أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الإثنين أنّه اتفق مع القيادة الصينية على الحاجة إلى "استقرار" العلاقات الثنائية، مؤكدًا "وضوح رؤيته" بشأن الخلافات الواسعة بين البلدَين.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي بعد محادثات في بكين استمرت يومين إنّه "في كلّ اجتماع، شدّدت على أنّ المشاركة المباشرة والتواصل المستمر على المستويات العليا هما أفضل طريقة لإدارة الخلافات بمسؤولية وضمان عدم تحول المنافسة إلى صراع".
وأضاف "سمعت نفس الشيء من نظرائي الصينيين. كلانا متّفق على الحاجة إلى استقرار علاقاتنا".
لكنّ بلينكن أكّد "وضوح رؤيته" بشأن الصين التي تدهورت علاقاتها مع الولايات المتحدة بشدة في السنوات الأخيرة.
وأضاف "ليست لدينا أوهام بشأن تحديات إدارة هذه العلاقة. هناك الكثير من القضايا التي نختلف بشأنها بشدة".
وفي رفض منه لانتقادات وجهتها الصين، أصر بلينكن أن الرئيس جو بايدن لا يسعى إلى القيام بـ"تقويض" اقتصاد الصين " عبر حظر واشنطن الشامل لصادرات أشباه الموصلات.
وقال "نرغب برؤية النمو ونرغب برؤية النجاح في كل جزء من العالم بما في ذلك بالتأكيد الاقتصادات الكبرى مثل الصين، لكن في ذات الوقت، ليس من مصلحتنا تزويد الصين تكنولوجيا قد يتم استخدامها ضدنا".
وبحسب بلينكن فإنه "في الوقت الذي تنخرط فيه ببناء برنامج أسلحتها النووي بطريقة غامضة للغاية وعندما تقوم بإنتاج صواريخ تفوق سرعة الصوت، وعندما تقوم باستخدام التكنولوجيا لأهداف قمعية، كيف سيكون من مصلحتنا توفير هذه التقنيات المحددة إلى الصين".
وأكد الوزير الأميركي أن "دولاً أخرى تشعر بذات الشيء".
تأكيدات بشأن تايوان
وتشكل قضية تايوان أحد أهم المسائل الشائكة بين البلدين.
ولم تستبعد بكين السيطرة على تايوان بالقوة وأجرت مناورات عسكرية مرّتين منذ آب قرب الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي ديموقراطي.
وكرر بلينكن أنّ بلاده لا تدعم حصول تايوان على استقلالها متمسكا بموقف واشنطن بالحفاظ على الوضع القائم هناك.
لكنه قال "لدينا وغيرنا مخاوف عميقة بشأن بعض الاجراءات الاستفزازية التي اتخذتها الصين في السنوات الأخيرة منذ عام 2016".
وبلينكن هو أعلى مسؤول أميركي يزور الصين منذ خمسة أعوام تقريبًا، في ظلّ توتر شديد في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم.
وتطرق بلينكن أيضاً إلى مسألة إقليمية اخرى وطلب من الصين الضغط على حليفتها كوريا الشمالية التي قامت مؤخراً بإطلاق سلسلة من الصواريخ.
وأكد الوزير الاميركي أنّ "كل أعضاء المجتمع الدولي لديهم مصلحة في تشجيع جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية على الترف بمسؤولية ووقف إطلاق الصواريخ".
وتابع "الصين في وضع فريد للضغط على بيونغ يانغ للدخول في حوار وإنهاء سلوكها الخطير".