تعترف مدريد ودبلن واوسلو رسمياً اليوم بدولة فلسطين في قرار أثار غضب إسرائيل الذي ترى فيه "مكافأة" تُمنح لحركة "حماس" في خضم الحرب في قطاع غزة.
في السياق، تبنّت الحكومة الإسبانية خلال اجتماع لمجلس الوزراء مرسوماً يعترف رسمياً بدولة فلسطين كما أعلن الناطق باسم حكومة بيدرو سانشيز.
وفي تصريح مقتضب صباح الثلثاء أكد رئيس الوزراء الإسباني أنّ الاعتراف بدولة فلسطين "ضروري لتحقيق السلام" بين الإسرائيليين والفلسطينيين فضلاً عن كونه "مسألة عدالة تاريخية".
وبعد إعلان سانشيز اعتراف بلاده بدولة فلسطينية تشمل قطاع غزة والضفة الغربية وموحدة تحت إدارة السلطة الوطنية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس رئيس الوزراء الإسباني بالتواطؤ في "التحريض على إبادة اليهود" بعد اعتراف بلاده بدولة فلسطين.
وأكّد سانشيز في إعلان مقتضب بالإسبانية والإنكليزية إنّ "إسبانيا لن تعترف بأي تغييرات على الحدود الفلسطينية بعد عام 1967 ما لم يتفق على ذلك جميع الأطراف".
من جهتها، أكّدت النروج وهي من بين ثلاث دول اعترفت الثلثاء رسميّاً بدولة فلسطين، أنّ هذا القرار يشكل "محطة مميزة" في علاقاتها مع السلطات الفلسطينية.
وقال وزير الخارجية النروجي إسبن بارث إيدي في بيان "تشكل النروج منذ أكثر من ثلاثين عاماً أحد أكبر المدافعين عن قيام دولة فلسطينية. يشكل اليوم الذي تعترف فيه النروج رسمياً بدولة فلسطين محطة مميزة في العلاقة بين النروج وفلسطين".
وخاطب كاتس رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عبر حسابه على منصة "إكس" بالقول "أنت متواطئ في التحريض على إبادة اليهود"، مشبهاً نائبة رئيس الوزراء الإسبانية يولاندا دياز بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، إذ يدعون كلهم الى "إقامة دولة إرهابية إسلامية فلسطينية من النهر إلى البحر".
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس في بروكسل الاثنين إلى جانب نظيريه الايرلندي والنروجي "الاعتراف بدولة فلسطين إحقاق للعدالة للشعب الفلسطيني".
ويلقي رئيس الوزراء الإسباني كلمة عند الساعة 06,30 بتوقيت غرينتش قبل إقرار حكومته مرسوما تعترف بموجبه إسبانيا بدولة فلسطين.
وتجتمع الحكومة الايرلندية قبل ظهر الثلثاء فيما رفعت النروج الأحد مذكرة شفهية إلى رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى تنص على دخول هذا القرار حيز التنفيذ اعتباراً من الثلثاء.
وتأمل هذه الدول الأوروبية الثلاث واثنان منهما عضوان في الاتحاد الأوروبي (إسبانيا وايرلندا)، في أن تحمل مبادرتها ذات البعد الرمزي، دولاً أخرى على الانضمام إليها.
وتشدد هذه الدول على الدور الذي اطلعت به إسبانيا والنروج في عملية السلام في الشرق الأوسط في تسعينات القرن الماضي. فقد استضافت مدريد مؤتمراً للسلام في العام 1991 قبل سنتين على اتفاقات أوسلو في العام 1993.
- اختلافات داخل الاتحاد الأوروبي -
وقد أعلنت سلوفينيا أيضاً انها بصدد الاعتراف بدولة فلسطين. إلا ان المسألة تثير اختلافات عميقة داخل الاتحاد الأوروبي.
وترى دول أعضاء أخرى مثل فرنسا أن الوقت غير مؤات راهنا. أما ألمانيا فلا تفكر باعتراف كهذا إلا بنتيجة مفاوضات بين الطرفين.
ومع إسبانيا وايرلندا النروج تكون 145 دولة اعترفت بدولة فلسطين من أصل 193 أعضاء في الأمم المتحدة وفق تعداد للسلطة الوطنية الفلسطينية.
وتغيب عن هذه القائمة غالبية الدول الأوروبية الغربية وأميركا الشمالية وأوستراليا واليابان وكوريا الجنوبية.
وحتى الان كانت السويد الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي اعترف بدولة فلسطين في العام 2014. اما تشيكيا والمجر وبولندا وبلغاريا ورومانيا وقبرص فكانت قد اعترفت بها قبل انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
وأثار قرار مدريد ودبلن وأوسلو الأسبوع الماضي، غضب إسرائيل. وقد تصاعد التوتر بشكل مطرد في الأيام الأخيرة.