أشاد الرئيس الصيني شي جينبينغ اليوم بسياسات الحزب الشيوعي، من تلك القائمة على "صفر إصابات كوفيد" وصولاً إلى حملته الأمنية ضد الفساد، وذلك لدى انطلاق أعمال مؤتمر الحزب المنعقد كل خمس سنوات والذي يتوقع بأن يصادق آلاف المشاركين فيه على تمديد حكمه لولاية تاريخية ثالثة.
وصعد شي على المسرح وسط تصفيق حار من نحو 2300 ممثل عن الحزب الشيوعي تجمّعوا في قاعة الشعب الكبرى في بيجينغ من أجل المناسبة.
وفي خطابه الافتتاحي الذي دام قرابة 100 دقيقة، أشاد الرئيس ودافع عن مجموعة واسعة من السياسات التي اتُّبعت في عهده، مشيراً إلى أن المؤتمر ينعقد في "لحظة مفصلية" بالنسبة للبلاد.
واعتبر شي أن الجهود المتواصلة للقضاء على كوفيد والمتمثلة بفرض قيود مشددة على حياة السكان تُعدّ إنجازاً مهمّاً، علماً بأن هذه السياسات سددت ضربة للاقتصاد. وقال إن هذا النهج وفّر "أعلى درجات الحماية لسلامة وصحة الناس".
كما لفت إلى ما اعتبره نجاح حملته لمكافحة الفساد التي سجن الآلاف على إثرها ويرى مراقبون بأنها استخدمت لسحق المعارضة.
لكن شي شدد على أن حملة مكافحة الفساد قضت على "مخاطر جدية كامنة" ضمن الحزب الشيوعي والجيش والدولة. وقال إن "مكافحة الفساد حققت انتصاراً ساحقاً وتم تعزيزها بصورة شاملة".
من جهة أخرى، ركّز شي على أكثر قضايا الأمن والسيادة حساسية بالنسبة للصين إذ أشار في مستهل خطابه إلى هونغ كونغ، حيث تم سحق الاحتجاجات المؤيدة للديموقراطية، وتايوان.
ورحّب بانتقال هونغ كونغ من "الفوضى إلى الحكم"، بينما تعهّد بأن بيجينغ "لن تلتزم قط بالتخلي عن استخدام القوة" عندما يتعلق الأمر بتايوان، في تصريحات قوبلت بتصفيق حار من الحضور.
وفي الخطاب الذي ركّز بمعظمه على القضايا الداخلية، قال شي إنّ الصين "ستشارك بشكل فاعل في الحكومة العالمية في ما يتعلق بتغير المناخ". وشدّد في الوقت ذاته على أن بلاده تعارض "عقلية الحرب الباردة" في الديبلوماسية الدولية، من دون أن يأتي على ذكر العلاقات مع واشنطن.
وقال إن "الصين تعارض بحزم جميع أشكال الهيمنة والسياسات القائمة على القوة وتعارض عقلية الحرب الباردة والتدخل في شؤون الدول الأخرى الداخلية كما تعارض ازدواجية المعايير".
ولم يتطرق شي في خطابه إلى حرب أوكرانيا.
تقارير عن تظاهرة في بيجينغ
إذا سارت جميع الأمور حسب الخطة لصالح شي، فستتم المصادقة على الرئيس البالغ 69 عاماً كأمين عام للحزب بعد انتهاء الاجتماعات التي تستمر مدة أسبوع، ما يرسّخ موقعه كأقوى حاكم للصين منذ ماو تسي تونغ.
وفي حال تم اختياره زعيما للحزب لخمس سنوات أخرى، كما هو متوقع، فسيتم بلا شك انتخاب شي رئيساً خلال الاجتماع السنوي لمجلس الشعب الصيني المقرر في آذار.
ويرجّح بأن يتم الكشف عن اختيار شي وغيره من أبرز شخصيات الحزب في 23 تشرين الأول، أي بعد يوم من اختتام أعمال المؤتمر.
كما سيختار المشاركون في الاجتماعات المنظّمة بعناية والتي تنعقد بمعظمها بشكل مغلق أعضاء اللجنة المركزية للحزب المكوّنة من 200 شخص تقريباً، والتي تختار بدورها أعضاء المكتب السياسي الـ25 ولجنته الدائمة التي تعد أعلى هيئة قيادية في البلاد.
وانتشرت الشرطة بشكل كثيف في محيط بيجينغ صباح الأحد استعداداً للمؤتمر. ونقل أسطول من الحافلات الصحافيين وغيرهم من الحضور إلى ساحة تيان أنمين التي بدت خالية تقريباً وإلى قاعة الشعب الكبرى.
وخضع المشاركون لسلسلة عمليات تفتيش قبل دخول القاعة حيث عُلّق شعار الحزب الشيوعي فوق المسرح حيث يجلس كبار القادة. وكُتب على لافتات حمراء عُلّقت في القاعة "عاش الحزب الشيوعي المجيد والعظيم والصائب".
وقبيل انطلاق أعمال المؤتمر، حذفت هيئات الرقابة الصينية على الإنترنت جميع الإشارات إلى تقارير تحدّثت عن تظاهرة نادرة من نوعها خرجت في بيجينغ ورفعت خلالها لافتات مندّدة بشي وسياسات البلاد في مكافحة كوفيد.
وأظهرت تسجيلات مصورة وصور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الخميس متظاهراً يعلّق على جانب جسر لافتتين تحملان شعارات تنتقد سياسات الحزب الشيوعي.