وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى العاصمة الليتوانية فيلنيوس الثلثاء للمشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي التي تبحث خصوصا في رغبة كييف في الانضمام إلى الحلف.
وقال المتحدث باسمه سيرغي نيكيفوروف "لقد وصل".
- زيلينسكي يمارس ضغطا على حلف الأطلسي -
وقد ندد زيلينسكي، في وقت سابق الثلثاء، بتردد الدول الاعضاء في حلف شمال الأطلسي المجتمعة في قمة في فيلنيوس، والتي تواجه صعوبة في التوصل الى صيغة حول مستقبل انضمام كييف الى الحلف وترفض تحديد جدول زمني.
وكتب على تويتر "يبدو أن ليس هناك أي نية لمنح اوكرانيا دعوة الى حلف شمال الأطلسي ولا لجعلها عضوا في الحلف".
وشدد على أن "التردد هو ضعف"، معتبرا أن "عدم تحديد أي جدول زمني للدعوة أو لانضمام أوكرانيا الى الحلف هو أمر غير مسبوق وعبثي".
وحذّر من أن ذلك "يعني أن ثمة نافذة ما زالت مفتوحة للمساومة على انضمام أوكرانيا الى حلف شمال الأطلسي في مفاوضات مع روسيا"، ما سيشجع موسكو على "مواصلة إرهابها" بحق كييف.
وبدأ قادة الحلف الثلثاء قمة في فيلنيوس، على مسافة 35 كلم من الحدود مع بيلاروس حليفة روسيا، وغير بعيد من جيب كالينينغراد الروسي الواقع بين بولندا وليتوانيا.
ووعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بان الحلف "سيوجه رسالة واضحة، رسالة إيجابية حول الطريق الواجب اتباعه" في معرض حديثه عن انضمام اوكرانيا مستقبلا.
لكن الجدل بين الحلفاء يشتد حول كيفية صياغة هذا الوعد بالانضمام وما اذا سيكون: كييف "لها مكانتها" في الحلف او كييف يجب ان يكون لديها "طريق" نحو الانضمام حين "تتوافر الظروف".
منذ أسابيع يبحث الديبلوماسيون عن صيغة ترضي جميع الأطراف بما يشمل كييف. ينتظر ان يصدر البيان الختامي لاحقا.
تبدو دول البلطيق أكثر حماسة وقال الرئيس الليتواني غيتاناس ناوسيدا "لن يكون هناك أمن واستقرار في اوروبا اذا لم يحدد مستقبل اوكرانيا بشكل واضح. علينا واجب تحديد طريق واضح لاوكرانيا نحو الانضمام الى حلف شمال الاطلسي".
من جهته قال مستشار الامن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان إن حلف الاطلسي سيرسم "طريق الاصلاحات" لاوكرانيا لكي تتمكن من الانضمام الى الحلف لكن بدون "جدول زمني".
من جهته حذر الكرملين حلف الاطلسي من تداعيات "سلبية جدا" على الامن الاوروبي في حال انضمام اوكرانيا. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف "هي بشكل واضح قمة للحلف لها طابع مناهض لروسيا تم التعبير عنه بقوة".
- إعلان مشترك لمجموعة السبع-
فيما كان صريحا جدا بتقديم مساعدة عسكرية كبيرة لكييف، كان الرئيس الأميركي جو بايدن أكثر تحفظا بشأن وعود أوكرانيا بالعضوية في الحلف.
تحدث الرئيس الأميركي حتى الآن عن اتفاق مماثل لذلك الذي يربط بين الولايات المتحدة وإسرائيل حيث تتلقى الدولة العبرية سنويا مليارات الدولارات من واشنطن كمساعدات عسكرية.
وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أن مجموعة السبع (فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا واليابان وإيطاليا وكندا) ستصدر بيانا مشتركا حول "الالتزامات الأمنية" لأوكرانيا.
وعلم من مصادر حكومية ألمانية ان برلين ستسلم حوالى 700 مليون يورو من الأسلحة الإضافية إلى أوكرانيا.
من جهته أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تسليم صواريخ بعيدة المدى من نوع "سكالب" الى اوكرانيا. وصاروخ "سكالب" هو النسخة الفرنسية من صاروخ "ستورم شادو" البريطاني، قادر على إصابة أهداف على بعد 250 كلم، وهو الأبعد مدى بين الصواريخ التي وفرتها دول غربية لأوكرانيا.
واعلن مصدر عسكري فرنسي أن اولى صواريخ سكالب التي اعلن عنها ماكرون الثلثاء قد وصلت الى اوكرانيا.
وقال المصدر على هامش القمة إن "أولى الصواريخ سلمت في الوقت نفسه الذي كان فيه رئيسنا يعلن ذلك".
تأتي هذه الوعود لتضاف الى عشرات مليارات الدولارات من المعدات التي سلمت لاوكرانيا منذ بدء الغزو الروسية قبل أكثر من 500 يوم.
وقمة فيلنيوس هي الأولى لفنلندا التي أصبحت في نيسان الدولة ال31 التي تنضم الى الحلف العسكري.
- أكبر عمليات إصلاح -
دفعت أكبر حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية الناتو إلى أكبر عمليات إصلاح لدفاعاته منذ نهاية الحرب الباردة.
ويفترض أن يوقّع قادة الحلف خططا إقليمية جديدة للحماية من أي هجوم روسي محتمل والموافقة على تعزيز أهداف الإنفاق الدفاعي.
وقال رئيس وزراء لاتفيا كريسيانيس كارينس "على جانبنا من السياج، علينا أن نواصل الاستعداد وأن نبقي أعيننا مفتوحة".
لكن البعض يعتقد أن السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى الحلف ما زال خطوة بعيدة جدا في الوقت الحالي.
وكان الديبلوماسيون يبحثون في الصياغة الدقيقة للبيان الختامي في إطار سعيهم لإقناع أوكرانيا بأنها تمضي قدما.
في العام 2008، ترك الناتو أوكرانيا في منطقة رمادية من خلال تعهده أنها ستصبح عضوا فيه لكنه لم يدعم ذلك بأي تقدم ملموس.
وأثارت محاولة كييف الانضمام إلى التكتل الغربي غضب فلاديمير بوتين الذي استخدم ذلك ذريعة لتبرير حربه.
وبعد ساعات من المحادثات، أنهى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاثنين أشهرا من الجمود بالموافقة على إحالة طلب السويد لعضوية الناتو على برلمانه للموافقة عليه.
وعرقلت تركيا طلب السويد للانضمام إلى الحلف الأطلسي متهمة ستوكهولم بإيواء ناشطين أكراد تعتبرهم أنقرة إرهابيين.