رأى الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، أنّه "على الأميركيين أن يعلموا أنه إذا دفعوا لبنان إلى الفوضى وتألم الشعب اللبناني فهذا يعني أننا لن نجلس ونتفرّج على الفوضى وسنمدّ يدنا إلى من يؤلمكم حتى لو أدّى ذلك إلى خيار الحرب مع ربيبتكم إسرائيل".
وأضاف: "من يريد أن يدفع لبنان إلى الفوضى أو الانهيار عليه أن يتوقّع مّنا ما لم يخطر في بال أو وهم وإن غداً لناظره قريب"
وفي كلمة له خلال مهرجان "شهادة وانتصار"، قال: "لبنان اليوم يعيش تحت ضغوط أميركية كبرى وسحب الودائع منّه لم يكن صدفة وكلّه مخطط له"، لافتاً إلى أن "الهم الطاغي في لبنان هو الوضع الاقتصادي والمعيشي وما زاد الأمر سوءًا الارتفاع المتفلّت بسعر الدولار وما لحقه بارتفاع كل الأسعار".
وحذّر الأمين العام لـ"حزب الله من أنّه "إذا علمنا أن هناك تسويف في موضوع استخراج النفط والغاز من حقولنا فنحن لن نقبل للعدو أن يستخرج الغاز من كاريش"، قائلاً: "إذا تم موضوع التسويف فعلى الحكومة اللبنانية أن نستغني عم الغرب وتستعين بدول كالصين".
وعن ملف الرئاسة، قال: "لا جديد، والحل الوحيد هو بالتفاهم الداخلي واستمرار الجهد ليكون للبنان رئيساً بأسرع ما يمكن".
وتابع: "لبنان دخل منذ العام 2019 في استهداف جديد من أجل إعادة لبنان إلى السيطرة الأميركية، والرئيس الأميركي باراك أوباما ألقى محاضرة في إحدى الجامعات الأميركية في 2022/4/21 يشرح فيها كيف يتم السيطرة على الدول. أوباما يقول "نحتاج فقط إلى إفساد الراي العام لبلد ما بالرسائل العشوائية وطرح أسئلة كافية وزرع ونشر ما يكفي من الشائعات وفكرة المؤامرات". نحن أمام هذا التحدي والذي تأتي فيه أدوات سياسية وإعلامية واقتصادية وفي مقدمها سعر الدولار الذي يتأثر به كل شيء، والفساد والخلل والأخطاء في الإدارة والتقصير في تحمل المسؤوليات يتم استغلالها من قبل الادارة الاميركية".
وقال: "من دماء كل الشهداء في لبنان تحققت إنجازات كبرى منها تحرير لبنان على مراحل وتحرير الأسرى، واستعادة الدولة والسلم الأهلي في لبنان، وتحرير المياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية وقطاع النفط والغاز. هذه الإنجازات اليوم هي مسؤولية الجميع أن يحافظ عليها والمعركة التي تخاض الآن من أهم عناوينها، لا سيما في السنوات الأخيرة، الحفاظ على هذه الإنجازات والانتصارات الكبرى التي تحققت على مدى أربعين عاماً".
وأضاف: "أهم حدث في منطقتنا خلال الأسبوعين الأخيرين هو الزلزال الذي حدث في سوريا وتركيا، نجدّد التعازي للقيادتين السورية والتركية والشعبين السوري والتركي ولعائلات الضحايا المفجوعة. نحن أمام مأساة عظيمة وما حصل هو اختبار لإنسانية كل شخص وجهة ودولة وجمعية. أمام هذه المشاهد المؤلمة الناس الطبيعيون يتصرفون بإنسانية ويضعون الصراعات السياسية جانباَ وتصبح الأولوية هي المسارعة إلى انقاذ من هم تحت الأنقاض".
واعتبر أن "الأولوية هي لاحتضان الناجين واستخراج جثامين الضحايا من تحت الأنقاض وإعادتهم إلى عائلاتهم. كل من شاهد ولم يتألم ويعتصر قلبه ألماَ، عليه أن يراجع إنسانيته ومستواه الأخلاقي وضميره. في هذا الامتحان سقطت مجدداً الإدارة الأميركية وكشفت عن وجهها وحقيقتها المتوحشة".
وتابع: "كنا نتطلع أن يتعاطى العالم بمساواة وعدالة مع سوريا كما فعل مع تركيا، شهدنا بوضوح كيف تصرف المجتمع الدولي والكثير من الدول والإعلام في العالم تجاه الضحايا على الأراضي التركية وتجاه الضحايا على الأراضي السورية، وهذا سقوط إنساني مروّع. الإدارة الأميركية تركت الناس يموتون في الأيام الأولى للزلزال من خلال عقوباتها على سوريا، وصبرت الإدارة الأميركية 9 أيام حتى أقدمت على القيام باستثناء محدود لسوريا فيما خص قانون قيصر".