النهار

8 أيام على الزلزال المدمّر... طائرة مساعدات سعوديّة تهبط في حلب وعمليّات الإنقاذ مستمرّة (صور)
المصدر: "النهار"
8 أيام على الزلزال المدمّر... طائرة مساعدات سعوديّة تهبط في حلب وعمليّات الإنقاذ مستمرّة (صور)
من الزلزال المدمّر على سوريا (أ ف ب).
A+   A-
وسط الأنقاض، يواجه مئات آلاف المشرّدين الجوع والبرد في تركيا وسوريا حيث تحاول السلطات تخفيف آثار الكارثة الإنسانية بعد أكثر من أسبوع على الزلزال المدمّر الذي تتجاوز حصيلة ضحاياه 35 ألف قتيل.
 
تصبح فرص العثور على ناجين شبه معدومة والأولوية الآن هي لمساعدة مئات آلاف الأشخاص الذين دُمّرت منازلهم جراء الهزّة.

وبحسب الحكومة التركية، فقد تمّ إيواء نحو 1,2 مليون شخص في مسكان للطلاب ونُصبت أكثر من 203 آلاف خيمة وأُجلي 400 ألف شخص من المناطق المنكوبة.
 


في مدينة أنطاكية التاريخية، بدأ تنظيم جهود الإغاثة بعدما توقّفت لثلاثة أو أربعة أيام بعد الزلزال، حسب ما أفاد صحافيون في وكالة "فرانس برس" كانوا في المكان.

وأقيمت مراحيض بحد أدنى من دون مياه، كما رمّمت شبكة الهاتف في العديد من الأحياء.

وكان بالإمكان ملاحظة انتشار كثيف للشرطة والجيش لمنع أعمال النهب، بعد السرقات التي سجلت نهاية الأسبوع الماضي.
 
غير أن العديد من سكان أنطاكية برروا لوكالة "فرانس برس" أعمال السرقة في السوبرماركات في الأيام الأولى بعد الزلزال بالحاجة الملحة التي واجهها كثر إذ كانوا محرومين من الماء والكهرباء والمال في غياب الدعم من السلطات.

ويُضاف إلى الحرمان المادي الحاد، الإرهاق النفسي الذي يشعر به الأطفال خصوصًا. وقال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي إن 574 طفلًا أُخرجوا من مبان منهارة، وجدوا أنفسهم بدون أهل.

وقال سيركان تات أوغلو الذي وجدت زوجته وأبناؤه البالغين 6 و11 و14 و15 عامًا ملجأ في خيم نُصبت إلى جانب استاد مدينة كهرمان مرعش، لوكالة فرانس برس "أبنائي تأثروا بالزلزال بشكل حاد".

وأضاف "فقدتُ نحو عشرة أشخاص من عائلتي. لا يزال أولادي لا يعرفون ذلك لكن ابنتي الأصغر سنًا مصدومة من الهزات. لا تتوقف عن القول +بابا، هل سنموت؟+".
 
 
وأعلنت منظمة الخوذ البيضاء اليوم الثلثاء أن عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض على وشك الانتهاء في شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة بعد ثمانية أيام من الزلزال المدمّر الذي ضرب المنطقة.

وقال رائد الصالح رئيس المنظمة التي تتولى عمليات الإنقاذ الرئيسية في المنطقة المتضرّرة إن جهود البحث "قاربت على الانتهاء. المعطيات اللي عندنا ما ظل (ناجين) لكن نحاول نعمل تشييك على كل المواقع ونسأل الأهالي إذا في مفقودين".
 
 
وأفادت الخوذ البيضاء التي تنشر فرقها في أنحاء المنطقة، حيث دمّر الزلزال أحياء وقرى بأكملها، بأنها تحصر أيضاً أسماء المفقودين في المنطقة مع ارتفاع عدد الضحايا إلى 2274 قتيلاً وآلاف المصابين.

وذكرت وسائل إعلام رسميّة سوريّة أن طائرة مساعدات سعودية هبطت في مطار حلب الدولي، في أول وصول معروف لمساعدات من المملكة لمناطق خاضعة لسيطرة الحكومة السورية.

وقال التلفزيون السعودي إن طائرة غادرت إلى حلب وعلى متنها أكثر من 35 طناً من المساعدات.

