أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان محادثات في أنقرة الأربعاء مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، قبيل اجتماع مهم للفصائل الفلسطينية ينعقد نهاية الأسبوع.
وذكر إردوغان الذي تربطه علاقات وثيقة مع كل من عباس وهنية إن حكومته ستبذل ما في وسعها للدفع باتّجاه مصالحة فلسطينية.
وأفاد خلال اجتماع الأربعاء المغلق بأن غياب الوحدة بين الفلسطينيين يصب في مصلحة "أولئك الساعين لتقويض السلام"، وفق ما ذكر مكتب الرئاسة التركية.
وقال مسؤول في الرئاسة الفلسطينية لفرانس برس إن عباس "دعا جميع الفصائل الفلسطينية، بما فيها حماس وحركة الجهاد الإسلامي، لحضور اجتماع قادة الفصائل" المقرر الأحد في القاهرة.
وذكر المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن الاجتماع سيناقش "كيفية مواجهة العدوان ضد الشعب الفلسطيني، خصوصا من الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، وتعزيز الوحدة الفلسطينية".
إردوغان وعباس وهنية في المجمع الرئاسي في أنقرة (26 تموز 2023، أ ف ب).
وذكرت مصادر مقربة من حركتي فتح وحماس بأن اجتماع أنقرة "ركّز على الوحدة بين الفلسطينيين وسبل وضع حد للانقسامات".
وقالت المصادر إن الاجتماع "مهم للغاية خصوصا في ضوء تواصل العدوان الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية وتواصل النشاط الاستيطاني".
تحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ حرب حزيران 1967.
ومنذ مطلع العام الماضي، شهدت المنطقة سلسلة هجمات نفذها فلسطينيون ضد أهداف إسرائيلية فضلا عن أعمال عنف قام بها مستوطنون إسرائيليون ضد فلسطينيين.
وفي وقت سابق هذا الشهر، نفّذت القوات الإسرائيلية عملية استمرت يومين في مخيم جنين حيث جرفت مناطق واسعة وقتلت 12 فلسطينيا بينهم مسلحون وأطفال. كما قُتل جندي إسرائيلي.
تعد عملية جنين من بين الأكبر التي نفذها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ سنوات.
- تأجيل زيارة نتنياهو -
يقيم عدد من كبار المسؤولين في حماس في تركيا، رغم أن معظم الدول الغربية تعتبر الحركة التي تسيطر على قطاع غزة منظمة إرهابية.
ويزور هنية تركيا بشكل دائم، على غرار رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل.
يعد إردوغان من أبرز أنصار القضية الفلسطينية وأشد منتقدي إسرائيل، لكنه بدّل استراتيجيته الإقليمية وتقارب مع الدولة العبرية بعد سنوات من التوتر.
وكان من المقرر أن يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تركيا هذا الأسبوع، لكن الزيارة تأجّلت لاحقا بعدما خضع لعملية جراحية نهاية الأسبوع الماضي فيما تشهد إسرائيل احتجاجات على خلفية إصلاحات قضائية مثيرة للجدل.
وتعهّد إردوغان، الثلثاء، مواصلة دعم القضية الفلسطينية وأعرب عن قلقه حيال تصاعد العنف في الضفة الغربية، وذلك بعد عقده لقاء منفصلا مع عباس.
وقال إلى جانب عباس "سنواصل دعم القضية الفلسطينية بأقوى طريقة ممكنة".
واضاف "نشعر بقلق بالغ حيال الخسائر المتزايدة في الأرواح والدمار وتوسع المستوطنات غير الشرعية وعنف المستوطنين... الوسيلة الوحيدة لتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة هي عبر الدفاع عن رؤية حل الدولتين".
قتلت القوات الإسرائيلية فلسطينيا في الضفة الغربية المحتلة الأربعاء، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فيما أكد الجيش الإسرائيلي أنه نفذ عملية في مخيم للاجئين في نابلس.