أسِف متروبوليت بيروت للروم الأورثوذكس المطران الياس عودة خلال عظة الأحد لِــمَـا حَــصَـل بـالأمـسِ بــشـأنِ الــتــوقــيــتِ الــصّــيــفــي "الــذي تَــحَــوَّلَ إلــى تَـبـايُــنٍ طــائِــفــي فـيـمـا لا عــلاقَـــةَ لِـــلــدِيــنِ والــطــوائــفِ بِــهِ بــل هــو أمـــرٌ مُــتَــعَــارفٌ عــلـيـهِ عــالــمـيـاً ومَــعْـــمُــولٌ بـهِ فــي لــبــنـانَ مــنـذُ عــقــود".
وسأل: "هـــل يَــحــتــاجُ لــبــنـانُ إلـى عَـــزْلِ نَــفْــسِــهِ أَكــــثَــــرَ والابـــتــعـــادِ عـــن الـعــالـمِ حــتـى بــالــتــوقــيــتِ؟ ألا يَــكــفــي الــلـبـنـانـيــيــن مــا يَــعــيــشُــونَــه مِــنْ مــــشـــاكِــــلَ لِــــتُــــضــافَ إلـــيــهـــا مُـــشـــكِـــلَـــةُ الـــوقـــت؟ أَلــيــسَ الأحـــرى بــالــمــســؤولــيــنَ الاهـــتــمــامَ بــكَــيــفِــيَّــةِ الــخــروجِ مِــنَ الــكَــارِثَـــةِ الــتــي أَوقَـــعُــــوا الـــبــلــدَ فــيـهــا عِـــوَضَ إِثـــارَةِ لَــغَـــطٍ حَـــوْلَ تَـــغْــــيــــيـــرِ الــســاعـــة؟ مِــســـكـــيـــنٌ بَـــلَــــدُنــــا. وكَـــمْ يَــحـــتـــاجُ إلـــى قـــامــاتٍ وطَــــنــــيَّــــةٍ تَــحْـــكُــمَــهُ!".
وتابع: "يـا أحـبّـة، فـي الـتـهـيـئـةِ لـلـصـومِ عـلّـمـتْــنـا الـكـنـيـسـةُ أنَّ الـتـواضـعَ هـو الـبـابُ الإلـزامـيُّ لـدخـولِ الـمـلـكـوت، وهـا هـو الـقـديـسُ يـوحـنا يـحُـثُّـنـا، فـيـمـا نـشـارِفُ نـهـايـةَ الـصـومِ، عـلـى الـوداعـةِ والـتـواضُـعِ والـتوبـةِ قـائـلاً: «الـتـوبـةُ تُـنـهِـضُ الـسـاقِــطَ والـنَـوْحُ يَـقــرَعُ بـابَ الـسـمـاءِ ولـكـنَّ الـتـواضُـعَ الـمُـقـدّسَ يَــفــتَـحُـه» ويُـضـيـفُ: «الـمُـتَـكـبِّـرُ يَـديـنُ غـيـره طـولَ الـنـهـار، وغـيـرُ الـمُـتَــكـبِّــرِ لا يَـديـنُ أحـداً ولـكـنَّـه لا يَـديـنُ ذاتَـه. أمـا الـمُـتَّـضِـعُ فـيَـديـنُ ذاتَـه كُـلَّ حـيـنٍ وهـو غـيـرُ مُـلام».
واعتبر عودة أنّ "الــكَــذِبُ ومَــحَــبَّــةُ الــمــالِ، الآفــتــان الــلَّــتــانِ حَــذَّرَ مِــنْــهُــمــا الــقِــدِّيــسُ يــوحَــنَّــا الــسُّــلَّــمِــيُّ اســتِــنــادًا إلــى الــكِــتــابِ الــمُــقَـــدَّسِ ووصــايــا الــرَّبِّ، تَــجْــتــاحــانِ بَــلَــدَنــا مُــنــذُ عُــقــود. مُــعــظــمُ مَــصــائِــبِ الــشَّــعْــبِ كــانَــتْ نَــتِــيــجَــةً لِــلــوُعــودِ الــكــاذِبَــة الَّــتــي أَطْــلَــقَــهــا مُــرَشَّــحـونَ لِــشَـتَّــى الــمَــنــاصِــبِ، فَــأَمِــلَ الــشَّـعْــبُ تَـغــيـيــرًا عــلــى أَيــدي الــواعِــدِيــن، وفـي كُــلِّ مَــرَّةٍ كــانَــت الآمــالُ تَــخــيــبُ ومــا زالَــت".
وأضاف: "لا يَــنْــفَــكُّ الــكـاذِبــونَ مِــنْ إِطْــلاقِ الــتَّــطــمِــيــنــاتِ الــواهِــيَــة، وبَــثِّ الآمــالِ الــكــاذبــة. إِلَّا أَنَّ الــمُــشــكِــلَــةَ الأَكْــبَــر هِــيَ فــي شَــعْــبٍ يَــعْــرِفُ أَنَّــهُــم يَــكْــذِبــون ولا يُــحــاسِــبُ ولا يُــطــالِــبُ خَــوْفًــا مِــنْ حِــرْمــانٍ أَكْــبَــر. لــذلــك نَــضُــمُّ صَــوْتَــنــا إِلــى أَصــواتِ الــمُــنــادِيــنَ بِــوجــوبِ تَــوْبَــةِ كُــلِّ مَــســؤولٍ وعَــوْدَتِــهِ إلــى طَــريــقِ الــرَّبِّ الــمُــســتَــقــيــم، لأَنَّ الــتَّــوبَــةَ، كَــمــا يَــقــولُ الــقِــدِّيــسُ يــوحَــنَّــا الــسُّــلَّــمــيّ، هِــيَ «عَــهْــدٌ مَــعَ اللهِ لِــبَــدْءِ حَــيــاةٍ أُخــرى... إِنَّــهــا مُــصــالَــحَــةٌ مَــعَ الــرَّبِّ بِــعَــمَــلِ الــصَّــالِــحــاتِ الــمُــضـــادَّةِ لِــلــزَّلَّاتِ الــسَّــابِــقَــة»، وكُــلُّ مَــنْ يَــتَــصــالَــحُ مَــعَ الــرَّبِّ، لا بُــدَّ مِــنْ أَنْ يَــتَــصــالَــحَ مَــعَ أَبــنــائِــهِ، الــمَــخــلــوقــيــنَ عــلــى صــورَتِــهِ ومِــثــالِــه، ويَــمــتــنــعَ عــن إيــذائِــهــم مُــبــتَــعِــداً عــن الــحِــقْــدِ والــشــرِّ والــنــمــيــمــةِ والــخــداعِ وحُــبِّ الــذاتِ والــمـالِ وكــلِّ آفــةٍ تُــبــعِــدُ الإنــســانَ عــن خــالــقِــه وعــن إخــوتِــه، فَــتَــســتَــقــيــمُ الأُمــورُ وتَــتَّــجِــهُ نـحـوَ الأَفــضَــلِ لِــلــجَــمــيــع. وكــمــا يــقــولُ الــقــديــس يــوحــنــا: «لــيـكـنْ لَــنـا ضــمــيــرُنــا بَــعْــدَ اللهِ رَقــيــبــاً ومُــرشِــداً ومِــقــيــاســاً فــي كــلِّ شــيءٍ، حــتــى إذا عَــرَفْــنــا مَــهَــبَّ الــريــحِ رَفَــعْــنــا أشــرِعَــتَــنــا مُــقــابِــلَــهــا».