النهار

لبنان يترقّب سيناريوهات "الضربة المحتمَلة"... وإسرائيل تتأهّب لـ"أيام من القتال" مع "حزب الله"
المصدر: "النهار"
لبنان يترقّب سيناريوهات "الضربة المحتمَلة"... وإسرائيل تتأهّب لـ"أيام من القتال" مع "حزب الله"
القبة الحديدة في إسرائيل تتصدّى لصواريخ من جنوب لبنان (أ ف ب).
A+   A-
تتّجه الأنظار الإقليمية والدولية نحو الضربة الإسرائيلية "المحتمَلة" للبنان في الساعات المقبلة، مع تنامي حدّة التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة "مؤذية" لـ"حزب الله"، ووسط تحذيرات من أن تؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة، إذ صرّح مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية لوكالة "رويترز" بأنّ "إسرائيل تريد إيذاء حزب الله، لكنّها لا تسعى لحرب إقليمية شاملة".

ونقلت الوكالة عن مسؤولَين إسرائيليَّين قولهما إنّ "إسرائيل تتأهّب لاحتمال اندلاع قتال لبضعة أيام بعد هجوم الجولان".

يأتي هذا التصعيد الخطر بعد مقتل 12 شخصاً، بينهم أطفال، بسقوط صاروخ على ملعب لكرة القدم في بلدة مجدل شمس، في الجولان السوري المحتلّ، مساء السبت. وقد اتّهمت إسرائيل "حزب الله" بهذا الهجوم، وتوعّد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بـ"الردّ القوي"، بالرغم من نفي "حزب الله" رسميّاً مسؤوليّته عن الهجوم.
 
بلينكن ولامي
 
من جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في اتصال مع رئيس إسرائيل إسحاق هرتسوغ، على "أهمية منع تصعيد الصراع".

وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إنّ "بلينكن وهرتسوغ يبحثان الجهود الرامية للتوصّل إلى حلّ ديبلوماسي يسمح للمواطنين على جانبَي الحدود الإسرائيلية واللبنانية بالعودة إلى منازلهم".
 
كما أجرى وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي اتّصالاً برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أعرب خلال عن "قلقه إزاء تصاعد التوتر"، مرحّباً بـ"بيان بيروت الذي حضّ على وقف العنف".

وأكد لامي على أنّ "اتّساع الصراع في المنطقة ليس في مصلحة أحد".
 
 

تحضيرات إسرائيل لمهاجمة "حزب الله"
 
بدأت القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لضرب "#حزب الله" وللرد المرتقب منه، وحسب صحيفة "جيروزاليم بوست"، وبدأ الجيش الإسرائيلي مساء الأحد سلسلة من الاستعدادات التي نسقتها شعبة العمليات في هيئة الأركان العامة والقوات الجوية والبحرية لعدد كبير من السيناريوات.

ومن بين الخيارات، هجوم واسع النطاق على أهداف لـ"حزب الله" في لبنان، مختلف عما كان عليه الحال حتى الآن في المنطقة، حسب الإعلام العبري.

في الإطار نفسه، أجرى قائد القيادة الشمالية اللواء أوري جوردين تقييماً للوضع مع ممثلي القوات الجوية حول الأهداف التي تمتلكها القيادة الشمالية ضد "حزب الله"، ونطاق الأسلحة الملائمة لنوع الأهداف.

إلى جانب ذلك، أجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي تقييماً للوضع مع رئيس جهاز الأمن العام رونين بار ومسؤولين كبار آخرين لدراسة ما يمكن أن تكون عليه العواقب المترتبة على هجوم واسع النطاق في لبنان على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

وبحسب التقديرات، ليس من المستبعد أن يحاول "حزب الله" تنشيط خلايا نائمة في إسرائيل أو في الأراضي الفلسطينية المحتلة لتنفيذ هجمات كرد على العملية الإسرائيلية.

وفقاً لتقديرات الجيش الإسرائيلي، فإن عدد قوات "رضوان" الموجودة حالياً على الحدود اللبنانية أقل بكثير ممّا كان في السابع من تشرين الأول، بعدما قُتل بعض أفرادها وقادتها، وأصيب بعضهم، وانسحب بعضهم بعيداً عن مرمى النيران.

من جهته، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أن "الحادثة الخطيرة في مجدل شمس لن تمر من دون رد شديد من جانب الجيش الإسرائيلي"، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن "تبادل الضربات المقبل سيحسم ما إذا توجد هنا نقطة تحول في الحرب، تضع الجبهة الشمالية في المركز، أم أنه تصعيد آخر سيكون بالإمكان احتوائه من تغيير اتجاه الحرب بشكل كبير".

