نفذت الجمهورية الإسلامية الايرانية ما هو أشبه باستعراض قوة في أجواء المنطقة ومحاولة لتثبيت صورة ردع جديدة، مطلقة عشرات المسيّرات والصواريخ الباليستية ومن نوع "كروز" باتجاه اسرائيل.
وشهدت الليلة حبس أنفاس حيال المدى الذي سيبلغه التصعيد في المنطقة، لاسيما مع تعمد ايران الاعلان عبر بعثتها في الأمم المتحدة بأن ردها مورس "وفق القانون الدولي وأنه انتهى". وساهم حلفاء اسرائيل، لاسيما الولايات المتحدة وبريطانيا في اعتراض الهجوم الايراني. واعترفت اسرائيل باصابة مطار عسكري في النقب خلال الهجوم بأضرار طفيفة.
وتقاطعت المعلومات عن إطلاق ايران نحو 200 صاروخ باتجاه اسرائيل.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني تنفيذ رد على الهجوم الاسرائيلي الذي استهدف القنصلية في سوريا، وذلك بالصواريخ والمسيّرات، كما جاء في بيان أول. وأكد إصابة قاعدة عسكرية اسرائيلية في النقب، في حين أعلن الطرف الاسرائيلي اعتراض 99 في المئة من الهجوم الايراني.
وقال الحرس الثوري في بيانه: "رداً على جرائم النظام الصهيوني الشرير العديدة، بما في ذلك الهجوم على القسم القنصلي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق واستشهاد القادة العسكريين والمستشارين الإيرانيين، نفذ رجال القوة الجو-فضائية البواسل بمساندة قوى أخرى، وفي إطار معاقبة النظام الصهيوني المجرم خلال عملية " وعده صادق " بالرمز المقدس "يا رسول الله (ص)" عملية عسكرية واسعة ضد أهداف داخل الأراضي المحتلة بعشرات الصواريخ والطائرات المسيرة".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن مسؤولين إسرائيليين أكدوا بدء الهجوم الإيراني عبر إطلاق عشرات المسيّرات باتجاه إسرائيل قرابة التاسعة والنص مساء.
وأكّدت وسائل إعلام إيرانية "إطلاق أكثر من 50 مسيّرة تجاه إسرائيل".
وأكد مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ مجنحة (كروز) باتجاه مواقع في إسرائيل، وذلك في أعقاب تقارير إيرانية عن إطلاق دفعة من الصواريخ الباليستية باتجاه إسرائيل.
وفي وقت سابق، قال مسؤول عسكري إسرائيلي: "هذا المساء، قمنا بتحديد أكثر من 100 طائرة مسيرة أطلقت من إيران في اتجاه اسرائيل"، مضيفا "قد نرى موجات أخرى من المسيرات مع مرور الوقت".
وقالت بعثة #إيران لدى الأمم المتحدة "يمكن اعتبار الأمر منتهياً"، في معرض تعليقها على العملية العسكرية التي أطلقتها ضد #إسرائيل، وأطلقت بموجبها عشرات المسيّرات ضد أهداف إسرائيلية، رداً على استهداف القنصلية الإيرانية في سوريا قبل فترة.
ولفتت بعثة إيران بالأمم المتحدة إلى أن "هذا صراع بين إيران وإسرائيل ويجب على أميركا أن تبقى بعيداً".
وأضافت البعثة: "يُمكن اعتبار الأمر منتهياً، وإذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر، فإن رد إيران سيكون أكثر خطورة بكثير".
