عبّر رئيس الوزراء الياباني فومييو كيشيدا الخميس للرئيس الصيني شي جينبينغ عن مخاوف إزاء قضايا الأمن الإقليمي بما في ذلك مسألة كوريا الشمالية التي أطلقت في اليوم نفسه صاروخا في آخر حلقة من سلسلة تجارب صاروخية أججت المخاوف النووية.
وقال كيشيدا إنه عبر عن "قلق بالغ" خلال أول محادثات مباشرة له مع الرئيس شي جينبينغ في بانكوك على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (ابيك).
وبينما كان شي وكيشيدا يستعدان للقاء، أطلقت كوريا الشمالية صاروخا بالستيا قصير المدى وحذرت واشنطن وحلفاءها من رد عسكري "أشد ضراوة".
وتعد الصين واليابان ثاني وثالث أكبر اقتصادات العالم على التوالي، شريكين تجاريين مهمين لكن العلاقات بينهما تدهورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة مع إظهار بيجينغ طموحات متزايدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وقال كيشيدا للصحافيين عقب المحادثات "في ما يتعلق بكوريا الشمالية، عبرت عن توقعاتنا في أن تلعب الصين دورا بما في ذلك في مجلس الأمن الدولي". وهو أول اجتماع مباشر بين الرئيس الصيني ورئيس حكومة ياباني في ثلاث سنوات.
ووصل الرئيس الصيني إلى العاصمة التايلاندية الخميس آتيا من بالي حيث حضر قمة مجموعة العشرين، وحيث حثه الرئيس الأميركي جو بايدن على استخدام نفوذه لدفع بيونغ يانغ إلى تغيير سلوكها.
واستخدمت الصين، الحليف الديبلوماسي والاقتصادي لبيونغ يانغ، وروسيا حق النقض (الفيتو) في أيار لإحباط محاولة بقيادة الولايات المتحدة لفرض مزيد من العقوبات على كوريا الشمالية.
وكان مكتب كيشيدا قد دان في وقت سابق عملية الإطلاق الأخير لكوريا الشمالية والتي تضاف إلى سلسلة من التجارب الصاروخية بما في ذلك صاروخ بالستي عابر للقارات.
وتقول سيول وواشنطن إن بيونغ يانغ قد تكون تستعد لإجراء تجربة نووية ستكون السابعة في تاريخها.
وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن وكيشيدا اللذان التقيا رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (اسيان) في بنوم بنه، أن إجراء تجربة نووية من قبل كوريا الشمالية سيليه "رد قوي وحازم" من المجتمع الدولي.
وأصدر القادة الثلاثة بيانا مشتركا عقب اجتماعهم بينما تعهد الرئيس الأميركي بنشر "المجموعة الكاملة للقدرات بما في ذلك النووية" للدفاع عن حلفائه.
وبعد لقائه شي الإثنين، قال بايدن إنه مقتنع بأن الصين الحليف الديبلوماسي والاقتصادي الرئيسي لبيونغ يانغ، لا تريد أن يفاقم نظام كيم جونغ أون حدة التوتر.
- لا حرب باردة جديدة -
يبدو أن الصواريخ الصينية التي تم إطلاقها خلال مناورات عسكرية مكثفة حول تايوان في آب/أغسطس سقطت في المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان. واحتجت طوكيو على ما وصفته بأنه انتهاكات جوية وبحرية متزايدة في الأشهر الأخيرة.
وقال كيشيدا إنه أثار في المحاثات مخاوف بشأن "الأنشطة العسكرية الصينية بما فيها إطلاق صواريخ بالستية من الصين" وإزاء الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي.
لم يعقد شي وكيشيدا لقاء على انفراد من قبل. وقد تحدثا هاتفيا في تشرين الأول 2021 بعيد وصول كيشيدا إلى السلطة في اليابان.
وتعود القمة الأخيرة بين قادة البلدين إلى كانون الأول 2019 عندما التقى رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي بشي في بيجينغ.
وتشكل قمة منتدى آسيا والمحيط الهادئ، التي سيحضرها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل السعودي الأمير محمد بن سلمان، ذروة نشاطات ديبلوماسية مكثفة في الأيام ال15 الأخيرة، بعد قمة مجموعة العشرين واجتماع قادة دول رابطة جنوب شرق آسيا (اسيان) الأسبوع الماضي.
وفي نص كلمة وجهها إلى قمة لرجال الأعمال على هامش ابيك الخميس، وضع شي رؤية لتعاون اقتصادي لمنطقة الهادئ، حض فيها على مزيد من التجارة المفتوحة والتعاون الوثيق وسلاسل التوريد السلسلة .
وكتب بالانكليزية أن "منطقة آسيا والمحيط الهادئ ليست حديقة خلفية لأحد ولا ينبغي أن تصبح ساحة لتنافس القوى الكبرى".
وأضاف "لن يسمح الشعب أو عصُرنا بأي محاولة لشن حرب باردة جديدة".
خلال اجتماع نادر الاثنين سعى بايدن وشي إلى تخفيف التوتر لكن القوتين العظميين لا تزالان في مسار تصادمي مع العديد من نقاط الخلاف بينهما.
وأكد بايدن أنه لن تحدث حرب باردة جديدة بالضرورة بينما أكد الزعيم الصيني أن بيجينغ ليست لديها نية "لتغيير النظام الدولي القائم".
ومن شأن هذه النبرة التصالحية بين الرجلين أن تطمئن أعضاء المنتدى الذين يشعرون بقلق متزايد من اضطرارهم للانحياز إلى أحد أكبر اقتصادين في العالم.
من ناحيته يسعى ماكرون إلى إعادة إطلاق الطموحات الفرنسية الاستراتيجية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بعد الصفعة التي سددتها اوستراليا بإلغائها عقدا ضخما لشراء غواصات في 2021.
وقل ماكرون الخميس "في هذه المنطقة التي تشهد نزاعات والتي هي مسرح مواجهة بين القوتين العالميتين الرئيسيتين، تتمثل استراتيجيتنا في الدفاع عن الحرية والسيادة".