لم تُبلسم حتىّ الآن قلوب أمهات شهداء تفجير مرفأ بيروت الذين قضوا في 4 آب 2020. فبعد مرور عامين على النكبة التي أودت بحياة 218 فردا ومئات الجرحى وآلاف المتضرّرين، لم تتقدّم التحقيقات ولم يظهر أي معطى جديد لكي يخفف من لوعة قلوب الأهالي. وعلى رغم العوائق القضائية – السياسية، والمحميات السياسية، يواصل أهالي الشهداء والضحايا والمتضررون إحياء ذكرى 4 آب والمطالبة بتحقيق العدالة لأنها ليست جريمة بحقّ الوطن فحسب بل جريمة بحقّ الإنسانية.
وفي حديث لـ"النهار"، أوضح شقيق الشهيد جو نون، ويليام نون أنّ التحركات سوف تبدأ عند الساعة الثالثة من ظهر يوم الخميس المقبل في ساحة الشهداء، يقابلها مسيرة للأهالي في الأحياء المتضررّة، بالإضافة إلى مسيرة تنطلق من أمام فوج إطفاء بيروت لأهالي شهداء الفوج. وستلتقي هذه المسيرات عند جادة شارل الحلو عند الساعة الرابع والنصف. وفي المناسبة، سيترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداساً في كنيسة مار جرجس في بيروت، عند الساعة الحادية والنصف من قبل الظهر.
وكشف نون أنهم بصدد وضع خطة عمل مع منظمة حقوق الإنسان الدولية، وقد يكون لهم ممثل يوم الرابع من آب، مشدداً على أنّ مطالبهم ستتركزّ على موضوعين أساسيين هذا العام، الأوّل تصنيف جريمة المرفأ كجريمة ضدّ الإنسانية، والمطلب الثاني المطالبة بلجنة تقصي حقائق دولية للمساعدة في التحقيق الجاري بقضية المرفأ، مؤكداً "لا نريد أن نستبدل القاضي بلجنة دولية، ما نريده هو مساعدة القضاء اللبناني للوصول إلى نتيجة، فقاضي التحقيق عم "يشتغل صح" لكن لا يستطيع وحده المواجهة، من هنا، نعمل على الوصول إلى لجنة تقصي حقائق دولية".
وفي الوقت نفسه، ما يتعلق بمشاريع القوانين والمطالب التي لطالما جاهدنا لتحقيقها، مثل التشكيلات القضائية واستقلالية القضاء وطلبات الرد وغيرها، نطلب من النواب الاهتمام بها ودرسها وإقرارها.
وفي ظلّ المخاوف التي تتعلّق بسقوط الأهراءات أوضح نون أنّ "هذا الموضوع بمثابة تهويل أو رسالة تخويف بغية عدم تجمّع عددٍ من الناس، لكن نحن نطلب من المواطنين دعمنا والوقوف إلى جانبنا في هذه القضية لإظهار الحقيقة."
نون، تناول في حديثه لـ"النهار" ما كشفه من وثائق عبر برنامج تلفزيوني حول وجود تزوير مستندات وحقائق من قبل بعض من الشرطة العسكرية في الجيش اللبناني، فقال: "سأقدّم إخباراً في الأوّل أو الثاني من آب، امام النيابة العامة التمييزية، حيث بإمكان المدعي العام التمييزي عماد قبلان المسؤول عن قضية المرفأ أخذ إجراءات قضائية في ظلّ غياب المحقّق العدلي، كما سأقدّم إخباراً بحق القاضي جاد معلوف لأن تواقيعه غير متشابهة، وسنضع كلّ شيء في عهدة القضاء."
وكشف نون تفصيلا جديدا لـ"النهار"، يتمثل بأنّ إفراغ نيترات الامونيوم تم بقرار قضائي والمستغرب ان هذا القرار القضائي صدر في اليوم ذاته الذي أفرغت فيه النيترات ونُفذ في اليوم ذاته فيما معلوم أن أي قرار قضائي ولو حمل صفة العجلة لا يمكن ان يُنفذ قبل نحو 3 أو 4 أيام، ريثما يتم التوقيع عليه وإرساله بالبريد، فيما قرار إفراغ النيترات صدر، ووُقّع ونُفذ في يوم واحد، وأضاف نون ساخراً: "هناك قدرة إلهية قامت بهذه العملية"، سائلا عن هوية الجهة التي تملك هذه القدرة للقيام بهذا الأمر.
(نبيل إسماعيل)
ودعا الناس للنزول بقوة والحشد لتحقيق العدالة. وتوجه الى المواطنين قائلا: "إنزلوا بقوة يوم 4 آب نحن بحاجة لدعمكم اكثر من أي وقت".
واليوم، دعا أهالي أهالي شهداء وضحايا تفجير مرفأ بيروت للتحرّك في 4 آب لاستذكار جريمة العصر والمطالبة بالعدالة وعدم هدم الأهراءات.
وقالوا في مؤتمر صحافي من الكرنتينا: "إن العدالة ستتحقق رغم كل الظلم والتسييس ودم ضحايانا أغلى من مناصبهم والاهراءات ستبقى الشاهد على هذه الجريمة ولن نسمح بهدمها مهما كانت الأسباب".