النهار

المطران عودة: ضاق لبنان وشعبه ذرعاً بالصّفقات السياسيّة، والحسابات الضّيقة، والمساومات والأحقاد
المصدر: "النهار"
المطران عودة: ضاق لبنان وشعبه ذرعاً بالصّفقات السياسيّة، والحسابات الضّيقة، والمساومات والأحقاد
المطران الياس عودة (حسام شبارو).
A+   A-
اعتبر مــتــروبــولــيــت بــيــروت وتــوابــعــهــا لــلــروم الأرثــوذكــس الــمــطــران الــيــاس عــوده أنّه "فـــي أَيَّـــامِــنـــا هَـــذِهِ، نَــجِـــدُ أَنَّ الــشَّـــكَّ الإِلــحـــادِيَّ يَـــزدادُ، وأَنَّ الــمَــحَــبَّـــةَ تُــجـــاهَ الــمُــخَــلِّـــصِ تَــفْــتُـــر، لأَنَّ الــبَــشَـــرَ أَصــبَــحـــوا يَــلْــهَــثـــونَ وَراءَ مـــا فـــي هَـــذا الــعـــالَـــمِ مِـــنْ مـــادِّيَّـــاتٍ، سَـــوَّقَــهـــا لَــهُـــم الــمُــنْــتَــفِــعـــونَ عــلـــى أَنَّــهـــا مِـــنْ ضَـــرورِيَّـــاتِ الــمَــعــيــشَـــة، فَـــأَصْــبَـــحَ الـــرَّبُّ خـــارِجَ لائِــحَـــةِ الأســـاسِــيَّـــاتِ الــحَــيـــاتِــيَّـــة".
 
 
 
 
الصّور بعدسة الزّميل حسام شبارو.
 
 
 

وأضاف: "لَـــو الْــتَــصَـــقَ الــجَــمــيـــعُ بِـــالـــرَّبِّ لَــمـــا وَجَـــدْنـــا أَحَـــدًا يــكــرَهُ أخــاه أو يــحــتــقِــرُه أو يُــقـــاتِـــلُــه، أَو يُـــذِلُّــهُ، أَو حــتَّـــى يَــنْــظُـــرُ إِلَــيْـــهِ نَــظْـــرَةَ ســـوءٍ واســتــغــلال. إِنَّ الإسْــتِــشــهـــادَ مِـــنْ أَجْـــلِ الــمَــســيـــحِ أَصْــبَـــحَ نـــادِرًا، ولا أَعْــنـــي إِهـــراقَ الـــدِّمـــاء، بَـــل الــمَـــوتَ عَـــنِ الــخَــطـــايـــا، وحُــبِّ الــذاتِ، والــمَـــصــالِــحِ الــشَّــخــصِـــيَّـــةِ، والــتــعــلُّــقِ بــالــمــاديّــاتِ وسِـــواهـــا. هَـــذا مـــا نَــبْــتَــغـــيـــهِ مِـــنَ الــمَــســـؤولــيـــنَ عَـــنْ هَـــذا الــبَــلَـــد، الَّـــذي حَــمَــلَـــتْ عـــاصِــمَــتُـــهُ اسْـــمَ الــقِـــدِّيـــسِ الــعَــظــيـــمِ جـــاورجــيـــوس. لَــقَـــد ضــاقَ لُــبْــنـــانُ وشَــعــبُـــهُ ذَرعــاً بــالــصَــفَــقــاتِ الــسِّــيـــاسِــيَّـــة، والــحِــســـابــاتِ الــضَّــيِّــقَـــةِ، والـمُـسـاوَمـاتِ والأحــقــادِ، وهـــا هُـــوَ يَــصْـــرُخُ إلـــى الــقِـــدِّيـــسِ جـــاورجــيـــوس: «بِــمـــا أَنَّـــكَ لِــلــمَـــأســـوريـــنَ مُــحَـــرِّرٌ ومُــعْـــتِـــقٌ، ولِــلــفُــقَـــراءِ والــمَــســاكِــيـــنِ عـــاضِـــدٌ ونـــاصِـــرٌ، ولِــلــمَـــرضـــى طَــبــيـــبٌ وشــافٍ، وعَـــن الــمُـــؤمِــنــيـــنَ مُــكـــافِـــحٌ ومــحـــارِبٌ، أيّـهـا الـعــظـيـمُ في الـشُـهـداءِ جـاورجـيـوس الـلابِـسُ الـظَـفَـر، تَــشَــفَّـــعْ إلى الإلـه مِـــنْ أَجْـــلِ خَـــلاصِــنـــا»".
 
 

وأكّد عودة أنّ "مـــا لَـــمْ يــســتــطــعْ ذوو الــســلــطــةِ تَـــأمــيــنَـــهُ لِــلــشَّــعـــبِ، مِـــنْ حُـــرِّيَّـــةٍ وأمــانٍ وعَــضَـــدٍ ونُــصْــرَةٍ وشِــفـــاءٍ، بِــسَــبَـــبِ أَنـــانِــيَّـــاتِــهُـــم ومَــصـالِـحِـهِـم وتَـقـاعُـسِـهـم عَـنْ الـقِـيـامِ بـواجِـبـاتِـهـم، بـــإمــكــانِ كــلِّ إنــســانٍ الــوصــولُ إلــيــهــا بِـــالــعَـــودَةِ إلـــى الـــرَّبِّ الــمُــخَــلِّـــصِ الــقـــائِـــمِ مِـــنْ بـيـنِ الأَمـــوات، والــمُــقــيـــمِ إِيَّـــانـــا مِـــنَ الــمَـــوْتِ والــفَــســـاد. هــنــا يــأتــي دورُ الــمــؤســســاتِ الــتــابــعــةِ لــلــكــنــيــســةِ، الــتــي عــلــيــهــا أنْ تــكــونَ الــنــورَ الــذي يــضــيءُ عَـــتْــمَــةَ الأيــام، والــعـضـــدَ لــلــفــقــيــرِ والــمــريــضِ والــمُــحــتــاج. طــبــعــاً لا يُــمــكــنُــهــا الــحُــلــولُ مَــحَــلَّ الــدولــةِ، وهــي لا تــمــلُــكُ الــقُــدُراتِ الــخــارقــة، لــكــنّــهــا تُــعــطــي مــمــا أعــطــاهــا الله، بـمـحـبّـة، ولأنّــهــا تَــضَــعُ رجــاءَهــا فــي الــربّ، هــي قــادرةٌ عــلــى بـلــســمــةِ جِــراحِ الــنــفــوسِ، بــانــتــطــارِ أنْ يَــصــحـــو ضــمــيــرُ الــمــســؤولــين، ويُــتَــمِّـــمــوا واجــبــاتِــهــم مِـنْ أجـلِ إنــهــاضِ هــذا الــبــلــدِ الــجــريــحِ وشــعـــبــهِ الـبــائــس".
 
 


اقرأ في النهار Premium