استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرئيس الأميركي جو بايدن في قصر السلام في جدة، الجمعة، في لقاء ينهي مقاطعة الرئاسة الاميركية للأمير الشاب على خلفية قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي.
ونشرت وسائل إعلام سعودية رسمية صورا للطائرة الأميركية الرئاسية في مطار جدة بعد رحلة استمرت ساعتين. ولم يسبق أن توجه أي رئيس أميركي جوا مباشرة من إسرائيل إلى السعودية، لكن الزيارة تأتي وسط مؤشرات الى انفتاح بين الدولتين اللتين لا ترتبطان بعلاقات ديبلوماسية.
وخرج بايدن مرتديا نظارة شمسية من الطائرة ثم سار على سجادة أرجوانية وكان في استقباله أمير منطقة مكة خالد الفيصل والسفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة الأميرة ريما بنت بندر.
وفي وقت لاحق استقبله ولي العهد في قصر السلام في جدة الجمعة، في لقاء ينهي مقاطعة الرئاسة الاميركية للأمير الشاب على خلفية قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي.
وأظهرت لقطات مصوّرة بثتها وسائل إعلام رسمية الأمير محمد، الحاكم الفعلي للبلاد، مرحّبا ببايدن عند أحد مداخل القصر الملكي في المدينة الساحلية غرب البلاد، قبل أن يطرق كل منهما قبضته بقبضة الآخر ويسيران جنبا إلى حنبا وهما يبتسمان.
وخلال وجوده في المدينة الساحلية غرب المملكة، من المقرر أن يلتقي بايدن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز (86 عاما) قبل المشاركة في "جلسة عمل" وزارية برئاسة ولي العهد (36 عامًا).
بعد توليه منصبه في أوائل عام 2021، نشرت إدارة بايدن نتائج تحقيقات استخباراتية أميركية تفيد بأن الأمير محمد "وافق" على عملية تستهدف الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي أثار قتله المروع في قنصلية بلاده في اسطنبول عام 2018 موجة غضب عالمية.
وينفي المسؤولون السعوديون تورط الأمير الشاب، ويقولون إن مقتل خاشقجي نتج من عملية نفذتها عناصر "مارقة"، لكنها شوهت بشدة سمعته كقائد مصلح في بلد محافظ.
ويبدو الآن أن بايدن مستعد لإعادة التعامل مع دولة كانت حليفا استراتيجيًا رئيسيًا للولايات المتحدة لعقود، وموردا رئيسيًا للنفط ومشتريا متعطشًا للأسلحة.
وتريد واشنطن أن تقنع أكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم بأن تفتح الباب لزيادة انتاج النفط لخفض أسعار المحروقات المرتفعة على خلفية الغزو الروسي لاوكرانيا، الأمر الذي يهدد فرص الديموقراطيين في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
- فتح الاجواء -
تثير زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط تكهنات حول تقارب محتمل مع السعودية بعد تطبيع أربع دول عربية خلال السنتين الماضيتين علاقاتها مع إسرائيل، وبعد مؤشرات الى محاولات لإحداث تغيير إيجابي في الرأي العام السعودي إزاء هذه المسألة.
وقبل وصوله إلى المملكة، أعلنت الرياض فتح أجوائها "لجميع الناقلات الجوّية"، في بادرة حسن نيّة واضحة تجاه إسرائيل. وسارع بايدن إلى الإشادة بهذا القرار، واصفًا إيّاه بأنّه "تاريخي".
وقالت هيئة الطيران المدني السعوديّة في بيان على تويتر، إنّها قرّرت "فتح أجواء المملكة لجميع الناقلات الجوّية" التي تستوفي متطلّبات عبور أجواء البلاد. ويرفع هذا الإعلان فعليًا قيود تحليق الطائرات من إسرائيل وإليها.
ورحبت وزيرة النقل الإسرائيلية ميراف ميخائيلي بقرار السعودية. كما شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد بايدن على "مفاوضات دبلوماسية طويلة ومكثفة وسرية بين السعودية والولايات المتحدة" للوصول إلى هذا الإعلان.
لكن على الرغم من مؤشرات التقارب، لطالما ردد الملك سلمان في خطاباته أنّ المملكة يمكن أن تطبع العلاقات مع إسرائيل فقط حين تقوم دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية المحتلة.
ومن المقرر أن يلتقي بايدن السبت قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست بالإضافة إلى قادة مصر والأردن والعراق لمناقشة أسعار النفط المتقلبة ودور واشنطن في المنطقة.
وتمثل جدة المحطة الأخيرة في جولة بايدن في الشرق الأوسط بعد محادثات أجراها الجمعة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس واجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين في اليوم السابق.
وأكد بايدن، وهو يقف إلى جانب عباس، التزامه بحل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ، وقال إنه "يجب أن يكون هناك أفق سياسي يستطيع الشعب الفلسطيني رؤيته بالفعل"، مضيفا انه يدرك أن حل الجوتلين قد يكون "بعيد المنال".
من جهته طالب عباس بانهاء الاحتلال ووقف الاعمال الاحادية التي تقوض حل الدولتين وقال إن "فرصة حل الدولتين على حدود عام 67 قد يكون متاحا اليوم فقط ولا نعرف المستقبل".
ودعا الرئيس الأميركي إلى كشف ملابسات مقتل الصحافية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة التي قتلت في 11 أيار خلال تغطيتها عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين في الضفة الغربية.
وطلبت عائلة الصحافية مقابلة بايدن خلال زيارته، لكن مسؤولًا بارزًا في الإدارة قال للصحافيين إن الرئيس "غير قادر على فعل ذلك" ، وأشار إلى أن العائلة قد دُعيت إلى واشنطن.