النهار

السويد تنضم رسمياً الى حلف الأطلسي بعد تصويت البرلمان المجري
المصدر: أ ف ب
السويد تصبح العضو 32 في حلق الناتو بعد انتظار طويل
السويد تنضم رسمياً الى حلف الأطلسي بعد تصويت البرلمان المجري
رئيس الوزراء الهنغاري ورئيس الوزراء السويدي (يسار الصورة) في مؤتمر صحافي في بودابست (23 شباط 2024، ا ف ب).
A+   A-

صادق البرلمان المجري، اليوم الاثنين، على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) في خطوة تزيل آخر عقبة في طريق توسيع الحلف العسكري بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وصوّت 188 نائبا في البرلمان المجري لصالح الخطوة بينما عارضها ستة نواب فقط. ورحبت السويد اثر ذلك بما وصفته أنه "يوم تاريخي".

وبذلك تُختتم فترة انتظار طويلة وطريق متعثر واجهت خلاله السويد مماطلة رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان، بموازاة مفاوضات مع تركيا انتهت بتصويت إيجابي في كانون الثاني المنصرم.

وفي افتتاح الجلسة البرلمانية، أشاد أوربان بالزيارة الأخيرة التي قام بها نظيره السويدي أولف كريسترسن، مشيرا الى أنها خطوة أساسية في بناء "علاقة قائمة على الاحترام المتبادل بين البلدين وتتجاوز الخلافات في الرأي".

وأضاف أن "انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي سيعزز أمن المجر" داعيا النواب إلى المضي قدما في عملية التصديق.

وكان أوربان أعطى موافقته المبدئية، لكن قبل استكمال العملية طالب ستوكهولم بـ"الاحترام" على خلفية انتقاداتها لسياسته.

وشهد الوضع حلحلة في الأسابيع الأخيرة، في ظل زيارة كريسترسن الجمعة التي اعتُبرت بمثابة خاتمة "لعملية طويلة لإعادة الثقة"، على حدّ تعبير أوربان.

ولإرساء هذا التعاون، أعلن البلدان شراء بودابست أربع طائرات مقاتلة من السويد لتعزيز أسطولها الحالي المكوّن من 14 طائرة من طراز "غريبن".

 

منظر عام للبرلمان المجري أثناء تصويت النواب على التصديق على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي في 26 شباط 2024

 

ابتزاز مقابل تنازلات!

لكن على مدى أشهر، عكفت المجر على تأخير الاستحقاق مبدية في كل مرة ذرائع مختلفة.

واعتبر بعض الخبراء أنّها تعتمد استراتيجية ابتزاز للحصول على تنازلات من الاتحاد الأوروبي وللحصول على مليارات اليورو من الأموال المجمّدة حالياً، بينما رأى البعض الآخر في ذلك مؤشرا إلى التقارب بين أوربان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

لكن المحلّل ماتي سالاي رأى أنّ رئيس الوزراء المجري يعطي الأولوية للمصالح الوطنية قبل أي شيء آخر.

وقال لوكالة فرانس برس إنّه "ذهب إلى أبعد ما يمكن"، ويتوقّف في الوقت المناسب "كي لا يسبّب مشكلات خطرة" للحلف الأطلسي. وسبق أن اعتمد الأسلوب نفسه عندما عرقل مساعدات حيوية لأوكرانيا على مدى أشهر قبل أن يوافق عليها مطلع شباط وسط ضغوط من شركائه في الاتحاد الأوروبي.

ومن خلال تبنّي استراتيجية مماثلة، يريد أوربان أن يثبت أهمية بلده الصغير الذي يقل عدد سكانه عن 10 ملايين نسمة وأن يؤكد أنّه "لا ينبغي الاستهانة به"، وفقاً للباحث في جامعة كا فوسكاري في البندقية.

وأوضح سالاي أنّ رئيس الوزراء لا يحصد "أيّ نتائج ملموسة على صعيد السياسة الخارجية"، غير أن موقف "المواجهة" الذي يعتمده على الساحة الدولية يخدمه "للحفاظ على شعبيته في الداخل".

 

رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون يعقد مؤتمرا صحافيا في ستوكهولم بعد تصويت البرلمان المجري على انضمام بلاده إلى حلف الناتو

 

السويد باتت العضو 32 في الناتو

وبحسب بروتوكول الناتو فإن انضمام أي دولة يتطلب اجماع سائر الأعضاء، وبالتالي بقي ملف انضمام السويد إلى الحلف معلّقاً منذ أيار 2022.

وكانت ستوكهولم قد أعلنت ترشّحها عقب هجوم روسيا على أوكرانيا في شباط 2022، بالتزامن مع طلب فنلندا التي انضمت إلى الحلف في نيسان 2023.

وبذلك، تخلّت الدولتان عن عقود من الحياد الذي أعقب الحرب العالمية الثانية، تلاه عدم انحياز عسكري منذ نهاية الحرب الباردة.

 

ردود فعل مرحبة

قال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ إن عضوية السويد يجعل الحلف "أقوى وأكثر أمانا".

فيما رأى المستشار الألماني أولاف شولتس إنها "ستعزز أمن أوروبا والعالم". كما هنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السويد خلال افتتاح مؤتمر لدعم أوكرانيا نظم في الإليزيه بمشاركة أكثر من عشرين زعيما أوروبيا.

بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الاثنين إنه "يوم تاريخي" لحلف شمال الأطلسي.

 

 

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium