النهار

بعد دمار انفجار المرفأ… "النهار" تُعيد تأهيل "مركز الإعداد والتدريب" بهبة من "مؤسسة الوليد الإنسانية" (صور وفيديو)
المصدر: "النهار"
بعد دمار انفجار المرفأ… "النهار" تُعيد تأهيل "مركز الإعداد والتدريب" بهبة من "مؤسسة الوليد الإنسانية" (صور وفيديو)
من اليمين: الزميل نبيل بومنصف، الوزير زياد مكاري، السيدة ليلى الصلح حمادة، الزميلة نايلة تويني، الزميل غسان حجار (تصوير نبيل اسماعيل).
A+   A-
تأكيداً منها على الكلمة الحرّة وتمسّكاً بمسيرتها الصحافية على مدى 91 عاماً، أعادت صحيفة "النهار"، اليوم، افتتاح "مركز النهار للإعداد والتدريب" بهبة من "مؤسسة الوليد الإنسانية".

وحضر حفل الافتتاح في مبنى "النهار" نائبة رئيس "مؤسسة الوليد الإنسانية" السيدة ليلى الصلح حمادة، ووزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري.

ومن على منبر "النهار"، أكدت الصلح أنّ "الحقّ كان ولا يزال يستسقي الدم".
 
وفي كلمتها، قالت الصلح: "ليس من باب الصدفة أن نلتقي اليوم ونحن نحتفل سويّاً بالذكرى العشرين لتأسيس (مركز التدريب والبحوث) والذكرى العشرين أيضاً لانطلاقة (مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية) حيث تقدّم الحضور آنذاك وفي مكاتب المؤسسة في ساحة رياض الصلح شهيد الايمان، شهيد لبنان الحبيب جبران تويني".
 


وأضافت: "من صغره، لم يقبل بالمسلمات ولا يُقدم على شيء بدون اقتناع كما وصفته يوما علياء الصلح وهو في الثامنة من عمره عندما لم يشَأ الاقتراب منها رافضا دعوة والدته ناديا الى تقبيل الخالة عليّا معللا " كل صديقة لديك، خالتي، سئمت التانتات كلها وما هذه الخالة التي لم أسمع بها من قبل؟" ضحكت ناديا وأعطته حججاً قاطعة من علاقة ملحم بك حمادة برضا الصلح، الى جبران الكبير ورياض الصلح، إلى محمد علي حمادة ورياض الصلح أيضاً وتعدّت إلى النساء الجدّات هند ونظيرة فالوالدات غيتا وفائزة وأخيراً غسان وعلياء وجبران كان مع الوليد في المدرسة في نفس الصف، فنحن تاريخيّاً عائلة واحدة أخوّةً ورسالةً. لم يرضَ جبران بثبوتية هذه الخالة المجهولة وفهمت يومها علياء أن من يتعامل مع هذا الصغير سيتعب معه بالبرهان فحرية الرأي عنده فعل إيمان ولا تساهل بدون احتساب".

وتابعت الصلح كلمتها قائلةً: "قتلوكَ لجعل لبنان يتيم الحرية، وبات الناس عملاء بالرغبة وليس بالرهبة كما كانوا بالأمس.. إلّا عند أبيك، هذا الرجل الذي أدمن وداع الاحبة باكرا انتظر الموت عند موتك، هذا الصحافي الكبير عندما تطلّع الى النيابة، أنزلته شقيقتي أسفل مبنى النهار في شارع الحمرا آنذاك حيث كل منشورات دار النهار محفورة على جانب الحائط أشارت اليها بالقول من يمتلك هكذا مملكة لا يعمل للنيابة انها أدنى منك مستشهدة بقول رياض الصلح وهو من أوائل الصحافيين، شريك كان في جريدة العهد الجديد من سنة 1924 حتى 1982 (عندما اغلقها الفرنسيون ) قال: إن للصحافة ميزة تتفوق بها علينا نحن السياسيين فبامكانها مخاطبة جمهور واسع بسرعة وانتظام كما أن قراءة الصحف يوميّاً يمكن أن تؤثر في عقلية المرء بطريقة لا يستطيع ان يحلم بها أي سياسي حتى انه شبه الصحافة بزوجة الحكومة اذا ما رضيت يسود السلام واذا غضبت تحوّلت الحياة الى جحيم تُرى لو سألنا التاريخ اليوم هل سيطلب التصحيح؟".