وانتقد رئيس مجموعة "الخوذ البيضاء" قرار الأمم المتحدة الذي منح الرئيس السوري بشار الأسد الفرصة في أن تكون له كلمة بشأن تقسيم مساعداتها عبر المعابر الحدودية مع تركيا، قائلاً إنه منحه "مكاسب سياسية مجانية".
 

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أمس الإثنين إن الأسد وافق على السماح للأمم المتحدة بتسليم مساعدات إلى شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة عبر معبرين حدوديين من تركيا لمدة ثلاثة أشهر.

وقال رائد الصالح رئيس جماعة "الخوذ البيضاء" لـ"رويترز" "هذا أمر صادم ونحن في حيرة من تصرفات الأمم المتحدة". 

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلثاء أن أكثر من 300 جندي روسي و60 وحدة من المعدات العسكرية الخاصة يساعدون سوريا في جهودها الإغاثية.

وقتل زلزال السادس من شباط الذي بلغت قوته 7.8 درجة وتوابعه أكثر من 37 ألف شخص في تركيا وسوريا، وبدا أن عدد القتلى سيستمرّ في الارتفاع مع عدم وجود فرص تقريباً لعثور رجال الإنقاذ على ناجين تحت الأنقاض.
 

وفي إشارة إلى القوات الروسية المتمركزة في سوريا، قالت وزارة الدفاع في بيان على تطبيق المراسلة "تيليغرام" "يواصل جنود مجموعة القوات الروسية القيام بأنشطة لإزالة الأنقاض والإغاثة من آثار الزلازل".

وأضافت "يشارك في العمل أكثر من 300 جندي و60 وحدة من المعدات العسكرية والخاصة".

وقالت الوزارة إنه تم تسليم عبوات أغذية ومطهرات بالإضافة إلى ضروريات أخرى إلى نقاط المساعدات الإنسانية في مدينة حلب بشمال غرب البلاد.

وقال الكرملين يوم الاثنين إنه على اتصال بالسلطات السورية لتقديم الإغاثة للمناطق المتضررة.

وفي تركيا، أوردت شبكة (سي.إن.إن ترك) أن‭ ‬رجال الإنقاذ انتشلوا شاباً عمره 17 عاما يدعى محمد ورجلاً آخر لم تحدّد هويته من تحت أنقاض مبنى سكني في منطقة كهرمان مرعش التركية اليوم الثلثاء، بعد نحو 198 ساعة من زلزال الأسبوع الماضي المدمر.
 

وبثّت الشبكة لقطات لعمال الإنقاذ يحملون شخصين على محفتين في انتظار وصول سيارات الإسعاف.

وعقدت الأمم المتحدة اجتماعًا طارئًا الاثنين حول كيفية زيادة المساعدات للمناطق  المنطقة الخارجة عن سيطرة النظام السوري في شمال غرب سوريا.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الإثنين أنّ الرئيس السوري بشّار الأسد وافق على فتح معبرين حدوديين إضافيين بين تركيا وشمال غرب سوريا لإدخال مساعدات إنسانية للمتضرّرين من الزلزال.

وقبل الزلزال كانت المساعدات الإنسانية لشمال غرب سوريا تدخل من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود.

في الأيام الأخيرة، تكثّفت الدعوات لفتح معابر جديدة بين تركيا وشمال غرب سوريا. 

وأشاد غوتيريس بقرار الأسد معتبرًا أن "من شأنه أن يسمح بدخول مزيد من المساعدات بشكل أسرع".

وجدّد سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بسام الصباغ أمام الصحافة بعد اجتماع مجلس الأمن، التأكيد على أن دمشق ملتزمة "بإيصال المساعدات الإنسانية إلى السوريين أينما كانوا على الأراضي السورية".

وشدّد على أن شمال غرب البلاد هو "جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية" ولذلك فإن دمشق "تدعم دخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، عبر جميع المعابر الممكنة أينما كانت داخل سوريا، أو عبر الحدود، لمدة ثلاثة أشهر".

وعبرت الاثنين شاحنات تقلّ معدّات لنصب ملاجئ مثل أغطية بلاستيكية إضافة إلى بطانيات وفرش وحبال ومسامير، الحدود.

وأفاد المسؤول في وزارة النقل السورية سليمان خليل أن 62 طائرة محملة بالمساعدات هبطت في سوريا حتى الآن ويُنتظر وصول المزيد في الساعات والأيام المقبلة، خصوصًا من المملكة العربية السعودية.
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium