سقطت صواريخ "بركان" داخل مستوطنات إسرائيلية، وتحديداً "غورن" و"شلومي" وذلك للمرة الأولى منذ إندلاع الحرب قبل ستة أشهر. واللافت ان هذه المستوطنات لاتزال ماهولة بالسكان بحسب ما جرى تداوله. وفي هذا السياق قال حزب الله في بيانات صادرة عنه أن هذا الاستهداف جاء رداً "على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية والمنازل المدنية خصوصا مجزرة الناقورة والاعتداء على بلدة طير حرفا والطواقم الطبية فيها".
الى ذلك، لا تزال التهديدات الإسرائيلية باجتياح لبنان تتوالى، وسط تصعيد دموي في الجنوب، خلال الساعات الماضية، وتوسيع رقعة القصف الإسرائيلي واستهداف الطواقم الطبية والإسعافية بشكل مباشر.
في جديد هذه التهديدات، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي، لم تكشف هويته، أنّ "الجيش الإسرائيلي سيدخل لبنان بعد الانتهاء من عملية رفح".
وبعد السخط الإسرائيلي من عدم تصويت الولايات المتحدة ضدّ مشروع القرار في مجلس الأمن الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزّة، وما تبعه من إلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن، وافقت إسرائيل مجدّداً على إرسال وفد إلى واشنطن لبحث الهجوم البري الذي تُعدّ له على رفح.
على الجبهة الجنوبية، يتواصل التصعيد الميداني اليوم، إذ أفادت الإذاعة الإسرائيلية بـ"تفعيل الدفاعات الجوية لاعتراض جسم جوي مشبوه في أجواء صفد بالجليل الأعلى"، في وقت أفيد عن إطلاق صواريخ على مستوطنات الجليل الغربي. وتزامناً، سُمع دوي انفجار صاروخ اعتراضي فوق بلدة الخيام.
وعند ساعات ما قبل الظهر، تعرّضت بلدات الظهيرة، زبقين، علما الشعب، الناقورة مجدل زون، طيرحرفا ووادي حامول إلى قصف مدفعي إسرائيلي، تزامناً مع تحليق للطيران الاستطلاعي فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق.
ونفّذ "حزب الله" عمليتَين حتى الساعة، معلناً قصف "مستوطنتَي "غورن" و"شلومي" بصواريخ "بركان" و"كاتيوشا" وبالمدفعية ردّاً على مجزرتَي الناقورة وطيرحرفا والاعتداء على الطواقم الطبية".
كما استهدف مقرّ قيادة كتيبة "ليمان" المستحدث بالقذائف المدفعية. ومساء اليوم جرى استهدف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط موقع جل العلام بالأسلحة الصاروخية وكانت الاصابات مباشرة، بحسب البيان الصادر عن "حزب الله".
شكوى إلى مجلس الأمن
إلى ذلك، أودعت وزارة الخارجية والمغتربين بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك نص شكوى لتقديمها أمام مجلس الأمن.
وتتناول الشكوى المجازر التي ارتكبتها إسرائيل ضدّ المسعفين والمدنيين في قرى الجنوب لا سيما الهبارية والناقورة وبعلبك، والتي راح ضحيتها ما يزيد عن 18 شخصاً بين مسعفين ومدنيين.
"اليونيفيل" "قلقة" جرّاء التصعيد
أعربت قوات "اليونيفيل" عن "القلق البالغ إزاء تصاعد أعمال العنف التي تحدث عبر الخط الأزرق في الوقت الحالي، حيث تسبّب هذا التصعيد في مقتل عدد كبير من المدنيين وتدمير المنازل وسُبل العيش".
وقالت "اليونيفيل"، في بيان، إنّه "من الضروري أن يتوقّف هذا التصعيد فوراً، ونحن نحضّ جميع الأطراف على إلقاء أسلحتهم وبدء العمل نحو حل سياسي وديبلوماسي مستدام".
وأكدت أنّها "تظلّ على استعداد لدعم هذه العملية بأي طريقة ممكنة، بما في ذلك من خلال عقد اجتماع ثلاثي بناء على طلب الأطراف".