أكّد المدير العام لـمنظمة الصحة العالمية، اليوم، أنّ زيادة إنفاذ المساعدات عبر المعابر البرية إلى غزة هو وحده الذي يمكن أن يساعد في الحيلولة دون وقوع مجاعة في القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان.
وأشار تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنّ الأطفال يموتون نتيجة سوء التغذية والمرض ونقص المياه النقية والمرافق الصحية، معتبراً أنّ "مستقبل جيل بأكمله في خطر بالغ".
تسبّبت الحرب المستعرة منذ أكثر من خمسة أشهر في نقص حاد في الغذاء بين 2,3 مليون فلسطيني يقطنون قطاع غزة، وتجاوز هذا النقص حالياً مستويات المجاعة في بعض المناطق، بحسب الأمم المتحدة. وقد قال غيبريسوس إنّ "الجهود الأخيرة لتوصيل الغذاء عن طريق الجو والبحر موضع ترحيب، ولكن زيادة إدخال المساعدات عبر المعابر البرية هو وحده الذي سيمكن من توصيل المساعدات على نطاق واسع لدرء المجاعة".
وأضاف: "مرة أخرى، نطلب من إسرائيل فتح مزيد من المعابر والتعجيل بدخول وإيصال المياه والغذاء والإمدادات الطبية وغيرها من المساعدات الإنسانية إلى غزة وفي داخلها".
تقول وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة إنّ "العقبات الكثيرة" أمام نقل المساعدات إلى شمال غزة لن يتم التغلب عليها إلا بوقف إطلاق النار وفتح المعابر الحدودية التي أغلقتها إسرائيل بعد أن شنّت "حماس" هجومها في السابع من تشرين الأول.
وأشار غيبريسوس إلى أنّ طلبات منظمة الصحة العالمية لإيصال الإمدادات إلى قطاع غزة غالباً ما أوقفت أو رُفضت، فيما تقول إسرائيل إنّها لا تضع أيّ حدّ للمساعدات الإنسانية لغزة وتحمّل مسؤولية بطء تسليم المساعدات على ضعف القدرة أو عدم الكفاءة بين وكالات الأمم المتحدة.
وتفحص إسرائيل معظم المساعدات التي تتوجه إلى غزة عن طريق البر في معبر كرم أبو سالم، وهو مركز جمركي عند النقطة الحدودية بين مصر وإسرائيل وغزة، قبل أن يتم إدخالها عبر معبر رفح، وهو معبر المسافرين الرئيسي بين مصر وغزة. وبعد السماح لستّ شاحنات مساعدات بدخول شمال غزة عبر معبر في السياج الأمني الأسبوع الماضي، قالت إسرائيل إنّ مزيداً من هذه القوافل ستليها إضافة إلى عمليات التسليم من نقاط دخول أخرى.
من جهة ثانية، تركّز الهجوم الإسرائيلي اليوم على مستشفى الشفاء، المنشأة الطبية الوحيدة العاملة جزئياً في شمال قطاع غزة، لليوم الرابع. وقال تيدروس إنّ منظمة الصحة العالمية قلقة بشكل خاص بشأن العمليات العسكرية داخل وحول المجمع الطبي. وأضاف: "أُلغيت مهمة كانت مقررة لمستشفى الشفاء اليوم بسبب انعدام الأمن... نطالب مجدداً بحماية منشآت الرعاية الصحية وعدم عسكرتها".