غصّت كنيسة المقرّ الصيفيّ للبطريركيّة المارونيّة في الديمان بحشود سياسيّة وشعبيّة مؤيّدة لمواقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي توجّه إلى من وصفهم بـ"المسيئين إلى لبنان" قائلاً: "كفّوا عن قولكم إنّ المساعدات تأتي من العملاء، واذهبوا وابحثوا عن العملاء في مكان آخر، فأنتم تعلمون أين هُم ومن هُم"، متمنّياً على "الذين يُفبركون الملفات" أنّ "يتّعظوا ممّن سبقهم ومن تجارب الماضي".
(حسام شبارو ومارك فياض)
وجدّد الراعي في عظته تأكيد موقفه المندّد بتوقيف المطران موسى الحاج، معتبراً أنّ "سيادته تعرّضت للانتهاك في الناقورة"، ومشدّداً على أنّه "من غير المقبول أن يخضع أسقف لتوقيف وتفتيش من دون الرجوع إلى البطريركيّة"، ومؤكّداً "رفض التصرّفات البوليسيّة ذات الأبعاد السياسيّة".
وإذ طالب الراعي بأن يُردّ إلي الحاج جواز سفره اللبنانيّ وهاتفه الخليويّ والمساعدات التي كان ينقلها، توجّه إلى الحضور قائلاً: "لمّا اهتزّت الهويّة والرسالة أتيتم إلى هذا الكرسيّ البطريركيّ لتُعلنوا إدانتكم وشجبكم ورفضكم".
(حسام شبارو ومارك فياض)
وذكر مراسل "النهار" أنّ تصفيقاً حارّاً علا في كنيسة الديمان بعد قول البطريرك: "اذهبوا وابحثوا عن العملاء في مكان آخر، فأنتم تعلمون أين هُم ومن هُم".
وأضاف الراعي: "لن نتخلّى عن إنسانيّتنا وعن خدمة الإنسان مهما كلّف الأمر، وقد آن الأوان لتغيير الواقع الطافح بالأحقاد والكيديّات والمكتظّ بالسلوكيّات المُعيبة... لا يُبنى لبنان ولا يتوحّد بهذا النهج المُنحرف عن قيم شعبه ومجتمعه وتاريخه، ويا ليت الذين يُفبركون الملفات يتّعظون ممّن سبقهم ومن تجارب الماضي".
(حسام شبارو ومارك فياض)
وشدّد على أنّ "البطريركيّة صامدة على مواقفها وستُتابع مسيرتها"، مكرّراً دعوته "لعقد مؤتمر دوليّ خاصّ بلبنان لبتّ الملفّات الخلافيّة التي يعجز لبنان عن حلّها"، ومعاهداً اللبنانيّين بالوقوف إلى جانبهم "مهما عصفت التحدّيات".
وقال الراعي: "نحمل قضيّة شهداء انفجار مرفأ بيروت ونُطالب بالوصول إلى الحقيقة الكاملة".
وختم البطريرك المارونيّ بتأكيد مواصلة دعوة البطريركيّة إلى "تشكيل حكومة جديدة في أسرع ما يُمكن وانتخاب رئيس جديد للجمهورية في المهلة الدستورية"، معتبراً أنّ "لبنان يستحقّ حكومة جديدة ورئيساً جديداً".
وبعد القداس، استقبل الراعي الشخصيات المشاركة في القداس وخرج إلى الشرفة المطلة على الباحة الخارجية محاطاً بنواب تكتل "الجمهورية القوية"، وخاطب الوفود الشعبية التي فاق عددها الألفين، وشدّد على أن "البطريرك مار نصرالله صفير حي فينا، كل البطاركة أحياء فينا، كونهم تناولوا نفس اللغة التي أتحدث بها اليوم، هذه ثقافتنا التي لا نتراجع عنها على الإطلاق، أحييكم وأشكر حضوركم اليوم هذا الحضور المعبر عن رفضكم وإستياءكم وإدانتكم للإهانة التي تعرض لها زميلنا موسى الحاج وهي إهانة للكنيسة المارونية، وإهانة للبطريركية المارونية كون القوانين تقتضي بأن أحداً غير قادر على محاكمة أو مساءلة أو تفتيش أو إيقاف أسقف أو كاهن أو راهب أو راهبة دون إستئذان البطريرك".
واعتبر الراعي أن "هذه إهانة شخصية لي، وطبعاً نحن نطالب معكم بضرورة استرجاع كل ما صادروه، نطالب بتسليم المطران الحاج كل ما تمت مصادرته، أولاً جواز سفره اللبناني، هاتفه الخليوي إضافة الى كل المساعدات المالية والأدوية والتي تم إرسالها من اللبنانيين في الأراضي المقدسة الى أهاليهم من كل الطوائف وهي أمانة عليه توصيلها لأصحابها ، ومن ثم نقول لهم ونكرر بأن المطران سيواصل عمله كون ما يقوم به من دور يعتبر رسالة".
وتابع البطريرك الراعي: "ونقول لهم "وليس نطلب ونرجو"، ممنوع ايقافه ومساءلته على الحدود اللبنانية، هذه الحادثة لم نتعرض لها من قبل في العهود السابقة وفي عهد المطارنة الذين تعاقبوا على هذه الكرسي، من وقت ما كانت صور والأراضي المقدسة أبرشية واحدة على أيام المجمع اللبناني 1736 وصولا الى اليوم".