اتهمت فرنسا روسيا، الثلثاء، بشنّ عملية واسعة النطاق تنطوي على نشر أخبار كاذبة معادية لأوكرانيا تبدو وكأن وسائل إعلام فرنسية بارزة نشرتها، فضلاً عن أعمال تندرج في إطار "الحرب الهجينة" التي تشنّها موسكو والتي "لا تليق بعضو دائم في مجلس الأمن الدولي".
وقالت وزيرة الخارجية كاترين كولونا في بيان نقلته المتحدثة باسمها، إنّ "السلطات الفرنسية كشفت عن وجود حملة رقمية للتلاعب بالمعلومات ضدّ فرنسا، تضمّ جهات روسية، وشاركت فيها كيانات حكومية أو كيانات تابعة للدولة الروسية من خلال تضخيم معلومات كاذبة"، مضيفة أنّ باريس "تعمل مع شركائها لإنزال الهزيمة بالحرب الهجينة التي تقودها روسيا".
وأوضحت الناطقة باسم الوزارة آن كلير-لوجاندر أنّ الحملة استهدفت مواقع إعلامية عدة بالإضافة إلى موقع وزارة الخارجية ومواقع حكومية أخرى، من خلال إنشاء مواقع زائفة مطابقة لها.
وحتى الآن، كانت فرنسا تتبع نهجاً حذراً في ما يتعلق بتوجيه المسؤولية عن الهجمات الرقمية.
وقالت الوزيرة إنّ "مشاركة سفارات ومراكز ثقافية روسية بنشاط في تضخيم هذه الحملة، بما في ذلك من خلال حساباتها المؤسسية على الشبكات الاجتماعية، دليل جديد على الاستراتيجية الهجينة التي تنفذها روسيا لتقويض شروط نقاش ديموقراطي".
وقال مصدر أمني معني بالملف لوكالة فرانس برس، إنّ العملية التي كشفت عنها الحكومة هي بشكل أدق "المرحلة الثانية لحملة معروفة، ولكن بأساليب أكثر تعقيداً تهدف إلى التحايل على الإجراءات المضادة، وإلى أن تكون أقل وضوحاً".
وتسمّى هذه العملية بـ"دوبلغانجر" Doppelgänger (تتمحور في التراث الشعبي لبعض البلدان الأوروبية حول شخصية شريرة شبيهة لشخص ما)، وقد تمّ توثيقها في العام 2022 من قبل المنظمة الأوروبية EU DisinfoLab ومجموعة "ميتا" (Meta) الأميركية العملاقة.
وفي نهاية أيلول، أعلنت الشركة الأم لفايسبوك أنّها قامت بتفكيك عملية "تأثير سرّي" من قبل روسيا على منصّتها، لتوسيع نطاق رؤية المقالات الصادرة من مواقع قرصنة، والتي قامت الجهتان المروجتان لها، وهما شركتا استشارات تسويقية وتكنولوجيا المعلومات، بإنفاق 105 آلاف دولار عليها.
وقال المصدر الأمني "كانت ميتا تأمل في أن يضع تقريرها حدّاً للعمليات، ولكن هذا لم يحصل".
- أربع صحف يومية فرنسية - استُهدفت أربع صحف على الأقل، وهي "لو باريزيان" و"لو فيغارو" و"لو موند" و"20 دقيقة" (20 minutes)، بهذه العملية، ولكن وسائل إعلام كبيرة أخرى استُهدفت أيضاً، خصوصاً ألمانية (فاز، در شبيغل، بيلد، دي ويلت...).
وفي هذا المجال، يقوم المتسلّلون بإنتاج مقالات زائفة على صفحة مماثلة لتلك الموجودة في الموقع الرسمي للوسائل الإعلامية هذه، ولكن باسم وبمجال مختلفَين، على سبيل المثال .ltd بدلاً من .fr.
كما أنّ النسخة تكون متقنة لدرجة أنّ النقر على روابط النص التي يحتويها المقال ينقل إلى مقالات أخرى في الصحيفة الحقيقية. وتسمّى هذه الطريقة بـ"الانتفاع من أخطاء تهجية المواقع" (typosquattage).
بعد ذلك، يتمّ نشر المقالات الكاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في محاولة لتوسيع نطاق انتشارها، الأمر الذي يبدو أنّه لا يزال على مستوى منخفض في الوقت الحالي.
وقال مصدر أمني لفرانس برس "وجدنا عشرات أسماء المجالات التي اشتراها الروس من أجل الانتفاع من أخطاء تهجية المواقع...".
وأضاف المصدر "لا نعرف هدفهم النهائي. هل هو استهداف دقيق لبعض السكان؟ هل هو لحملة دائمة منخفضة الكثافة؟ أم للقيام بعمل جماعي في مرحلة ما؟"، موضحاً أنّ العملية ككل "منسّقة ومنظّمة بشكل جيد للغاية".
وإضافة إلى الانتفاع من أخطاء تهجية المواقع، تستند هذه الحملة إلى عمليات تأثير أخرى، مثل إنتاج رسوم كاريكاتورية مناهضة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أو روايات موالية لروسيا ومعلومات مضلّلة عبر ما يسمّى بمواقع "إعادة المعلومات".
تعدّ هذه العملية جزءاً من ممارسة طويلة وموثّقة لأعمال التأثير التي تقوم بها روسيا.
وفي حالة غزو أوكرانيا، تستند روسيا على معلومات كاذبة لتقويض الدعم الغربي الشعبي.
وقال مسؤول أوروبي كبير الإثنين إنّ بوتين "ينتظر إنهاك المجتمعات الغربية"، مذكّراً أنّ "الشتاء الماضي كان معتدلاً"، لكن "إذا كان الشتاء التالي صعباً" وارتفعت تكاليف التدفئة، فقد "يولّد ذلك توتّرات في المجتمعات".
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.