في تصعيد إسرائيلي قد يُنذر بمزيد من اتّساع الحرب في المنطقة، هاجمت طائرات حربية إسرائيلية من طراز "أف-15" ميناء الحُديدة في اليمن، وذلك ردّاً على الهجوم الجوي الذي نفّذه الحوثيون، بطائرة مسيّرة مفخّخة، فجر الجمعة، على تل أبيب.
وأفادت قناة "المسيرة" التابعة لجماعة الحوثيّ اليمنيّة بأنّ سلسلة غارات جوية إسرائيليّة استهدفت ميناء الحديدة اليمني. ونقلت القناة عن وزارة الصحة أنّ الغارات الإسرائيلية على منشآت تخزين النفط بالحديدة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
وفي أوّل تعليق حوثي على الهجمات الإسرائيلية، قال محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي للحوثيين، إنّ الغارات الإسرائيلية التي استهدفت ميناء الحديدة في اليمن "ستُقابَل بالتصعيد"، مؤكداً أن إسرائيل "ستدفع ثمن" هذه الضربات.
وكتب البخيتي عبر منصة "إكس": "الكيان الصهيوني سيدفع ثمن استهداف منشأة مدنية وسنُقابل التصعيد بالتصعيد".
وفي وقت سابق، أفادت المعلومات الأولية بوقوع غارات أميركية- بريطانية في اليمن، قبل أن يعلن الجيش الإسرائيلي تبنّيه رسميّاً لهذه الغارات.
كما نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركيّ قوله إنّ طائرات إسرائيليّة نفّذت غارة في اليمن ردّاً على غارة الحوثيّين بمسيّرة على تل أبيب.
وقال مسؤول في الجيش الإسرائيلي: "هاجمنا أهدافاً (إرهابية) للحوثيين، منها أهداف ذات استخدامات مزدوجة بعضها بنية تحتية للطاقة".
إلى ذلك، لفتت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أنّ "سلاحَي الجوّ والبحرية الإسرائيليّين يُعزّزان استنفارهما تحسّباً لردّ محتمل من الحوثيين".
ونقل شهود عيان من إسرائيل أنّ طائرات حربيّة إسرائيليّة انطلقت من قاعدة في النقب باتّجاه البحر الأحمر قبل نحو ساعتين.
إلى ذلك، أوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن القصف في اليمن تم باستخدام 12 طائرة من طراز "أف-35"،قبل أن يعلن الجيش الإسرائيلي بأنّ الغارت نُفّذَت بطائرات "أف-15".
الجيش الإسرائيلي يتبنّى قصف اليمن
بعد وقت قصير على وقوع الغارات، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ طائراته شنّت غارات على "أهداف عسكرية" تابعة للحوثيين بمنطقة ميناء الحُديدة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنّ "الغارات جاءت ردّاً على مئات الهجمات ضد إسرائيل طيلة الأشهر الأخيرة"، مضيفاً: "لا تغيير في تعليمات الجبهة الداخلية، وإذا طرأ أي تغيير سنعلن عنه".
وقال مسؤول في الجيش الإسرائيلي: "هاجمنا أهدافاً (إرهابية) للحوثيين، منها أهداف ذات استخدامات مزدوجة بعضها بنية تحتية للطاقة".
وقال المتحدث الجيش الإسرائيلي: "مستعدّون لكلّ الجبهات برّاً وبحراً وجوّاً، مؤكداً أنّ "الهجوم على اليمن من أبعد الهجمات في التاريخ"، وكانت من أكثر العمليات العسكرية تعقيداً".
إلى ذلك، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر سياسي قوله إنّه "لم يكن في حساباتنا توجيه ضربة قوية لالحوثيين فقط، إنّما توجيه رسالة لكلّ مكوّنات المحور الإيراني".
من جهتها، ذكرت "القناة 12 الإسرائيلية" أنّ "مجلس الوزراء المعني بالشؤون الأمنية وافق خلال اجتماعه اليوم على هجوم اليمن".
وأضافت أنّه "تم استدعاء أعضاء الحكومة الإسرائيلية وإخطارهم قبل بدء الهجوم على الحديدة بـ45 دقيقة، ووافق مجلس الوزراء على خطط الهجوم".
ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إنّ "الهجوم في اليمن عمل إسرائيلي خالص"، مضيفاً أنّ "الغارة نُفّذت بالتنسيق مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي لمواجهة هجمات الحوثيين".
واعتبر المسؤول الإسرائيلي أنّ "ميناء الحديدة بنية تحتية إرهابية وهدف عسكري مشروع ويستخدمه الحوثيون للحصول على الأسلحة".