إلى ذلك، أكدت الصلح أنّه "أعطينا يوماً ملكاً لم نُحسن سياسته، وطناً عُلّق رجاله على الأعواد أوّل شهداء الفكر، يعيش اليوم على الاحسان ويحكمه السلاح، هُمّش دوره عندما تناولته ثلاثة رؤوس لتسوسه فبات الحكم بالتراضي والقانون بالاستنساب"، متسائلةً: "فكيف لنا أن نوجّه رجال الغد ونحن نقف على أطلال وطن! فاليوم الزمن يلعب ضد وحدة لبنان، هناك جيل لا يعرف معنى التعايش بين المسلم والمسيحي وبين السني والشيعي صحيح ان ليس هناك أي تقسيم ولكن نحن نعيش حالة تقسيمية ان شئنا أم أبينا، لا بل إنّ هذا الجيل بعد سنوات سيُسقط إمكانات المراهنة على لبنان الواحد الحر الذي نُنادي به بعد ان يكون حاكمك اورثك وطنا مقرا لولده من بعده، ممرا للاجنبي والمشرقي ومستقرا للنازح السوري".

وختمت كلمتها بالقول: "وأخيراً عندما استشهد والدي كتبت "النهار" الدم يستسقي الدم، والصحيح أنّ الحق كان ولا يزال يستسقي الدم".

أمّا مكاري، فقال: "إنّ أول زيارة لمؤسّسة إعلامية بعد تسلّمي منصبي كانت لـ"النهار"، لأنني اعتبرت أنني إن لم أزرها لا أُثبَّت وزيراً للإعلام".
 


أمّا رئيسة "مجموعة النهار الإعلامية" الزميلة نايلة تويني، فشكرت الحضور على مشاركتهم في عيد "النهار" الـ91، وقالت: "النهار" رسالة مستمرة، والفضل لكل الزملاء".
 
واعتبرت تويني أنّه "إذا كان التعاون قائماً اليوم ما بين مؤسستينا، فإنّ تعاوننا وتقاربنا ليسا حديثَي العهد، لأننا شركاء في الأساس، نحن شركاء في حمل قضية لبنان، وشركاء في القيم، قيم الحرية والوطنية، ويجمعنا تاريخ الشهادة من الرئيس رياض الصلح والدك، إلى والدي جبران تويني".
 


وتوجّهت إلى السيدة الصلح بالقول: "ثمة روابط إنسانية واجتماعية تجمعنا، من الصداقة التي ربطت جدي غسان بالأمير طلال بن عبد العزيز، وصداقة جبران والدي مع الأمير الوليد، وإلى الصداقات التي تجمعنا، فلا يمكن تناسي احدى الزميلات العزيزات وهي شقيقتكم السيدة عليا الصلح التي أقنعها غسان تويني لتكتب من وطنيتها ومن تاريخها ومن فكرها، وهكذا كان، لتكون كاتبة في افتتاحيات "النهار" زمناً طويلاً".

وقالت: "السيدة ليلى الصلح، السادة الحضور، "النهار" مستمرة، وقد أعادت تأهيل ما أمكن من مكاتبها، رغم كل الأعاصير وتحدي ضآلة الامكانات واليوم ندشن معاً "مركز النهار للتدريب والبحوث"، الذي أعيد تأهيله بعدما أصابه كل الخراب في 4 آب 2020"، متوجّهة إلى "أصدقاء النهار بالشكر على حضوركم ودعمكم وسنستمر معاً".
 


وفي كلمته الافتتاحية للحفل، قال مدير تحرير صحيفة "النهار" غسان حجار أنّه "اليوم نعيد إطلاق (مركز النهار للتدريب والبحوث)، الذي اسسه واطلقه في ابهى حلة الشهيد جبران تويني. وبعد الخراب الذي أصابه وعجزنا عن اعادة تأهيله، جاءت المبادرة الكريمة من (مؤسسة الوليد للإنسانية)، التي تحتفل هذه السنة أيضاً بعيدها العشرين، وهي التي انطلقت في ذكرى اغتيال الرئيس رياض الصلح في 16 تموز العام 2003".

وأضاف أنّه "إذا كان فضل التأسيس الفعلي هنا يعود لغسان تويني، والتجديد لجبران تويني الشهيد، فإنّ تحدي الاستمرار والتطوير لمواكبة العصر، وتحمّل الأعباء والديون، واجهتهما نايلة تويني بكل الإصرار والإيمان".
 
الصور للزميل نبيل اسماعيل:
 

اقرأ في النهار Premium