ورجح هرئيل أن حزب الله "لم يوجه القذيفة الصاروخية إلى مجدل شمس، وإنما إلى مواقع الجيش الإسرائيلي في جبل الشيخ ومنطقة مزارع شبعا المحاذية، التي استهدفها حزب الله بمئات القذائف الصاروخية منذ بداية الحرب".

ولفت إلى أن "حرب استنزاف ضد إسرائيل تخدم مصالح إيران، وليس مؤكدا أن مواجهة إقليمية شاملة مرغوب بها الآن بالنسبة لإيران، ومن الجانب الآخر تمارس الولايات المتحدة ضغطا شديدا على إسرائيل كي لا ترد بشكل كبير للغاية في لبنان، إذ يخشى الأميركيون من انعكاس حرب إقليمية على انتخابات الرئاسة الأميركية".

وفي وقت سابق، توعّد قادة إسرائيل برد "قاس" على "حزب الله" إثر ما حصل في مجدل شمس، لكنهم قالوا إن العملية لن تؤدي إلى حرب شاملة.
 
وفي ساعة متأخّرة من أمس الأحد، فوّض مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي إلى حكومة نتنياهو اتخاذ القرار بشأن "طريقة وتوقيت" الردّ على "حزب الله".

وفاقمت حادثة مجدل شمس المخاوف من تطوّر المواجهات إلى تصعيد أكثر خطورة، مما أثار مطالبات دولية للجانبَين بضبط النفس.

ولم تتوافر أيّ مؤشرات حتى الآن بشأن الهدف الذي قد تهاجمه إسرائيل في لبنان، لكنّ صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية نقلت عن مسؤولين، لم تكشف هوياتهم، القول إنّ الرد سيكون "محدوداً لكنه ذو مغزى".

وأشار التقرير إلى أنّ خيارات الرد تتراوح ما بين هجوم محدود، يكون "مثيراً للإعجاب في الصور"، ويستهدف البنية التحتية مثل الجسور ومحطات الكهرباء والموانئ، وبين ضرب مستودعات أسلحة "حزب الله" أو استهداف قادة كبار من الجماعة.

وصباح اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ الدفاعات الجوية أسقطت طائرة مسيّرة عبرت من لبنان إلى منطقة الجليل الغربي.
 
 
 
 
المشهد الميداني في الجنوب اليوم
 
وسط هذه التهديدات، يتواصل القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان، فقد شنّت مسيّرة، في وقت مبكر صباح اليوم، غارتَين استهدفتا سيّارة ودراجة نارية، تباعاً، في محيط بلدة شقرا.
 
كما أُفيد عن استهداف سيارة في كونين ودراجة نارية في كفرمان، وهرعت سيارات الإسعاف إلى المكان.
 

ونقلت "الوكالة الوطنية للإعلام" معلومات تُفيد بأنّ استهداف السيارة بين بلدتَي ميس الجبل وشقرا على طريق القلعة أدّى إلى سقوط جريحين.

أما استهداف الدراجة النارية على طريق ميس الجبل – شقرا، بالقرب من قلعة دوبيه، فأدّى إلى سقوط ضحيتَين وطفل جريح. وعملت فرق الاسعاف على نقل الإصابات إلى مستشفى تبنين الحكومي.

وبحسب الرواية المتداوَلة، فبعد استهداف السيارة على طريق شقرا، هرع رجال الدفاع المدني التابع لجمعية "كشافة الرسالة الإسلامية" نحو المكان لمعاينة الإصابات، تزامناً مع وصول شابَّين على متن دراجة نارية إلى المكان، فطلب إليهم المسعفون المغادرة خشية استهداف مسيّرة للمكان، لا سيّما أنّ العدو الإسرائيلي يستهدف دائماً الدراجات النارية المتنقّلة بين قرى الجنوب.

وأثناء عودة الشابَّين، استهدفت مسيّرة إسرائيلية الدراجة النارية، فأصيب طفل كان على شرفة منزله بجوار الموقع المستهدَف، وقد تم نقله إلى المستشفى.
 
ولاحقاً، نعى "حزب الله" العنصر عباس فادي حجازي "عباس الحر"، مواليد عام 1995 من بلدة مجدل سلم.
 
وبعد الظهر استهدفت إسرائيل مزرعة دواجن في بلدة كفرحام.
 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium