تتعامل السلطات في سيراليون مع الاشتباكات التي أسفرت، بحسب حصيلة جديدة، عن مقتل 21 شخصا الأحد في العاصمة فريتاون، على أنها "محاولة انقلاب تم إحباطها"، وفق ما أعلن مسؤولون للصحافيين الثلثاء.
وقال قائد الشرطة وليام فايا سيلو "لقد فتحنا تحقيقا في محاولة الانقلاب الفاشلة... حاولت مجموعة من الأشخاص إطاحة السلطة باستخدام القوة". وأضاف "نواصل ملاحقة من حاولوا بالقوة إطاحة السلطة الشرعية".
وقال وزير الإعلام شيرنور باه الذي كان بجواره، إن "الأجهزة الأمنية أبلغتني أن أحداث 26 تشرين الثاني قد تكون محاولة انقلاب تم إحباطها... وهؤلاء الأشخاص ربما كانوا يعتزمون الاعتداء على حكومة سيراليون المنتخبة ديموقراطيا وإسقاطها".
واضاف أن الاشتباكات خلفت 21 قتيلا بينهم 14 جندياً وثلاثة مهاجمين، مشيراً إلى توقيف 13 عسكرياً ومدني واحد يشتبه بأنهم شاركوا في هذه المحاولة.
شهدت فريتاون الأحد مواجهات مسلحة لساعات عدة بين قوات الامن ومسلحين حاولوا اقتحام مخزن أسلحة للجيش. وتعرض السجن المركزي ومراكز للشرطة لهجوم وهرب مئات المعتقلين.
ونشرت الشرطة الثلثاء صور وهويات 32 رجلا وامرأتين ملاحقين ك"هاربين" بينهم جنود وشرطيون.
- دعم الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا-
تعد بلاغات الشرطة المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي ب "مكافأة كبيرة" لأي شخص يقدم معلومات تؤدي إلى اعتقال هؤلاء.
أثارت الأحداث على الفور شبح انقلاب جديد في غرب أفريقيا بعد الانقلابات منذ 2020 في مالي وبوركينا فاسو والنيجر وغينيا، وكلها بين الدول الأعضاء ال15 في الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس) على غرار سيراليون.
استقبل رئيس سيراليون جوليوس مادا بيو الاثنين وفدا رفيع المستوى من منظمة ايكواس ونيجيريا التي تحظى بنفوذ في المنطقة وتتولى حاليا رئاسة المنظمة. وحضر الوفد حاملا "رسالة تضامن" كما أعلن مكتبه.
ونشرت رئاسة سيراليون الثلثاء مقطع فيديو للزوار أكدوا فيه استعداد الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا لدعم سيراليون.
وقال رئيس مفوضية هذا التكتل في غرب أفريقيا عمر اليو توراي إن الرئيس الحالي للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بولا أحمد تينوبو "طلب منا التأكيد أن الجماعة مستعدة وملتزمة دعم شعب سيراليون في جهوده الرامية إلى تعزيز الأمن الوطني بكل الوسائل، بما في ذلك عن طريق نشر عناصر إقليمية في سيراليون إذا لزم الأمر".
وقال مستشار الأمن القومي في نيجيريا مالام نوهو ريبادو إن "الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ونيجيريا لن تقبلا أي تدخل في الديموقراطية والسلام والأمن والاستقرار في سيراليون".
وأعيد انتخاب جوليوس مادا بيو، الذي انتخب للمرة الاولى في 2018، رئيسا للبلاد في حزيران من الدورة الأولى بحصوله على 56,17 بالمئة من الأصوات بحسب النتائج التي نشرتها اللجنة الانتخابية.
واعتبر حزب "مؤتمر عموم الشعب" المعارض، أن الانتخابات الرئاسية، وكذلك التشريعية والمحلية، مزورة.
وشهدت البلاد أزمة سياسية استمرت أشهرا عدة قبل التوصل إلى اتفاق في تشرين الأول بين الحكومة وحزب "مؤتمر عموم الشعب" بوساطة من الكومنولث والاتحاد الأفريقي والجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.
وتواجه سيراليون، وهي إحدى أفقر الدول في العالم، صعوبات اقتصادية كبيرة أيضاً.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
