسَــعُــنــا سِــوى الــتَّــفــكــيــرُ بِــمــا سَــيَــكــونُ الــوَضْــعُ عَــلَــيْــه لَــوْ يَــتِــمُّ انــتِــخــابُ امْــرَأَةٍ لِــرِئــاســةِ الــجُــمــهــوريَّــة. فَــمُــنْــذُ نُــشــوءِ الــدَّولــةِ فــي لُــبــنــان، لَــمْ نَــرَ إِلاَّ رِجــالاً فــي سُــدَّةِ الــرِّئــاسَــة، كــانــوا حــيــنــاً أقْــويــاءَ قــادِريــن، وأَحــيــانًــا عــاجِــزيــن. لَــمْ يَــمُــرّْ لُــبْــنــانُ بِــخِــبْــرَةٍ نِــســائِــيَّــةٍ فــي مَـراكِـزِ القـيـادة، وكَــأنَّ الــمَــرأةَ مُــهَــمَّــشَــةٌ ومَــقــمــوعَــةٌ ومــمــنــوعــةٌ عَــنْ إِتْــمــامِ دَوْرٍ قِــيــادِيٍّ لا شَــكَّ أنَّــهــا سَــتَــنْــجَــحُ فــيــه، مــمــا قَــدْ يُــشــكِّــلُ عِــقْــدَةَ نَــقْــصٍ لِــبَــعْــضِ الــذُّكــورِ، وسَــيُــظْــهِــرُ ضُــعْـــفَــهُــم الــذي يُــسَــبِّــبُــهُ جُــلــوسُــهُــم عــلــى عُــروشِــهِــم الــتــي يَــعــتــبــرونَــهــا أمــلاكـاً".
وتابع، "الــمَــرأةُ لا تَــعــرِفُ الــجُــلـوسَ والــرَّاحَــةَ، أَكــانَــتْ أُمًّــا أو رَبَّــةَ مَــنْــزِلٍ أو مُــوَظّـفَـةً، أو فــي أيِّ مَــكانٍ حَــلَّــتْ. فَـلِـمـاذا، إِذًا، لا تُــسَــلَّـمُ الــمَــرْأَةُ زِمامَ أُمـورِ الـدَّولـةِ والـبَــلَـد، أُسْــوَةً بِـكَـثـيــرٍ مِـنَ الــبُــلـدانِ الــتــي أَصــبَــحَــتْ رائِــدَةً بِــفَــضْــلِ رئــيـســاتِــهــا؟"
وبمناسبة عيد المعلّم أضاف عوده، "الــمــؤســفُ أنَّ الــوضــعَ الـصَـعْـبَ الــذي نــمُــرُّ فــيــه جــعــلَ الــمُــعــلِّــمَ يَــنــشَــغـِـلُ بــكــيــفــيَّــةِ تــوفــيــرِ الــعــيــشِ الــكــريــمِ لــعــائِــلــتِــه عــوضَ الإهــتــمــامِ بــرســالــتِــه الــتــعــلــيــمــيّــة. الــمــعــلِّــمُ، كــســائــرِ الــلــبــنــانــيــيــن يُــعــانــي، ولا يَــجِــدُ أُذُنــاً صـاغــيـةً عــنــد الــمــســؤولــيــن، فيما نحن اليوم بحاجةٍ إلى معلِّمين أكثر مما نحن بحاجةٍ إلى سياسيين. الــمـجــالُ الــتــربــويّ بِــرُمَّــتِــه يُــعــانــي. فــلا الأهــلُ قــادرون عــلــى تَــحَــمُّــلِ أعــبـاءِ تــعــلــيـمِ أولادِهـم، ولا الــمُــعــلِّــمُ قــادرٌ عــلــى تــأمــيــنِ حــيــاةِ أولادِه لِــيَــنْــصَــرِفَ إلــى مِــهــنَــتِــه ، ولا الــمــؤســســاتُ الــتــربــويــةُ قــادرةٌ عــلــى تَــحَــمُّــلِ كِــلْــفَــةِ الــتــعــلــيــم، وكِــلْــفَــةِ الــتَــشــغــيــلِ، والــقــيــامِ بــمــســاعــدةِ مَــنْ تَـجِــبُ مــســاعــدتُــهــم كــمــا فــي الــســابــق، بــســبــبِ الإنــهــيــارِ الــمــالــيّ والإقــتــصــاديّ والــســيــاســيّ، وبــســبـبِ تــأخُّــرِ انـتــخــابِ رئــيــسٍ ذي رؤيــةٍ واضــحــةٍ وبــرنــامــجٍ إصــلاحــيّ، يَـقـودُ الـبـلادَ مَـعَ حــكــومَــتِـه إلـى إنــقــاذِ الــوضــعِ الــعــام، والــوضــعِ الــتــربــويّ الــذي كــان عــلامــةَ لــبــنــانَ الــفــارقــة".
وختم: "وطــنــنُــا، مُــعــلِّــمُ الــحَــرْفِ والــحُــقــوقِ والــرِيــادةِ والإبــداع، وقــد أبــدعَ أبـنـاؤه فــي الــعــالــمِ أجــمــع، أصــبــحَ يَــفــتَــقِــرُ إلــى أبــســطِ مُــقَــوِّمــاتِ الــحــيــاةِ فــي ظِــلِّ ســيــاســاتٍ فــاشــلــةٍ، وغــيــابِ الــضــمــيــرِ الــذي هــو الــمُــعَــلِّــمُ الــداخــلــيُّ الــذي يُــرشِــدُ الإنــســانَ إلــى الــخــيــرِ والــحــقِ والــصــواب. فــمــتــى الــخــلاصُ؟ مـتى يَــشْـعُـــرُ الـمـسـؤولون بِما يُـعـانـيه الـمُـعَـلِّـمُ، والـشـعـبُ كُـلُّـه؟".