وفي تعليق آخر له بعد الهجوم بالمسيّرات على إسرائيل، أشار الحرس الثوري إلى أن "المؤسسة العسكرية هاجمت أهدافاً للجيش الإرهابي الصهيوني في الأراضي المحتلة، ونجح في ضربها وتدميرها، وذلك بعد أكثر من 10 أيام من صمت وتجاهل المنظمات الدولية، وخاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لإدانة عدوان وإجرام النظام الصهيوني في مهاجمة القسم القنصلي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق كجزء من استهدافنا أراضي البلاد واستشهاد 7 أشخاص من المستشارين القانونيين للبلاد وعدم معاقبة النظام المجرم بموجب الفقرة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة، رداً على هذه الجرائم وتنفيذا للتحذيرات السابقة وتأمين المطالبة بحق إيران ومن أجل معاقبة المعتدي، باستخدام قدراته الاستخباراتية الاستراتيجية والصواريخ والطائرات بدون طيار".
وإذ أكّد الحرس على سياسة "حسن الجوار مع الجيران ودول المنطقة"، ذكر أن أي "تهديد من قبل دولة أميركا الإرهابية والكيان الصهيوني من أي دولة، سيعقبه رد متبادل ومتناسب من الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مصدر التهديد".
وشوهدت الصواريخ الاعتراضية في أكثر من بلد في المنطقة. وسمع اللبنانيون دوي انفجارات في العديد من المناطق، تبيّن أنها ناتجة عن انفجار مسيّرات أو صواريخ إيرانية في الأجواء اللبنانية بعد إطلاق صواريخ اعتراض إسرائيلية عليها.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن "إسرائيل تستعد لهجوم إيراني".
وقال إنّ "إسرائيل مستعدة لأي سيناريو دفاعياً وهجومياً".
وأضاف: "أنظمتنا الدفاعية منتشرة ومستعدون لاحتمال وقوع هجوم إيراني".
وتابع: "من يؤذينا سنؤذيه وسندافع عن أنفسنا أمام أي تهديد".
وقال الجنرال المتقاعد عاموس يادلين في مقابلة مع القناة إن الطائرات المسيرة مجهزة بعشرين كيلوغراماً من المتفجرات لكل منها، وأن الدفاعات الجوية الإسرائيلية مستعدة لإسقاطها.
وأعاد حساب رسمي للمرشد الايراني علي خامنئي حديث الأخير عن حتمية عقاب اسرائيل على أفعالها، وقصد هجوم القنصلية الأخير.
وقطع الرئيس الأميركي جو بايدن عطلة نهاية أسبوع في دارته العائلية وعاد إلى واشنطن السبت لإجراء مشاورات عاجلة مع فريقه للأمن القومي في ملف الشرق الأوسط، مع تصاعد التوتر وسط تخوّف متزايد من هجوم على إسرائيل.
وتتوعّد طهران بالرد على قصف نُسب إلى إسرائيل دمّر في الأول من نيسان القنصلية ال#إيرانية في دمشق وأسفر عن مقتل سبعة من عناصر الحرس الثوري بينهم ضابطان رفيعان.
ويقضي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة عطلة نهاية الأسبوع، في منزل مزوّد بملجأ متطور مضاد للصواريخ، وفق مصادر صحافية.
وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن مسؤولين رفيعي المستوى في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، توجهوا إلى تل أبيب وطالبوها بإجراء مداولات مشتركة مع قبل أي رد على الهجوم الإيراني.
وكتب مراسل موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي السبت، أن نتنياهو وزوجته يقضيان عطلة نهاية الأسبوع في منزل عائلة الملياردير اليهودي الأميركي سيمون فاليك في القدس.
وأضاف: "هذه فيلا فاخرة، وبحسب التقارير، فيها ملجأ متطور مضاد للصواريخ".
وحذّر مسؤولون أميركيون من هجوم واسع النطاق على إسرائيل ردّاً على ذلك.
وتصاعد التوتر السبت بعدما احتجزت ايران ناقلة حاويات اعتبرت أنها "مرتبطة" بإسرائيل قرب مضيق هرمز، وفق الإعلام الرسمي الإيراني.
ولاحقاً أكّدت المجموعة الإيطالية-السويسرية ام اس سي المشغلة للسفينة أنّ السلطات الإيرانية تحتجزها.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسن "ندعو إيران إلى الإفراج عن السفينة وطاقمها الدولي فوراً".
