قال وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن الاثنين في تل ابيب إن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "اكد له أن اسرائيل توافق على خطة التسوية" التي أعدتها واشنطن من اجل هدنة في غزة، مشدّدا على أن "من واجب" حركة حماس "ان تفعل الشيء نفسه".
وكان بلينكن صرح في وقت سابق ان المفاوضات "في لحظة حاسمة"، وذلك في مستهل زيارته التاسعة للمنطقة منذ بدء الحرب في غزة إثر هجوم حماس غير المسبوق على جنوب اسرائيل في السابع من تشرين الاول/اكتوبر.
وقال الوزير الأميركي "إنها لحظة حاسمة، على الأرجح أفضل وربما آخر فرصة لإعادة الرهائن إلى ديارهم والتوصل إلى وقف إطلاق نار ووضع الجميع على طريق أفضل إلى سلام وأمن دائمين".
وعرضت الولايات المتحدة الجمعة مقترحا جديدا في مباحثات الدوحة.
لكن حماس اعتبرت أن المقترح "يستجيب لشروط نتانياهو ويتماهى معها، وخصوصا رفضه لوقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الشامل من قطاع غزة".
ودانت الحركة خصوصا "الإصرار" الإسرائيلي على إبقاء قوات على حدود قطاع غزة مع مصر أو ما يعرف ب"محور فيلادلفيا"، و"الشروط الجديدة في ملف" المعتقلين الفلسطينيين الذين يفترض أن يتمّ تبادلهم برهائن محتجزين في غزة.
وتتمسّك الحركة الفلسطينية بتنفيذ الخطة التي أعلنها الرئيس جو بايدن نهاية أيار/مايو، ودعت الوسطاء إلى "إلزام الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه".
وينصّ مقترح بايدن في مرحلته الأولى على هدنة مدتها ستة أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة والإفراج عن رهائن، وتتضمن مرحلتها الثانية انسحابا إسرائيليا كاملا من غزة.
- "ليس هناك منتصر" -
وصل بلينكن الاحد الى اسرائيل على ان يتوجه الثلاثاء الى مصر حيث من المقرر ان يستأنف الوسطاء مباحثاتهم هذا الاسبوع، قبل أن يزور قطر.
ووعدت اسرائيل بإرسال وفد الى المفاوضات المقبلة، بحسب بلينكن.
وتتعرض الحكومة الاسرائيلية لمزيد من الضغوط. وشهدت تل أبيب الاثنين تظاهرة جديدة تطالب باتفاق يتيح خصوصا الإفراج عن الرهائن لدى حماس. وكتب على لافتة رفعت خلال التجمع بحسب صور فرانس برس "ليس هناك منتصر في الحرب".
واعلن نتانياهو الاثنين أنه يسعى الى الإفراج عن "أكبر عدد من الرهائن الاحياء" عند تنفيذ المرحلة الاولى من الخطة التي اقترحتها واشنطن.
وكان دعا الأحد إلى "توجيه الضغوط على حركة حماس" و"ليس على الحكومة الإسرائيلية"، مستنكرا ما وصفه بـ"الرفض المتعنت" للحركة الفلسطينية لإبرام اتفاق.
وتزامن وصول بلينكن مع "اعتداء ارهابي" اسفر عن اصابة احد المارة في تل ابيب الاحد، بحسب الشرطة الاسرائيلية. واعلنت حركتا حماس والجهاد الاسلامي مسؤوليتهما عن "تنفيذ عملية استشهادية".
وتسبب النزاع ايضا بموجة عنف مستمرة في الضفة الغربية المحتلة بين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود. وقد حض بلينكن المسؤولين الاسرائيليين على التحرك ضد أعمال العنف.
وترى واشنطن أن وقفا لإطلاق النار سيساعد على تجنّب هجوم من إيران وحلفائها ضد إسرائيل، بعد توعدّهم بالردّ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران في 31 تموز/يوليو في عملية نُسبت إلى إسرائيل، واغتيال القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر قبل ساعات من ذلك في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.
وقال بلينكن "إننا نعمل للتأكد من عدم حصول أي تصعيد وعدم حصول استفزازات وعدم حصول أي أعمال يمكن أن تبعدنا بأي شكل من الأشكال عن إنجاز هذا الاتفاق... أو تؤدي إلى تصعيد النزاع وتوسعته إلى أماكن أخرى".
- تلقيح اطفال غزة -
اندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل 1198 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 111 منهم محتجزين في غزة، بينهم 39 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وأسفرت الغارات والقصف والعمليات البرية الإسرائيلية ردّا على الهجوم في قطاع غزة عن مقتل 40139 شخصا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس التي لا تفصّل عدد المقاتلين وعدد المدنيين.
وشدّد نتانياهو مرارا على أنه يريد مواصلة الحرب حتى تدمير حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ 2007 وتعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "منظمة إرهابية".
وتسبّبت الحرب بكارثة إنسانية وبدمار هائل في قطاع غزة وبنزوح غالبية السكان ال2,4 مليون على الأقل مرة واحدة.
واكد بلينكن الاثنين أن اسرائيل وافقت على دعم الجهود بهدف إطلاق حملة تلقيح ضد شلل الاطفال في قطاع غزة.
وكانت الامم المتحدة وجهت نداء في هذا الصدد إثر تأكيد أول اصابة بشلل الاطفال منذ 25 عاما في القطاع المحاصر والمدمر.
على الجبهة بين إسرائيل وحزب الله، استهدفت غارات اسرائيلية مساء الاثنين مخازن أسلحة تابعة لحزب الله في شرق لبنان، كما أفاد مصدر مقرب من الحزب وكالة فرانس برس، أدّت إلى إصابة ثمانية أشخاص بجروح، وذلك بعيد مقتل جندي اسرائيلي ومقاتلين اثنين من حزب الله، كما أعلن الجانبان.
ومنذ الثامن من تشرين الأول، أي غداة بدء الحرب في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله المدعوم من إيران القصف مع إسرائيل بصورة شبه يومية عبر الحدود "إسناداً" لغزة و"دعماً لمقاومتها".
وأدّى التصعيد عبر الحدود إلى مقتل 585 شخصا على الأقل في لبنان، غالبيتهم مقاتلون من حزب الله وما لا يقل عن 128 مدنياً، وفق تعداد لوكالة فرانس برس، استنادا إلى السلطات اللبنانيّة وبيانات نعي الحزب والمجموعات الأخرى.
وأعلنت السلطات الإسرائيليّة مقتل 23 عسكريّا و26 مدنيّا على الأقلّ منذ بدء التصعيد، بينهم 12 في الجولان السوري المحتلّ.