استغرب الوسيط الأميركيّ لترسيم الحدود البحريّة الجنوبيّة آموس هوكشتاين ما أثير حول قضية سفينة "آنرجين" الموجودة في محيط حقل كاريش، وقال: "ليست السفينة الأولى التي تصل، وصلت سفن أخرى قبلها ولم يُثِر أحد الموضوع أو يعترض عليه في السابق".
وأضاف هوكشتاين، في مقابلة مع قناة "الحرة"، أنّ "الجميع في لبنان والمنطقة يعلمون أن السفينة كانت ستصل"، واعتبر أنّه "من الأفضل التركيز على بناء الأمور بدل التهديد بهدمها"، آملاً أن "يركّز الخطاب على التعاون وليس التفكير في كيفية إيقاف الجانب الآخر".
وردّاً على سؤال حول مواقف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الأخيرة بشأن التطورات عند الحدود البحرية، قال هوكشتاين: "إنّ الخطاب الأنجع هو الذي يركز حصراً على بناء لبنان وأتمنى من الذين يقضون الوقت في تهديد الآخرين أن يضعوا الخطط التي تجعل من لبنان مكاناً أفضل لشعبه كي يعود أولئك الذين غادروه، ولا يرسلوا مداخيلهم إلى عوائلهم من الخارج، بل يستثمروا أموالهم هنا، في بناء أعمال جديدة، حتى يتمكّن لبنان من الازدهار والنمو"، مضيفاً: "أستمع إلى كل الأصوات التي تتعالى في لبنان كي أفهم وجهات نظر الجميع، وألاحظ أن غالبية اللبنانيين يريدون التركيز على بناء لبنان أفضل".
كما اعتبر هوكشتاين أنّ "النزاع اليوم هو حول 860 كيلومتراً مربّعاً ونريد أن نصل إلى مكان يستطيع فيه لبنان الشروع بالاستثمار في النفط والتنقيب عن الغاز"، داعياً لـ"يكون لبنان في موقع يلتحق فيه بسائر دول شرق المتوسط مثل قبرص، ومصر وإسرائيل واليونان، وينقّب عن موارده الخاصة، لا سيما الغاز الطبيعي، وأن يتمكّن من استخراج الغاز الطبيعي بأثمان منخفضة لتأمين الكهرباء 24 ساعة، ولو تمكّنا من حل النزاع البحري، هذا ما سيستطيع لبنان أن يحصل عليه وقد يعمل على تصدير الطاقة أيضاً".
وردّاً على سؤال عمَّا إذا كان متفائلاً في مهمته، أجاب: "الوضع ليس صعباً اليوم، وبإمكان استئناف المفاوضات قريباً"، كاشفاً أنّه :سيحصل على المزيد من التفاصيل في الأسبوعين المقبلين".
وحول ما يعرقل حتى الساعة تأمين لبنان الكهرباء من الأردن والغاز من مصر واتهام البعض الولايات المتحدة بذلك، قال هوكشتاين: "لم تعرقل الولايات المتحدة ذلك أبداً، وهي تريد أن ترى إمدادات النفط تصل إلى لبنان وأعتقد أن خط الأنابيب من مصر عبر الأردن وسوريا إلى لبنان هو فكرة جيدة جدّاً والولايات المتحدة تدعم ذلك طالما لا يتعارض ولا ينتهك قانون قيصر".
وأضاف: "أجريت اتصالات مع ثلاثة من الأطراف الأربعة، مصر، الأردن، ولبنان وتكلّمت مع الوزير وليد فياض عبر الهاتف، وسفارتنا تتواصل معه، كما أتكلم دورياً مع المصريين والأردنيين، وأعتقد أنه لو تمكّن الأطراف من التوصل إلى اتفاق وتوقيع العقود وإبرام اتفاق نهائي، يمكننا الموافقة عليه في نهاية المطاف". وردّاً على سؤال حول ما يعترض حتى اليوم هذا المسار، قال: "لا أعتقد أنه ثمة مشكلة، بل إنّ المفاوضات بين دول أربعة ليست بالأمر السهل وبلغت خواتيمها، وأعطينا موافقتنا المبدئية على هذا المشروع، وما إن توافق مصر ولبنان على الشروط، وهذا ما لم يحصل بعد، نستطيع عندئذ تقييم المشروع إن كان لا يتعارض مع قانون قيصر، ونستطيع أن نبدأ بإمدادات الغاز".