سأل متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة: "هل من ظرف أخطر ممّا نحن فيه كي يحزم المعنيون أمرهم وينتخبوا رئيساً للبلاد تبدأ معه مسيرة تكوين الدولة وتحصينها، ومنع المغامرة بلبنان مع رفضنا الصارخ للظلم ووقوفنا الدائم إلى جانب الحق، ومعه يبدأ دور للبنان نتمناه ريادياً؟".
وذكّر عودة خلال عظة الأحد بمضيّ سنة على شغور موقع الرئاسة وغيرها من المواقع الأساسية، "وكأن لا شيء غريب أو ناقص، وكأن الحياة أصبحت مقتصرة على اللهاث وراء الحدّ الأدنى من مقومات العيش".
واستنكر كيف أنّ "لبنان الذي كان رائداً بدوره وديموقراطيته وديبلوماسيته يغيب عن الدور والموقف في هذه الظروف المصيرية. اللحظات الحاسمة من التاريخ تتطلب مواقف استثنائية وشجاعة، ونحن في منطقة مشتعلة قد يصل لهيبها إلينا".
وقال عودة إنّ "محبة الله ومحبة القريب هما أعظم الوصايا التي منحها الله لشعبه، أي للذين يعتنقون تعاليمه ويعملون بوصاياه. هذه المحبة يفتقدها عالمنا وإلا كيف نفسر الجرائم والحروب وقتل الأطفال والمدنيين؟".
وسأل: "كيف نفسر المجاعات المفروضة على بعض الشعوب بسبب نهب خيرات أرضهم؟ كيف نفسر الحقد والقتل والتدمير الذي تعيشه منطقتنا منذ أكثر من شهر ولم نشهد إرادة حقيقية لوقف المجزرة. أي نصر هو ذاك المبني على جثث الأطفال؟".
وأضاف: "كأن الخوف من الأطفال ما زال قائماً منذ فجر المسيحية عندما قتل هيرودس الملك أربعة عشر ألف طفل في بيت لحم، علّ يسوع يكون بينهم فيتخلص منه، وما زال الحكام الجدد يقتلون الأطفال، وما زالت أمهات الأطفال الثكالى يبكين".
وتابع سائلاً: "أيّ فخر في قتل مدنيين أبرياء؟ وهل منع الماء والطعام عنهم بطولة؟ وما النفع من حرب عبثية مدمرة لا تؤدي إلا إلى مزيد من الحقد والقتل؟ أما حكام العالم الذين يهرعون لنصرة قاتلي الأطفال، وبينهم فتيات ثلاث من لبنان في عمر الورود، ألا يخجلون من ضميرهم ومن تاريخ بلادهم ومن الشعارات التي يرفعونها دفاعا عن حقوق الإنسان؟ أين القيم الإنسانية؟ أين العدل؟ الشجاعة ليست في شن حرب مدمرة أو في نصرتها بل في إيجاد حل عادل للمشكلة كي يعم السلام".