النهار

الكرملين: الادّعاء بإصدار الأمر بقتل بريغوجين "كذب محض"
المصدر: أ ف ب- رويترز
الكرملين: الادّعاء بإصدار الأمر بقتل بريغوجين "كذب محض"
رئيس مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين (أ ف ب).
A+   A-
نفى الكرملين، الجمعة، ضلوعه في حادث تحطم طائرة قالت موسكو إنه أودى بزعيم مجموعة فاغنر المسلحة يفغيني بريغوجين، وذلك تعليقا على تكهنات باغتياله ردا على تمرده المسلح على القيادة العسكرية الروسية قبل شهرين.

منذ تحطم الطائرة قرب العاصمة الروسية الأربعاء وتأكيد السلطات مقتل عشرة أشخاص كانوا على متنها بينهم بريغوجين، سرت تكهّنات وتحليلات بأن زعيم المجموعة الذي كان مقربا من الرئيس فلاديمير بوتين حتى تمرده المسلح في حزيران، قد يكون ضحية عملية اغتيال دبّرها الكرملين ثأرا على تحديه لسلطة الرئيس الروسي.
 
وبعد أقل من 48 ساعة على خروج بريغوجين من المعادلة، أصدر بوتين مرسوما يلزم عناصر المجموعات غير النظامية مثل فاغنر أداء قسم اليمين، في ما يبدو أنه مسعى لتأطير نشاطهم.
 
 
وقال المتحدث باسم مقر الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف خلال مؤتمر صحافي الجمعة "هناك الكثير من التكهنات حول تحطم الطائرة والوفاة المأساوية للركاب، بما في ذلك يفغيني بريغوجين... كل هذا كذب محض".
 
وأضاف "نعلم جيدا في أي اتجاه يتم التكهن في الغرب"، مشددا على أن التحقيق مستمر في الحادثة.
 
كذلك، قال بيسكوف إن مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة ليس لها وجود قانوني رسمي.

وذكر في مؤتمر صحافي أن فاغنر موجودة باعتبارها مجموعة قدمت "إسهاما كبيرا" للحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا، وأشاد "ببطولة" مقاتليها.

وسبق أن تعرّض عدد من معارضي الكرملين أو المنشقين عن النظام في موسكو، لعمليات اغتيال أو محاولات قتل حتى داخل روسيا وخارجها. ونفى الكرملين على الدوام أي دور له فيها.

وأتت تصريحات بيسكوف غداة كسر بوتين صمته بشأن الحادث وتأكيده أن بريغوجين كان من بين "الضحايا"، وتعزيته أسر من قضوا في "المأساة".

وقال "عرفت بريغوجين لفترة طويلة جدا، منذ مطلع التسعينيات. لقد كان رجلاً مصيره حافل ومعقّد، وارتكب أخطاء جسيمة في حياته، لكنه حقّق النتائج المرجوة".

وكان بوتين قد وصف بريغوجين بأنه "خائن" في خطاب وجهه إلى الروس خلال تمرد فاغنر يومي 23 حزيران و24 منه.

لكنه قال الخميس إن أعضاء فاغنر الذين قضوا معه قدموا "مساهمة كبيرة" في الهجوم الروسي في أوكرانيا.

- تحقيق "حتى النهاية" -
ورأى مراقبون في تمرد فاغنر أكبر تهديد لحكم بوتين الممتد منذ عقدين.

لكن الحركة التي قادها بريغوجين انتهت سريعا بعد وساطة قام بها رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو، الحليف الوثيق لفلاديمير بوتين، قضت بانتقاله مع عناصره الى مينسك في مقابل وقف الملاحقات بحقهم في روسيا.

واستبعد الرئيس البيلاروسي أن يكون بوتين ضالعا في مقتل بريغوجين.

وقال لوكاشنكو، الجمعة، إن نظيره الروسي "شخص يحسب الأمور بتأنٍّ، هادئ جدا وحتى بطيء لدى اتخاذ القرار بشأن مسائل أخرى أقل تعقيدا. لذا لا يمكنني أن أتخيل أن بوتين قام بذلك، أن بوتين يتحمّل المسؤولية"، وذلك وفق ما نقلت وكالة "بلتا" الرسمية.

