أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر الأحد أن صاروخاً أطلق من اليمن سقط في "منطقة مفتوحة" وسط الدولة العبرية.
وقال الجيش في بيان "متابعة للإنذارات قبل قليل في منطقة وسط البلاد فالحديث عن إطلاق صاروخ أرض-أرض من جهة الشرق سقط في منطقة مفتوحة".
وأشار في بيان ثانٍ أصدره قرابة الساعة السابعة صباحا (04,00 ت غ) الى أن "الصاروخ أطلق من اليمن"، موضحاً بأن "دوي الانفجارات التي سمعت في الدقائق الأخيرة ناتجة عن صواريخ اعتراض. نتيجة عملية الاعتراض لا تزال قيد الفحص".
الحوثيون يتبنون العملية
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين إن "قواتنا الصاروخية نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت هدفاً عسكرياً في منطقة يافا وأخفقت دفاعات إسرائيل في اعتراضه والتصدي له".
تابع: "العملية نفذت بصاروخ باليستي جديد فرط صوتي نجح في الوصول إلى هدفه وقطع مسافة تقدر بـ2040 كم في غضون 11 دقيقة ونصف الدقيقة".
أضاف: "العملية النوعية بيافا تأتي في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد ضد إسرائيل".
وأعلن الحوثي أن "عوائق الجغرافيا والتحالف الأميركي البريطاني ومنظومات الرصد والتصدي لن تمنعنا من نصرة غزة، وعلى إسرائيل أن تتوقع المزيد من العمليات النوعية القادمة ونحن على أعتاب الذكرى الأولى لعملية السابع من تشرين الأول".
وسبق أن قال نصر الدين عامر نائب رئيس المكتب الإعلامي لجماعة الحوثي اليمنية على إكس اليوم الأحد إن صاروخاً يمنياً وصل إلى إسرائيل بعد "فشل" 20 صاروخاً اعتراضيا في إسقاطه.
ووصف عامر الهجوم قائلاً "إنها البداية".
تكلفة محاولة اعتراض الصاروخ وخوف إسرائيلي
وأوردت وسائل اعلام إسرائيلية أنه "لأول مرة في تاريخ إسرائيل، جرى إنفاق الكثير من المال على صاروخ يمني".
وأفادت "يديعوت أحرونوت" أن "صاروخاً يمنياً واحداً أيقظ دولة بأكملها". وأضافت أن "الصاروخ من اليمن أدخل مليونين إسرائيلي الى الملاجئ، ووقعت 9 إصابات كما أصيبت محطة القطار بأضرار، وسقطت شظايا الصاروخ في أماكن أخرى بمنطقة موديعين".
وأفادت "القناة 12" أن "أربعة طواقم إطفاء تعمل على إخماد حريق في منطقة مفتوحة في مستوطنة كفر دانيال، والذي يبدو أنه ناجم عن أجزاء من صاروخ اعتراضي عثر عليه في منطقة الحريق. في هذه المرحلة لا يوجد أي خطر على منازل المستوطنة".
وتابعت: "هناك شيء غير منطقي حدث هنا هذا الصباح مع نظام الدفاع الجوي التابع للقوات الجوية".
ويشنّ الحوثيون المدعومون من إيران، منذ أشهر هجمات تستهدف سفناً قبالة سواحل اليمن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها، مؤكدين أن ذلك يأتي دعماً للفلسطينيين في القطاع الفلسطيني المحاصر.
"الحرب بالحرب"
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة إثر الهجوم غير المسبوق لحماس على جنوب إسرائيل، تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدا عزز الخشية من اتساع نطاق هذه الحرب وتحوّلها الى نزاع إقليمي.
ويتبادل حزب الله وإسرائيل القصف يوميا عبر الحدود، ما أدى الى دمار في البلدات ونزوح عشرات الآلاف من المناطق القريبة من الحدود على الجانبين.
وكرّر مسؤولون إسرائيليون على مدى الأشهر الماضية عزمهم على استعادة الهدوء على الجبهة الشمالية مع لبنان، وإن كان ذلك من خلال تصعيد إضافي قد يتطوّر الى حرب واسعة.
وحذّر نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم السبت، من أن حربا شاملة مع الدولة العبرية ستؤدي إلى نزوح "مئات الآلاف الإضافية" من الإسرائيليين.
وقال قاسم في خطاب في بيروت "ليست لدينا خطة للمبادرة في حرب لأنَّنا لا نجدها ذات جدوى، ولكن إذا شنَّت إسرائيل الحرب فسنواجهها بالحرب وستكون الخسائر ضخمة بالنسبة إلينا وإليهم أيضاً".
وأضاف "إذا كانوا يعتقدون بأنَّ هذه الحرب تعيد المئة ألف نازح" الى شمال إسرائيل، "فمن الآن نبشركم أعدوا العدة لاستقبال مئات الآلاف الإضافية من النازحين".
وأتت هذه التصريحات بعدما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الإثنين إن الدولة العبرية عازمة على استعادة الهدوء على الجبهة الشمالية، مشيرا إلى أن "هناك خيار اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى ترتيبات في شمال وجنوب" إسرائيل، مع حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، "وخيار ثانٍ وهو التصعيد الذي سيؤدي إلى حرب".
ومنذ اليوم التالي لاندلاع الحرب في غزة، يستهدف حزب الله بشكل رئيسي مواقع عسكرية إسرائيلية، في هجمات يشنّها من جنوب لبنان "دعما" لغزة و"إسنادا" لمقاومتها. وترد إسرائيل باستهداف ما تصفها بأنها "بنى عسكرية" تابعة للحزب، إضافة إلى مقاتليه.
مساء السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاحه الجوي قصف ما يشتبه بأنها مخازن أسلحة في موقعين في البقاع (شرق) وستة مواقع أخرى في الجنوب.
وأصيب أربعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال في قصف إسرائيلي على الهرمل في شرق لبنان، على بعد 140 كلم عن الحدود الإسرائيلية، وفق وزارة الصحة.
كما استهدفت ضربة جوية ثانية سرعين قرب مدينة بعلبك بشرق لبنان.
ومنذ بدء التصعيد، قتل 623 شخصاً على الأقل في لبنان، معظمهم مقاتلون في حزب الله، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استناداً الى بيانات رسمية وبيانات نعي ، بينما قُتل في الجانب الإسرائيلي والجولان السوري المحتل 24 جنديا و26 مدنيا، وفق أرقام إسرائيلية رسمية.
وليل السبت، تظاهر آلاف الأشخاص في شوارع المدن الرئيسية في إسرائيل في محاولة لزيادة الضغط على الحكومة من أجل تأمين اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
ومن بين 251 شخصاً اختطف خلال هجوم حماس في 7 تشرين الأول على جنوب إسرائيل والذي أشعل فتيل الحرب الحالية، لا يزال 97 محتجزين في قطاع غزة 33 منهم يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
وتهدف التظاهرات الأسبوعية إلى مواصلة الضغط على الحكومة الإسرائيلية التي يتهمها معارضوها بالمماطلة في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين.
واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل وتسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.
وردّت إسرائيل بحملة قصف وهجوم بري على غزة، مما أسفر عن سقوط 41182 قتيلاً بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.