على مسافة أيّام من انتهاء عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، توجّه البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي إلى النوّاب والكتل النيابيّة خلال عظة الأحد سائلاً: "أيّها السادة النوّاب والكتل النيابيّة الذين تتكلّمون وتعملون من أجل الشغور أو الفراغ في سدّة الرئاسة، قولوا لنا من أين تستنبطون هذا الحقّ، وتبرّرون مخالفتكم الخطيرة والسافرة للدستور؟ هل نيابتكم وكتلكم وُجدت للتعطيل؟".
ولفت إلى أنّ "من يدقّق في تحرّكات عددٍ من النواب أثناء الجلساتِ النيابيّةِ الأخيرة، يكتشف فوراً أنّهم في مسرحيّة لا تَخلو من المزاجيّةِ عوضَ أن يكونوا في احتفالٍ سعيدٍ يُقدّمون من خلاله للبنان رئيساً مقبولاً من اللّبنانيّين بعد طول أحزان وأزمات".
ورأى الرّاعي أنّ "مقتضيات العمل السياسيّ فضيلتان إجتماعيّتان هما العدالة والتضامن، ومجلس النوّاب من جهته مؤتمن إنتخاب رئيس الجمهوريّة".
وأكّد أنّ "المؤتمر الدولي الخاص بلبنان الذي دعونا إليه يختلف كليّاً عن مشاريع المؤتمرات والندوات التي تبتدعها هذه الدولِ لا لخِدمةِ لبنان، بل لتجميلِ علاقاتِها ببعض دول المنطقة"، مشدّداً على أنّ "مصيرَ لبنان يقرّره اللّبنانيّون بمساعدةِ الأمم المتحدة، ونحن دعونا إلى مؤتمر من أجل تطبيق اتفاق الطائف نصّاً وروحاً، وسدّ الثّغرات النّاتجة في الدستور، وتصحيح اختلال النّظام الديموقراطيّ في ممارسة الحكم، وإعلان المحافظة على حياد لبنان وتحييده، وإعادةِ النّازحين السوريّين إلى بلادهم، وحلّ قضيّة اللّاجئين الفِلسطينيّين".
وأضاف: "لقد كانت جلسةُ مجلسِكم التي عقدت الخميس الماضي جلستين: جلسةُ انتخابِ الرئيسِ داخلَ القاعةِ العامّة، وجلسةُ تعطيلِ النصابِ في الرُدُهات المحيطةِ. كأنَّ سوقَ التسوياتِ والمساوماتِ يَنشُط بين أعيانِ النوّابِ لمعرفةِ ما إذا كانوا يَدخُلون القاعةَ ويُصوِّتون أم يَبقَوْن في الرُدُهات ويعطّلون".
وفي رأي البطريرك، "أننا أصبحنا في ذروة الفساد السياسيِّ الأكثر شرّاً من الفسادِ الماليّ، وصرنا في واحةِ الخيانةِ الوطنيّةِ".