وعلى رغم اتفاق إنهاء التمرد، بقي بريغوجين يتردد الى روسيا. وأكد الكرملين في وقت سابق أن بوتين استقبله وقادة فاغنر في 29 حزيران. وفي الشهر التالي، حضر بريغوجين على هامش قمة في سان بطرسبرج بين روسيا ودول أفريقية حيث تنشط مجموعة فاغنر بشكل مكثّف.

ونفى بيسكوف الجمعة حصول أي لقاء جديد مؤخرا بين بوتين وبريغوجين.

وكانت هيئة الطيران الجوي الروسية (روسافياتسيا) أكدت أن بريغوجين كان على متن الطائرة الخاصة التي تحطمت شمال العاصمة.

وأعلنت السلطات أن الركاب العشرة على متنها، وبينهم ثلاثة من أفراد الطاقم، لقوا حتفهم. ويعمل خبراء في الطب الجنائي على التعرف الى الجثث. 

ومن بين من وردت أسماؤهم، مساعد بريغوجين دميتري أوتكين، قائد عمليات فاغنر والعنصر السابق في القوات الخاصة للاستخبارات العسكرية الروسية.

ولم يكشف المحققون الفرضيات التي يعملون عليها أو الأسباب المحتملة للحادث، والتي قد تشمل زرع قنبلة على متن الطائرة أو إصابتها بصاروخ أرض-جو أو ارتكاب ربانها خطأ.

وقال بوتين الخميس "سنرى ما سيقوله المحققون في المستقبل القريب. الفحوص جارية، فحوص فنية وجينية"، لافتا إلى أن التحقيق "سيستغرق بعض الوقت".

وأردف "سيتم المضي به حتى النهاية والتوصل إلى نتيجة. لا شك في ذلك".

- مرسوم عسكري -
وفي مقابل النفي الروسي، ألمحت كييف والعديد من العواصم الغربية، لاسيما واشنطن وبرلين وباريس، الى شبهات بأن مقتل بريغوجين كان نتيجة عملية اغتيال اتخذ الكرملين القرار بشأنها.

لكن المتحدث باسم البنتاغون أكد الخميس أن الجيش الأميركي لا يمتلك "معلومات تؤشّر إلى ارتباط صاروخ أرض-جو" بالحادث، مشيراً إلى أنّ التكهّنات بتحطّم الطائرة بسبب ذلك "غير دقيقة".

وفي حين انسحب عناصر فاغنر من الجبهات في أوكرانيا بعد التمرد، لا تزال المجموعة تنشط في دول أفريقية تشهد نزاعات مسلحة خصوصا مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى.

وقبل يومين من تحطم الطائرة، ظهر بريغوجين في شريط مصوّر، قائلا إنه موجود مع مقاتليه في أفريقيا حيث يعمل للحفاظ على "عظمة روسيا".

ويواجه عناصر فاغنر اتهامات بانتهاكات وعمليات إعدام ميدانية وتعذيب في مختلف مناطق نشاطهم.

وأكد الكرملين الجمعة أن لا علم له بما سيكون عليه مصير المجموعة.

وقال بيسكوف للصحافيين "في ما يتعلّق بمستقبلها، لا يمكنني أن أقول لكم شيئا الآن، لا أدري".

توازيا، وقّع بوتين الجمعة مرسوما يلزم عناصر المجموعات المسلحة غير النظامية أداء قسم اليمين.

وبات لزاما على هؤلاء التعهد بـ"الإخلاص" و"الوفاء" لروسيا، و"الامتثال الصارم لأوامر القادة والمسؤولين (الأعلى رتبة)"، وفق نصّ المرسوم المنشور على موقع الحكومة الروسية.

ويتعهد العناصر كذلك "احترام الدستور الروسي بشكل مقدس"، و"الدفاع بشجاعة عن الاستقلال والانتظام الدستوري" للبلاد، وتنفيذ المهام الموكلة إليهم.

ويشمل المرسوم الأشخاص المدرجين كمقاتلين متطوعين والذين "يسهمون في تنفيذ المهام الموكلة الى القوات المسلحة الروسية" و"هيئات وتشكيلات عسكرية" أخرى، بما يشمل قوات الدفاع التي تمّ تشكيلها خلال حرب أوكرانيا.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium