انطلقت قمّة جدّة للأمن والتنمية بمشاركة عربيّة أميركيّة، وتهدف إلى تأكيد الشراكة بين دول مجلس التعاون الخليجيّ وتطوير سبل التعاون التكامل وبناء مشاريع مشتركة تسهم في تحقيق تنمية مستدامة في المنطقة، إلى جانب التصدّي الجماعيّ للتحديّات البيئيّة.
وتجمع القمّة الرئيس الأميركيّ جو بايدن إلى جانب قادة دول مجلس التعاون، بالإضافة إلى الأردن ومصر والعراق.
وأكّد وليّ العهد السعوديّ الأمير محمد بن سلمان أنّ "نمو الاقتصاد العالمي مرتبط بالإفادة من مصادر الطاقة كافّة، و الاقتصاد العالمي مرتبط باستقرار أسعار الطاقة"، داعياً إيران إلى "التعاون مع دول المنطقة وعدم التدخل بشؤونها، والتعاون مع وكالة الطاقة الذرية".
(أ ف ب)
وفي كلمة خلال قمّة جدّة، اعتبر ابن سلمان أنّ "استقرار المنطقة يتطلّب حلول سياسيّة في سوريا وليبيا، وتحسّن الأمن في العراق ينعكس على أمن المنطقة".
من جانبه، لفت بايدن إلى أنّها "المرّة الأولى التي يزور فيها رئيس أميركي هذه المنطقة من دون أن يكون فيها جنود أميركيّون"، مؤكّداً أنّ واشنطن "ستواصل عملها في مكافحة الإرهاب بالتعاون مع دول المنطقة".
وأضاف: "نركّز على إيجاد حلول كفيلة ببناء الثقة وتحقيق نتائج أفضل وترسيخ شراكات جديدة، وندعم تعزيز التحالفات مع الدول التي تحترم القانون الدوليّ".
(أ ف ب)
وأوضح أنّ "دعم القانون الدوليّ لا يعني أنّنا مطالبون بأن نتّفق على القضايا كافّة، بل على المبادئ الجوهريّة"، مضيفاً: "لن نسمح لقوى خارجيّة بتهديد حرّيّة الملاحة البحريّة في مضيق هرمز وباب المندب، ونسعى إلى تخفيف التوتّرات كما يجري الآن في اليمن الذي يعيش هدنة للأسبوع الخامس عشر على التوالي، وإلى إيجاد حلّ ديبلوماسيّ لمواجهة البرنامج النوويّ الإيرانيّ".
وقال بايدن: "لن نتخلّى (عن الشرق الأوسط) ولن نترك فراغاً تملؤه الصين أو روسيا أو إيران".
وعلى هامش القمّة، دعا الرئيس الأميركيّ نظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للقيام بزيارة رسمية الى الولايات المتحدة، في بادرة تأتي بعد شهور من توتر العلاقات بين واشنطن وأبوظبي على خلفية الموقف من الحرب الأوكرانية وقضايا أخرى.
وقال بايدن بعدما التقى ابن زايد إنّ "تحديات اليوم تزيد من أهمية التواصل بيننا. أريد أن أدعوك رسميّاً للمجيء إلى الولايات المتحدة (...) قبل انتهاء هذه السنة".
من جهته، أشار العاهل الأردنيّ الملك عبد الله الثاني إلى "مخاطر أمنيّة متجدّدة نواجهها على حدودنا في مكافحة عمليّات تهريب المخدرات والأسلحة"، مضيفاً أنّ "لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون حلّ للقضيّة الفلسطينيّة وإقامة دولة على حدود 67"، ومؤكّداً أنّ "التعاون الاقتصادي يجب أن يشمل أشقّاءنا في السلطة الفلسطينيّة".
(أ ف ب)
أمّا الرئيس المصريّ عبد الفتاح السيسي فقد أكّد أنّ "قمّة جدّة تأتي في لحظة استثنائيّة من تاريخ العالم والمنطقة العربيّة"، مشدّداً على أنّ "الأزمات العالميّة والإقليميّة ألقت بظلاها على البشريّة ومن بينها منطقتنا العربية".
ورأى السيسي أنّ "الوقت قد حان لتتضافر جهودنا لنضع نهاية للصراعات المزمنة جميعها والحروب الأهليّة طويلة الأمد"، مؤكّداً أنّ "الانطلاق نحو المستقبل يتوقّف على كيفيّة التعامل مع أزمات الماضي".
وأشار إلى أنّ "الجهود المشتركة لحلّ أزمات المنطقة لم يُكتب لها النجاح من دون التوصّل لتسوية عادلة وشاملة للقضيّة الفلسطينيّة".
بدوره، أكّد رئيس الوزراء العراقيّ مصطفى الكاظميّ دعم بلاده "الجهود الدوليّة والإقليميّة لإنهاء الأزمة في سوريا ولبنان، ووقف الانتهاكات ضدّ الشعب الفلسطينيّ".
وشدّد الكاظميّ على أهمّية "وضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله".
وأضاف: "الديموقراطيّة الناشئة في العراق تواجه مصاعب بسبب نقص الخبرات، وندعم مسار المفاوضات لإبعاد الأسلحة النوويّة عن منطقة الشرق الأوسط، كما نقترح إنشاء بنك الشرق الأوسط للتنمية والتكامل".