وأضافت إن "احتجاز سفينة مدنية من دون استفزاز يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وفعل قرصنة ارتكبه الحرس الثوري الإيراني".
وكان بايدن قد أعلن الجمعة أنه يتوقّع ردّاً إيرانيّاً "عاجلاً وليس آجلاً". وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي قال إن طهران "تهدد بشن هجوم كبير".
إغلاق المجالات الجوية
على إثر التصعيد الإيراني - الإسرائيلي وإطلاق الحرس الثوري الإيراني عشرات المسيّرات من إيران باتجاه أهداف إسرائيلية، أعلنت مطارات عدّة في المنطقة وقف حركة ملاحة تفادياً لأي حادث جوّي، بينها الأردن، العراق و#لبنان، بالإضافة إلى إجراءات تتخذها #الكويت.
وزير الأشغال والنقل اللبناني علي حمية أعلن إغلاق المجال الجوي، وقال "نظراً للتطورات الحاصلة في المنطقة، وحرصاً منا على سلامة وأمن الأجواء اللبنانية، فإن وزارة الاشغال العامة والنقل تُعلن أن الأجواء اللبنانية قد أغلقت أمام جميع الطائرات القادمة والمغادرة والعابرة للأجواء اللبنانية، وذلك بشكل مؤقت واحترازي، اعتباراً من الساعة الواحدة من فجر اليوم الأحد الواقع في 14/4/2024 لغاية الساعة السابعة من صباح هذا اليوم، وبالتالي فإن الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي بيروت قد أغلقت تماماً خلال هذه المدة المشار إليها اعلاه، على أن يتم تحديث ذلك ومراجعته بحسب التطورات".
إلى ذلك، أعلنت اسرائيل أنها ستغلق مجالها الجوي مساء السبت اعتباراً من الساعة 21:30 بتوقيت غرينتش (00:30 بالتوقيت المحلي) بعدما أعلن الجيش الاسرائيلي عن هجوم بمسيرات أطلقته إيران باتجاه اسرائيل.
وجاء في بيان للسلطات الملاحية الاسرائيلية "وفقًا للتعليمات الأمنية، اعتبارًا من الساعة 00:30 هذا المساء، سيتم إغلاق المجال الجوي لدولة إسرائيل أمام الرحلات الجوية الدولية والوطنية".
من جهتها، أعلنت وزارة النقل العراقية إغلاق الأجواء العراقية وتوقف حركة الملاحة الجوية.
الأردن بدورها قامت بالأمر نفسه، إذ قال تلفزيون المملكة اليوم السبت إن الأردن قرر إغلاق مجاله الجوي أمام جميع الطائرات القادمة والمغادرة والعابرة مؤقتا ابتداء من الساعة 1100 مساء اليوم بالتوقيت المحلي( 20:00 بتوقيت غرينتش) لساعات عدّة قادمة.
وقالت هيئة تنظيم الطيران المدني في بيان نقله تلفزيون المملكة إنه "سيتم تحديث ذلك ومراجعته بشكل مستمر حسب التطورات".
وأوضحت الهيئة في البيان أن القرار جاء "حفاظا على سلامة وأمن الطيران المدني في الأجواء الأردنية، وفي ضوء تصاعد المخاطر المحيطة في المنطقة وبعد تقييم المخاطر وفقا للمعايير المتبعة عالميا".
ونقل تلفزيون المملكة في وقت سابق اليوم عن رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم الطيران المدني هيثم مستو القول إن "حركة الطيران في الأردن تأثرت نتيجة التشويش الذي طال نظام جي.بي.إس واستخدمت الطائرات أنظمة بديلة له".
ونقلت قناة "العربية" معلومات مفادها أن "مصر تتجه لتعليق رحلاتها من وإلى بعض الدول العربية بسبب الوضع الحالي"، لكن لا بيانات رسمية بعد.
من جانبها، أعلنت الخطوط الجوية الكويتية تحويل كل الرحلات الوافدة والمغادرة بعيدا عن مناطق التوتر.