وتابع قائلاً: "الميناء مُنِح حصانة بسبب وصول المساعدات الإنسانية إليه، لكنّ معظم المساعدات تذهب إلى الحوثيين وليس إلى المواطنين اليمنيين".
إلى ذلك، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ "إسرائيل تصرّفت بمفردها في الهجوم على الحوثيين من دون أي تدخل عسكري أميركي".
غالانت يتوعّد
على وَقع اشتعال النيران في ميناء الحُديدة اليمني بعد الغارات الإسرائيلية، نشر الإعلام العبري مقطع فيديو يُظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي يُتابعان من غرفة العمليات الغارات التي شنّتها المقاتلات الإسرائيلية على ميناء الحديدة في اليمن.
وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن وزير الدفاع يؤآف غالانت ورئيس الأركان وافقا على خطة ضربات ميناء الحديدة.
من جهته، قال غالانت إنّ "النار المشتعلة الآن في الحديدة يمكن رؤيتها في كل أنحاء الشرق الأوسط".
وأضاف: "في المرة الأولى التي ألحق فيها الحوثيون الضرر بإسرائيلي قمنا بضربهم، وسنقوم بذلك في أي مكان طالما كان الأمر ضرورياً"، مؤكداً أنّ "دم مواطنينا ليس هدراً، وهذا ما يتم إدراكه في لبنان واليمن وكلّ مكان".
البيت الأبيض: لم نساعد إسرائيل بالهجوم على الحوثيين ولم تُنسّق معنا
أعلن مسؤول في البيت الأبيض أنّ الرئيس جو بايدن تلقّى إحاطة من نائب مستشار الأمن القومي حول الضربة الإسرائيلية على الحوثيين.
وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي أنّ "واشنطن لم تشارك بالهجوم الإسرائيلي على الحوثيين"، وذلك بعد تداول أنباء أولية عن غارات أميركية- بريطانية على ميناء الحديدة، قبل أن يعلن الجيش الإسرائيلي تبنّيه للهجوم.
إلى ذلك، قال مسؤول في الجيش الإسرائيلي إنّ إسرائيل أخطرت حلفاءها قبل تنفيذ غارة جوية على أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن اليوم السبت.
إلّا أنّ المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض نفى التصريح الإسرائيلي، قائلاً: "لم نساعد إسرائيل بالهجوم على الحوثي ولم تُنسّق معنا".
هجوم تل أبيب الجمعة
قُتِل شخص في تل أبيب بهجوم تبنّاه الحوثيّون اليمنيّون، ونُفّذ بمسيّرة فشلت منظومة الدفاع الإسرائيليّة في اعتراضها الجمعة مستهدفة مبنى قريباً من ملحق تابع للسفارة الأميركيّة.
وأعلن الحوثيّون أنّهم نفّذوا العمليّة في إطار دعمهم الفلسطينيّين الذين يواجهون وضعاً كارثيّاً جرّاء الحرب الدائرة منذ أكثر من تسعة أشهر في قطاع غزّة.
وقال المتحدّث العسكريّ باسم "أنصار الله" العميد يحيى سريع في بيان: "نفّذ سلاح الجوّ المسيّر في القوّات المسلّحة اليمنيّة... عمليّة عسكريّة نوعيّة تمثّلت في استهداف أحد الأهداف المهمّة في منطقة يافا المحتلّة، ما يسمّى إسرائيليّاً تل أبيب".
ولفت الناطق إلى أنّ الهجوم نُفّذ "بطائرة مسيّرة جديدة اسمها يافا قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضيّة للعدوّ، ولا تستطيع الرادارات اكتشافها"، مضيفاً "نعلن أنّ مدينة يافا المحتلّة منطقة غير آمنة وهدف أساسيّ في مرمى أسلحتنا".
وأكّد الجيش الإسرائيليّ أنّ الهجوم نُفّذ "بمسيّرة كبيرة جدّاً يمكنها التحليق لمسافات طويلة". وقال إنّ المسيّرة رُصدت لكنّ "خطأ بشريّاً" تسبّب في عدم انطلاق المنظومة التي تُشغَّل تلقائيّاً.
وقال المتحدّث العسكريّ دانيال هاغاري إنّ المسيّرة إيرانيّة الصنع على الأرجح وتمّ تطويرها حتّى تتمكّن من الوصول إلى تل أبيب من اليمن التي تبعد 1800 كيلومتر على الأقلّ.
من جانبه، تعهّد وزير الدفاع الإسرائيليّ يوآف غالانت بجعل الحوثيّين "يدفعون ثمن" الهجوم.