بعد تعثُّر مفاوضات الهدنة بين حركة "حماس" وإسرائيل، مطلع الشهر الحالي، عادت الحركة الديبلوماسية العربية والغربية لتنشط على خطّ الوساطة بين الطرفين، معلنةً عن "اتّجاه لاستئناف المفاوضات خلال أيام"، للتوصل إلى اتفاق لإطلاق الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر لم تكشف هويته أنّ "قرار استئناف المحادثات جاء بعد اجتماع رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ورئيس وزراء قطر التي تشارك في الوساطة".
كما أعلن المصدر أنّه "في نهاية الاجتماع، تقرّر أن تبدأ المفاوضات هذا الأسبوع بناء على مقترحات جديدة بقيادة الوسيطين مصر وقطر وبمشاركة أميركية نشطة".
ونقلت وكالة "فرانس برس" تأكيدات إسرائيلية حول استئناف المفازضات، إذ قال مسؤول إسرائيلي إنّ "لدى الحكومة"نية لاستئناف المحادثات هذا الأسبوع".
وأضاف: "هناك نية لاستئناف المحادثات هذا الاسبوع وهناك اتفاق"، فيما لم يدلِ بمزيد من التفاصيل حول الاتفاق.
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أنّ "القيادة الأمنية الإسرائيلية بأكملها فضلاً عن غانتس وآيزنكوت أبدوا تأييدهم للتوصّل إلى صفقة بشأن غزة ويعتبرونها ضرورية".
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي مطّلع قوله إنّ "رئيس الموساد قدَّم لمدير الـCIA ورئيس وزراء قطر العرض الجديد لصفقة التبادل، ويتضمّن هذا العرض حلولاً ممكنة لنقاط كانت محل خلاف في المباحثات السابقة".
وأورد | موقع "واللا" معلومات عن مسؤول إسرائيلي تُفيد بأنّ "مجلس الحرب يجتمع غداً لبحث مفاوضات صفقة المختطفين".
من جهته، تحدّث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس حول الجهود الجديدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإعادة فتح معبر رفح "في أقرب وقت"، بحسب واشنطن.
إلى ذلك، كشفت مصادر إسرائيلية لقناة "سكاي نيوز عربية" أنّه "سيتم استئناف المفاوضات بشأن غزة على أساس مقترحات جديدة للصفقة"، فيما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنّ "مباحثات باريس هدفت إلى بناء أرضية تُتيح التقدُّم في المفاوضات".
بدورها، نقلت وسائل إعلام مصرية أنباء عن أنّ "مصادر أمنية إسرائيلية تتحدّث للمرة الأولى عن استعداد مجلس الحرب لوقف إطلاق نار دائم في غزة".
وفي أول تعليق أميركي على الإعلان الإسرائيلي عن استئناف المفاوضات، نقل موقع "أكسيوس" عن مصدر أميركي قوله إنّ "إدارة بايدن فوجئت بإعلان إسرائيل بشأن استئناف مفاوضات الرهائن"، كاشفاً عن أنّ "اجتماع باريس ناقش إمكانية استئناف مفاوضات الرهائن من دون تحديد موعد لعقد جولة جديدة".
هذا التفاؤل الحذر بعودة المفاوضات، قابلته صحيفة "هآرتس" العبرية بمعلومات عن مصادر مطلعة تُفيد بأنّه "برغم الإعلان عن تجديد المفاوضات، إلّا أنّه لم يتم التوصل إلى اختراق يُتيح جسر الهوّة مع حماس"، مشيرةً إلى أنّ "الخلافات مع حماس تتركّز بالأساس على وقف الحرب".
وبحسب ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر إسرائيلية، فإنّ "المباحثات في باريس كانت ناجحة جدّاً وجرى التوافق على تحريك مفاوضات التبادل".
وقالت المصادر الإسرائيلية: "لا نريد أن تصل المفاوضات لحالة الجمود، لأنّ الوقت بالنسبة للأسرى بدأ ينفد".
وكانت حركة "حماس" قد أعلنت في 6 أيار الجاري الموافقة على اقتراح الصفقة المقترَحة من مصر وقطر، إلّا أنّ هذا المقترح واجه رفضاً إسرائيليّاً، ما أعاد الأمور إلى نقطة الصفر حينذاك.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم، عن حصيلة جديدة لضحايا الحرب، مشيرةً إلى مقتل 35,903 فلسطينيين وإصابة 80420 آخرين منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وبالأمس، بحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء القطري ووزراء الخارجية السعودي والمصري والأردني مساء الجمعة الوضع في قطاع غزة وتحقيق "حل (قيام) الدولتين" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية.
وجاء في بيان الرئاسة أنّ ماكرون تباحث في قصر الإليزيه مع رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ووزراء الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والمصري سامح شكري والأردني أيمن الصفدي في "مجموعة الرافعات التي يمكن تفعيلها من أجل إعادة فتح كل المعابر" إلى القطاع الفلسطيني، وناقشوا سُبل "تعزيز تعاونهم في مجال المساعدات الإنسانية وتعميقه".