خيّم التصعيد الخطير على الجبهة الجنوبية منذ ساعات الصباح الأولى، بعد انكشاف هَول المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في بلدة الكفور قضاء النبطية، والتي راح ضحيتها 10 أشخاص من التابعية السورية، بينهم أطفال، إضافة إلى 5 جرحى.
العدوان الإسرائيلي على منشأة صناعية للحديد، تضمّ عمّالاً سوريين في النبطية، زعم الجيش الإسرائيلي أنّه "استهدف منشأة عسكرية لحزب الله"، استدعى هجوماً بعشرات الصواريخ من "حزب الله" على الجليل، وقد وسّع من دائرة نيرانه أيضاً مستهدفاً "للمرة الأولى مستوطنة إييليت هشاحر بصليات من صواريخ الكاتيوشا".
وهاجم "حزب الله" أيضاً "تموضعاً لجنود العدو في موقع المرج بمحلّقتَين انقضاضيّتَين، وتمّت إصابته بشكل مباشر وإيقاع عدد من القتلى والجرحى".
من جهتها، تحدّثت صحيفة "معاريف" العبرية عن "إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان نحو الجليل الأعلى، وعلى مستوطنات لم يتم إخلاؤها".
وقد أدّى هذا الهجوم الصاروخي المكثّف لـ"حزب الله" على الجليل الأعلى إلى "إصابة جنديين اثنين، جراح أحدهما خطيرة في مسكاف عام"، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وأفادت "القناة 13 الإسرائيلية" بسقوط "إصابتين إثر انفجار مسيّرة أطلقها حزب الله نحو منطقة راميم ريدج الحدودية"، إضافة إلى "مصابَين في مرغليوت، وتضرّر مبنى بإطلاق صواريخ من لبنان في الجليل".
من جهته، أفاد موقع "واللا" عن "إصابة جندي إسرائيليّ بجروح خطيرة في هجوم حزب الله الأخير على الجليل".
واستدعت هذه التطوّرات على الحدود الجنوبية إلى "تأهّب كبير في المستوطنات الإسرائيلية بعد الهجوم الإسرائيلي على النبطية"، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي: "رصدنا إطلاق نحو 55 صاروخاً من الأراضي اللبنانية، بعضها سقط في مناطق مفتوحة".
وإثر سقوط الصواريخ، اندلعت أكثر من 10 حرائق في المناطق المفتوحة والزراعيّة. ولفتت "القناة 12 الإسرائيلية" إلى أنّ "طواقم الإطفاء تعمل على إخماد الحرائق ومنع انتشارها إلى المباني والمستوطنات المجاورة".
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى "اندلاع حريق في حرش بيريه بالجليل الأعلى إثر سقوط شظايا صاروخ اعتراضي".
كما أدّى الهجوم الصاروخي من جنوب لبنان إلى "انقطاع التيار الكهربائي في مناطق بصفد".
الاعتداءات الإسرائيلية جنوبي لبنان
أسفرت المجزرة الإسرائيلية ليلاً على بلدة الكفور قضاء النبطية عن سقوط 10 ضحايا من التابعة السورية، إضافة إلى خمسة جرحى، وتدمير المنشأة الصناعية التي كانوا يقطنون في داخلها بالكامل.
وظهر اليوم، استهدفت مسيّرة إسرائيلية دراجة نارية في منطقة قدموس، شرق صور. وقد أفادت وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور عن "استشهاد مواطن باستهداف دراجة نارية في منطقة قدموس".
وشنّ الطيران الحربي غارات متزامنة على بلدتَي كفرحمام ومركبا، فيما طاول المدفعي أطراف اللبونة والناقورة. وتسبّب إلقاء قنابل مضيئة على سهل الخيام باندلاع حريق.
وفي ساعات بعد الظهر، شنّ الطيران الحربي غارة على بلدة عيترون، كما استهدف منزلاً عند مثلث بلدات رامية، دبل والقوزح، مما أدّى الى إلحاق أضرار كبيرة فيه.
كما تعرّض وادي حانين، وحرج كونين، وأطراف بلدة مارون الراس، وأطراف بلدة عيتا الشعب إلى قصف مدفعي. وطاول القصف المدفعي المنطقة الواقعة بين بلدتَي حداثا والطيري. واستهدف القصف الفوسفوري أطراف بلدة الطيبة لجهة ربّ ثلاثين.
تزامناً، حلّق الطيران الحربي الإسرائيلي على علوّ منخفض في أجواء القرى الجنوبية، وخرق جدار الصوت في أجوء صور وصيدا والزهراني بشكل عنيف، وعلى دفعتَين.
وقد أفادت "القناة 12 الإسرائيلية" بأنّ "الجيش الإسرائيلي يقصف مناطق في القطاع الشرقي من جنوبي لبنان بعد إطلاق صواريخ باتجاه الجليل".
الصور من النبطية للزميل حسام شبارو: