دفع هادي مطر المتهم بطعن الروائي سلمان رشدي في غرب ولاية نيويورك في الأسبوع الماضي ببراءته من تهمة الشروع في القتل من الدرجة الثانية وتهمة الاعتداء من الدرجة الثانية، وجدّدت المحكمة حبسه على ذمة القضية دون إمكان الإفراج عنه بكفالة.
ومطر (24 عاماً) متهم بإلحاق إصابات برشدي (75 عاماً) يوم الجمعة الماضي عندما كان مؤلف رواية "آيات شيطانية" يهم بإلقاء محاضرة على منصة في مركز تعليمي بالقرب من بحيرة إيري. وخضع رشدي للعلاج من إصابات خطيرة لحقت به خلال ما وصفه كتاب وسياسيون في أنحاء العالم بأنه اعتداء على حرية التعبير.
ومثل مطر في جلسة توجيه الاتهام أمام محكمة مقاطعة تشاوتاكوا بعد أن وجهت إليه هيئة محلفين كبرى في وقت سابق اليوم تهمة واحدة بالشروع في القتل من الدرجة الثانية تبلغ عقوبتها القصوى السجن 25 عاماً، وتهمة أخرى بالاعتداء من الدرجة الثانية.
وأودع مطر السجن منذ إلقاء القبض عليه وظهر مرتدياً حلة رمادية مخطّطة وكمامة واقية من كوفيد-19 وكانت يداه في الأغلال.
وتحدّد يوم 22 أيلول موعداً تالياً لمثوله أمام المحكمة.
وجاء الهجوم بعد 33 عاماً من إصدار المرشد الأعلى الإيراني آنذاك آية الله روح الله الخميني فتوى دعا فيها المسلمين إلى اغتيال رشدي بعد شهور من نشر "آيات شيطانية".
ويقول بعض المسلمين إن الكتاب يحتوي على فقرات تجديفية عن محمد نبي الإسلام.
وعاش رشدي، الذي وُلد في الهند لأسرة مسلمة من كشمير، تحت التهديد بقتله بمكافأة، وقضى تسع سنوات مختبئاً تحت حماية الشرطة البريطانية.
في عام 1988، نأت حكومة الرئيس الإيراني المؤيد للإصلاح محمد خاتمي بنفسها عن الفتوي قائلة إن التهديد الموجه لرشدي انتهى.
لكن منذ ذلك الوقت زادت مكافأة قتله إلى ملايين الدولارات وبقيت الفتوى سارية، وفي عام 2019 حجبت منصة "تويتر" حساب المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بسبب تغريدة جاء فيها أن الفتوى ضد رشدي "لا تقبل الإلغاء".
وفي مقابلة نشرتها صحيفة "نيويورك بوست" أمس، قال مطر إنه يحترم الخميني لكنه لم يقل ما إذا كان هجومه جاء بإلهام من الفتوى. وأضاف أنه "قرأ بضع صفحات" من رواية آيات شيطانية كما شاهد مقاطع فيديو للمؤلف على موقع (يوتيوب).
وقال مطر عن رشدي: "لا أحبه أبداً... إنه شخص هاجم الإسلام، لقد هاجم معتقداتهم المسلمين ومنظومات عقيدتهم".
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية يوم الاثنين إنه لا ينبغي اتهام طهران بالضلوع في الهجوم. وأشارت شرطة نيويورك إلى اعتقاد بأن مطر تصرّف من تلقاء نفسه وأن دوافعه لم تعرف بعد.
من جهته، قال محامي مطر ناثانيال بارون الذي عيّنته المحكمة، إنه لم يكن يعلم أن نيويورك بوست اتصلت بموكله لإجراء مقابلة، وإنه لم يصرح بأي محادثة لموكله مع مصادر خارجية.
ولد مطر، وهو شيعي أميركي من أصول لبنانية، في ولاية كاليفورنيا.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمس" عن ممثلي الادعاء قولهم إنه استقل حافلة إلى معهد تشاوتاكوا على بعد 19 كيلومتراً من بحيرة إيري حيث اشترى تذكرة لحضور محاضرة رشدي.
كما قال شهود إنه لم يكن هناك تدقيق أمني واضح في مكان المحاضرة وإن مطر لم يتحدث وهو يهاجم رشدي. وألقى أحد أفراد شرطة الولاية كان موجوداً في المكان القبض على مطر بعد أن طرحه الحاضرون أرضاً.
وقال وكيل أعمال رشدي إنه أصيب بجروح خطيرة في الهجوم، من بينها قطع في أعصاب إحدى ذراعيه وأضرار بالكبد وقد يفقد إحدى عينيه.