تجمّع عشرات آلاف الإيرانيين في وقت مبكر الأربعاء في وسط طهران للمشاركة في مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي قضى الأحد في حادث تحطم مروحية في شمال غرب إيران، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي.
وتجمّعت الحشود في جامعة طهران ومحيطها حيث سيؤم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الصلاة على جثمان رئيسي ومرافقيه الذين قضوا معه في الحادث.
وتحطمت المروحية الأحد على سفح جبل في شمال إيران وسط ضباب كثيف، وكانت متّجهة إلى مدينة تبريز بعد تدشين مشروع سد على الحدود مع أذربيجان.
وأطلقت عملية بحث وإنقاذ ضخمة بمساعدة من تركيا وروسيا والاتحاد الأوروبي.
وأعلن التلفزيون الرسمي وفاته في وقت مبكر الإثنين.
وفي العاصمة، رفعت لافتات ضخمة تشيد بالرئيس الراحل ووصفته وأعضاء الوفد الذين كانوا معه بأنهم "شهداء الخدمة"، في حين ودّع آخرون من كان "عوناً للمحرومين".
وتلقى سكان طهران رسائل هاتفية تحضّهم على "حضور جنازة شهيد الخدمة".
ومن المقرر أن تنطلق المواكب التي ستشارك فيها شخصيات أجنبية بارزة، من جامعة طهران إلى ساحة إنقلاب الشاسعة في وسط المدينة، وفقاً للإعلام الرسمي.
- الدفن في مشهد -
وبدأت الثلثاء مراسم جنازة الرئيس الراحل وأعضاء الوفد المرافق له الذين قضوا معه، بمشاركة عشرات الآلاف من المشيعين الذين ارتدوا اللباس الأسود في مدينة تبريز وفي قم.
ومن طهران، ستنقل الجثامين إلى محافظة خراسان الجنوبية قبل نقلها إلى مدينة مشهد مسقط رأس رئيسي في شمال شرق البلاد، حيث سيوارى الثرى الخميس بعد مراسم جنازة في ضريح الإمام رضا.
وأعلن خامنئي الحداد الوطني لمدة خمسة أيام وكلّف نائب الرئيس محمد مخبر (68 عاماً) تولي مهام الرئاسة وصولاً إلى انتخابات ستجرى في 28 حزيران لاختيار خلف لرئيسي.
وتم تعيين كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني علي باقري الذي كان نائباً لأمير عبد اللهيان، قائماً بأعمال وزير الخارجية.
وأمر رئيس أركان القوات المسلحة في البلاد محمد باقري بإجراء تحقيق لكشف ملابسات تحطّم المروحية.
وانتُخب رئيسي رئيساً في العام 2021، خلفاً للمعتدل حسن روحاني على خلفية تدهور اقتصادي من جراء العقوبات الأميركية المفروضة بسبب أنشطة إيران النووية.
وشهدت فترة حكم رئيسي المحافظ المتشدد احتجاجات حاشدة وأزمة اقتصادية متفاقمة.
وقضى رئيسي بعد شهر ونيّف على شنّ إيران هجوماً غير مسبوق على إسرائيل ليل 13-14 نيسان، رداً على تدمير مبنى قنصلية طهران في دمشق مطلع نيسان بضربة نُسبت إلى الدولة العبرية وأسفرت عن مقتل سبعة عناصر في الحرس الثوري، بينهم قياديان، أحدهما كان أكبر مسؤول عسكري إيراني في سوريا.
بعد وفاته، قدّمت روسيا والصين، حليفتا إيران وقوى إقليمية تعازيها، وكذلك فعل حلف شمال الأطلسي، في حين وقف مجلس الأمن الدولي دقيقة صمت.
كما تدفقت رسائل التعزية من حلفاء إقليميين لإيران لا سيما سوريا وحركة "حماس" و"حزب الله".