لفت متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأورثوذكس المطران الياس عوده في عظة الأحد إلى أنّ "الــكَــنــيــسَـــةُ قد وعت مُــنْـــذُ نَــشـــأتِــهـــا أَنَّ الــفـــاسِـــدَ فـــي الإِيــمـــانِ وأَعــمـــالِ الــمَــحَــبَّـــةِ مَــكـــانُـــهُ خـــارِجَــهـــا إلــى أنْ يُــظْــهِـــرَ تَـــوْبَـــةً حَــقــيــقــيَّـــة. إِلَّا أَنَّ بَــعْـــضَ الــفـــاسِـــديـــن، وهُـــم الــهَـــراطِــقَـــة، تَــعَــنَّــتـــوا وتَــشَــبَّــثـــوا بِـــآرائِــهِـــم الــخـــاصَّـــة وفَــضَّــلـــوا جَــمْـــعَ أَتْــبـــاعٍ لَــهُـــم بَـــدَلًا مِـــنْ أَنْ يُـــرْشِـــدوا الــنَّـــاسَ إلـــى الــمَــســيـــح، فَــمـــا كـــانَ مِـــنْ آبـــاءِ الــمَــجـــامِـــعِ الــمَــســكـــونِــيَّـــةِ الــمُــقَـــدَّسَـــةِ سِـــوى حِـــرْمـــانِــهِـــم مِـــنَ الــشَّـــرِكَـــةِ مَـــعَ الــكَــنــيــسَـــةِ الــجـــامِــعَـــةِ خَـــوْفًـــا مِـــنْ أَنْ يَــسْــتَــشْـــرِي الــفَــســـادُ ويَــهْــلَـــكَ الــقَــطــيــع. لَــقَـــد قــالَ الـــرَّبُّ: «مَــنْ أَعْــثَـــرَ هَـــؤُلاءِ الــصِّــغـــارِ الــمُـــؤمِــنــيـــنَ بـــي، فَــخَــيْـــرٌ لَـــهُ أَنْ يُــعَــلَّـــقَ فـــي عُــنُــقِـــهِ حَــجَـــرُ الـــرَّحـــى ويُــغْـــرَقَ فـــي لُــجَّـــةِ الــبَــحـــر» (مـــت 18: 6)".
وأكّد أنّ "الــكَــنــيــسَـــةُ لا تَــقْــتُـــلُ ولا تُــعَــنِّـــفُ لَــكِــنَّــهـــا تَـدُلُّ على الـخَـطـأِ وتُـــؤَدِّبُ، فَــحَــبَّـــذا لَـــوْ يَــســـيــرُ الــمَــســـؤولـــونَ عــلـــى خُــطـــاهـــا، ويـؤدِّبـــوا جَــمــيـــعَ مَـــنْ يَــتَــجَـــرَّأُون عــلـــى تَــجــاوُزِ الــقــوانــيــن وأَذِيَّـــةِ الــشَّــعْـــب. الــتَّــهـــاوُنُ فــي الــمُــحـــاسَــبَـــةِ أَوْصَـــلَ كَــثــيـــريـــنَ إلـــى الاســتِــشـــراس، وقَــدْ عـــايَــنَّــا الأُســبــوعَ الــمــاضــي مـــا حَــصَـــلَ مَـعَ الأَطــفـــالِ فـــي إِحــدى الــحَــضـــانـــاتِ مِـــنْ تَــعــنــيـــفٍ وإِيـــذاءٍ جَــسَـــدِيٍّ ونَــفْــسِـــيّ. كـذلـك مَنْ سَـبَّــبـوا كـارثـةَ الـمـرفأ ما زالوا أحـراراً وما زلـنـا نـنـتـظِـرُ الـعـدالـة. ألـيـس هَـــذا ثَــمَـــرَةَ عَـــدَمِ الــمُــحـــاسَــبَـــةِ الــحَــقَّـــةِ والــعـــادِلَـــة".
وسأل: "هــل فَــقَــدَ إنــســانُ لــبــنــانَ إنـســانــيــتَــه وتَــرَكَ لــغــريــزتِــه الــحــيــوانــيــةِ الــعَــنــان؟ وإلاّ كــيــف يَــســتــطــيــعُ إنــســانٌ سَــوِيٌّ تَــعــنــيــفَ طــفــلٍ، أو الــسُــخــريــةَ مِــنْ إنــســانٍ ذي ضُــعْـــفٍ، أو إطــلاقَ الإتــهــمــاتِ والإشــاعــاتِ عــن إخــوةٍ لــه بــســبــبِ الــحــسَــدِ أو الــحِــقــدِ أو الإنــتــقــام؟ وكــيــف يــســتــطــيــعُ قَــتْــلَ إنــســانٍ بــدمٍ بــاردٍ أو بــرصــاصــةٍ طــائــشــةٍ أو بــقــصــدِ إشــعــالِ فِــتْــنَــة؟ وكــيــف يَــســتــطــيــعُ كَــمَّ صَــوْتِ إنــســانٍ يُـعـبِّـرُ عـن رأيِـه، والــحــدَّ مِــنْ حُــرّيـةِ صـحـافِــيّــيــن يُــبــدون رأيَـهــم وقــد خــلَــقَــهُـم اللهُ أحــراراً؟".
وتابع: "كــيــف يــتــاجِــرُ إنــســانٌ بِــصــحــةِ أخــيــه الإنــســان فَــيُــهَـــرِّبُ الــدواءَ خــارجَ الــحــدودِ بُــغــيــةِ جَــنْــي الأربــاح، ثــم يَــبــيــعُ الــمــريــضَ دواءً غــيــرَ مُــرَخّــصٍ، وقــد يــكــونُ غــيــرَ نــافــعٍ، فــيَــقــضــي عــلــى الــمــريــضِ عــوضَ شــفــائــه؟ وكــيــف لا تُــعــاقِــبُ الــسُــلُــطــاتُ الــمُــخــتــصّــةُ كــلَّ مَــنْ يُــهَــرِّبُ الــدواءَ الــمــدعــومَ مِـنْ مـالِ الــلــبــنــانــيــيــن مِن أجـلِ كَــسْـبٍ مـاديٍّ، وكــلَّ مَــنْ يــتــاجــرُ بــالأدويــةِ الــمــزوَّرَة الــتــي تُــؤذي، وقــد تُــســبِّــبُ الــمــوت؟ أَلــيــسَ هــذا الــفَــلَــتــانُ ولــيــدَ عَــدمِ الــمــحــاســبــة؟ كــيــف تَــســتــهــيــنُ دولــةٌ بــصــحــةِ مــواطــنــيــهــا عــوض تــأمــيــنِ الــعــلاجِ لــهــم؟ وهــذا حَــقٌّ لـهـم وواجــبٌ عــلــيـهـا. هـل أصـبـحَ الـفــقــيــرُ والــمــريــضُ والـمُـحـتـاجُ سِـلـعَــةً رخـيـصـةً أو حَـقــلَ اخــتِــبـار؟".