وقال مسعفون في القطاع الفلسطيني المحاصر إن خمس غارات جوية إسرائيلية على رفح في وقت مبكر من اليوم الخميس، أصابت ثلاثة منازل على الأقل مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل من بينهم صحافي محلي.
وأعرب السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة إبراهيم خريشي لرويترز، اليوم الخميس، عن مخاوفه مما سيحدث في رفح لأن مستوى التأهب مرتفع للغاية.
وقال إن البعض يغادرون وهم خائفون على عائلاتهم، لكنه غير مسموح لهم بالذهاب إلى الشمال وبالتالي هم محاصرون في منطقة محدودة جداً.
وفي الشهر السابع من الحرب المدمرة جواً وبراً على حركة "حماس" التي تدير قطاع غزة، استأنفت القوات الإسرائيلية قصف المناطق الشمالية والوسطى من القطاع، وكذلك شرق خان يونس في الجنوب.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر، إن مجلس وزراء الحرب بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد اجتماعات "لمناقشة كيفية تدمير آخر فلول لحماس وآخر معاقل للحركة في رفح وأماكن أخرى". وأحجم عن الكشف عن توقيت لعملية برية في رفح أو ما إذا كان المجلس سيعطي الضوء الأخضر للعملية.
وقالت سلطات الصحة في غزة في تحديث، اليوم الخميس، إن الحرب التي دخلت الآن شهرها السابع أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 34305 فلسطينيين. وأدى الهجوم إلى تدمير جزء كبير من القطاع المكتظ بالسكان والحضري على نطاق واسع، مما تسبب في نزوح معظم سكانه وعددهم 2.3 مليون نسمة وبقاء كثيرين دون قدر يذكر من الغذاء والماء والرعاية الصحية.
وقال سكان وشهود إن تصاعد التهديدات الإسرائيلية باجتياح رفح، وهي الملاذ الأخير لنحو مليون نازح مدني بسبب توغل القوات الإسرائيلية في شمال القطاع في وقت سابق من الحرب، دفع بعض العائلات إلى المغادرة إلى منطقة المواصي الساحلية القريبة أو محاولة شق طريقهم إلى نقاط أبعد شمالا.
لكن عدد النازحين الذين يغادرون رفح لا يزال قليلا إذ أن كثيرين في حيرة من أمرهم بشأن المكان الذي يجب أن يذهبوا له قائلين إن تجربتهم على مدار المئتي يوم الماضية من الحرب علمتهم أنه لا يوجد مكان آمن فعلا.
وأظهرت صور التُقطت بالأقمار الصناعية لمنطقة المواصي الواقعة بين رفح وخان يونس والبحر، وهي منطقة من الشواطئ الرملية والحقول وتمتد بطول حوالي خمسة كيلومترات وعرض ثلاثة كيلومترات تقريبا فقط، إقامة تجمعات كبيرة من المخيمات خلال الأسبوعين الماضيين.
دعا فريق من الدفاع المدني الفلسطيني اليوم الخميس، الأمم المتحدة إلى التحقيق بشأن ما قال إنها جرائم حرب في مستشفى بغزة، موضحا انتشال نحو 400 جثة من قبور جماعية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من مجمع المستشفى في خان يونس.
وواصلت القوات الإسرائيلية قصف بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا والزيتون في شمال قطاع غزة، حيث قال بعض السكان إن مسلحين من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" يقاتلون القوات البرية الإسرائيلية بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون ونيران قناصة.
وقالت شركة الاتصالات الفلسطينية إن خدمات الإنترنت انقطعت مرة أخرى في وسط وجنوب قطاع غزة اليوم الخميس، وإن ذلك بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية. وتفاقم نوبات انقطاعات الإنترنت العقبات التي تواجه جهود توصيل مساعدات الطوارئ للمدنيين المنكوبين وتوفير الرعاية الطبية في المراكز القليلة التي لم يدمرها القتال بعد.