نقلت وكالة أنباء "تاس" الرسمية عن مسؤول روسي كبير في الأمم المتحدة قوله اليوم الاثنين إنّ قرار روسيا عدم تمديد اتفاق الحبوب في البحر الأسود نهائي ولا خطة لإجراء المزيد من المحادثات بشأنه.
وكان قد أعلن سفير موسكو لدى روسيا البيضاء أن روسيا أبلغت أوكرانيا رسمياً عبر السفارة الروسية في مينسك بأنها ستعلق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
وأضاف السفير بوريس جريزلوف إن السفارة أرسلت إخطاراً إلى أوكرانيا عبر القنوات الديبلوماسية، وأن الاتفاق سينتهي اعتباراً من 18 تموز.
ووصفت رئيسة مفوضية الاتّحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين اليوم الاثنين قرار روسيا بتعليق اتفاق تصدير الحبوب في البحر الأسود بأنّه "خطوة أنانية"، مضيفةً أنّ الاتّحاد الأوروبي سيواصل العمل لضمان الأمن الغذائي للدول الفقيرة.
ودانت "بشدة" إعلان موسكو أنّ الاتفاق حول تصدير الحبوب الأوكرانية، المهم للأمن الغذائي العالمي، "انتهى عمليا".
وقالت في تغريدة: "إنني أدين بشدة القرار الروسي الوقح بإنهاء اتفاق البحر الأسود لتصدير الحبوب، على الرغم من جهود الأمم المتحدة وتركيا. الاتحاد الأوروبي يسعى جاهدًا لضمان الأمن الغذائي للسكان الضعفاء على هذا الكوكب".
وقالت روسيا إنّها أوقفت المشاركة في اتفاق تاريخي توسطت فيه الأمم المتحدة يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود بعد ساعات من إعلان موسكو أن أوكرانيا هاجمت جسر القرم.
وأبدى أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس "أسفه الشديد" لقرار روسيا إنهاء اتفاق حبوب البحر الأسود "بما في ذلك سحب الضمانات الأمنية للملاحة.
أشار إلى أنّ اتفاق موسكو مع المنظمة الدولية لتسهيل صادرات الحبوب والأسمدة الروسية انتهى أيضاً.
وأعلنت الحكومة البريطانية الاثنين أنّ إعلان روسيا إنهاء اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية "مخيب للآمال" وهي تعتبر حاسمة بالنسبة للغذاء العالمي.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء ريشي سوناك: "من الواضح أنّه مخيب للآمال. لكننا سنواصل المحادثات". وأضاف: "إذا لم تجدد روسيا الاتفاقية فستحرم الملايين من إمدادات الحبوب الأساسية بالنسبة لهم".
وندّدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة الاثنين بانسحاب روسيا من اتّفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، واصفةً إيّاه بأنّه "عمل وحشي".
وقالت ليندا توماس-غرينفيلد للصحافيين: "في وقت تمارس روسيا ألعاباً سياسية، فإنّ أناساً فعليّين سيعانون"، متهمة موسكو بـ"احتجاز الإنسانية رهينة".
وقال البيت الأبيض اليوم الاثنين إنّ تعليق روسيا لاتفاق يسمح بتصدير الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود "سيؤدي إلى تدهور الأمن الغذائي ويضر بالملايين".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض آدم هودج في بيان "نحث حكومة روسيا على التراجع فورا عن قرارها".
وسبق أن أعلن الكرملين أن اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود ينتهي سريانه اليوم وقد انتهى بالنسبة لروسيا.
وأضاف أن "روسيا ستعود على الفور لاتفاق تصدير الحبوب بمجرد تلبية مطالبها".
ودانت باريس الإثنين قرار روسيا الانسحاب من اتفاق الحبوب الأوكرانية، مطالبة موسكو بـ "وقف ابتزازها للأمن الغذائي العالمي".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية في بيان: "روسيا وحدها مسؤولة عن عرقلة الملاحة في هذا المجال البحري وتفرض حصارا غير قانوني على الموانىء الأوكرانية"، مطالبةً روسيا بـ"التراجع عن قرارها".
كما نقلت الوكالة عن الخارجية الروسية أن "موسكو أخطرت تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة أنها تعارض تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود".
ودعت ألمانيا روسيا لتمديد العمل باتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية.
ويهدف الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في تموز الماضي إلى تخفيف حدة أزمة الغذاء العالمية بفتح باب التصدير بأمان أمام حبوب أوكرانية كان الصراع الروسي الأوكراني يمنعها.
وتم مده مرات عدة، لكن أجله يحل اليوم. وكانت روسيا تقول منذ شهور إن شروط التمديد لم تتحقق.
واتهمت روسيا أوكرانيا اليوم بمهاجمة جسر القرم الليلة الماضية، مما أسفر عن مقتل شخصين.