اتّهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إيران بـ"مساعدة" الحوثيين اليمنيين و"تحريضهم" على استهداف سفن في البحر الأحمر يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إليها، دعمًا لقطاع غزة.
وقال بلينكن قبيل مغادرته المنامة "لقد ساعدت إيران وحرضت على هذه الهجمات (بتوفير) التكنولوجيا والمعدات والاستخبارات والمعلومات، وبات لذلك تأثير حقيقي".
وخلال الأسابيع الماضية، شنّ الحوثيون أكثر من 25 عملية استهداف لسفن تجارية يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تضامنًا مع قطاع غزة الذي يشهد حربًا مع إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول.
وتكثّف الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، تحذيراتها للحوثيين من "عواقب" هجماتهم، بدون تحديد طبيعة الخطوات المحتملة.
وردًا على سؤال عما إذا كانت هذه العواقب ستشمل إيران، قال بلينكن "حاولنا مرارًا أن نوضح لإيران، كما فعلت دول أخرى أيضًا، أن الدعم الذي تقدّمه للحوثيين، بما في ذلك لهذه الأفعال، يجب أن يتوقف".
وتابع "ليس من مصلحتهم (الإيرانيين) رؤية الصراع يتصاعد. ولسنا الوحيدين الذين أرسلنا هذه الرسالة لإيران".
كذلك، أعلن بلينكن أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ملتزم" إصلاح السلطة الفلسطينية.
وجاء ذلك بعد ساعات من لقائهما في الضفة الغربية المحتلة التي وصل اليها آتيا من إسرائيل حيث نبّه الى الكلفة "الباهظة" التي يتكبّدها المدنيون جراء الحرب التي تخوضها الدولة العبرية ضد حماس في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول.
وقال بلينكن قبيل مغادرته المنامة رداً على سؤال لوكالة فرانس برس حول موقف عباس من "إصلاح" السلطة الفلسطينية، "ما استخلصه من هذا الاجتماع هو أنه ملتزم بذلك ومستعد تماماً للمضي قدماً".
وأضاف "من المهم جدًا بالنسبة للشعب الفلسطيني أن تكون لديهم إدارة يمكن أن تكون فعالة وأن تساعد في تحقيق نتائج لهم. وأعتقد أن الرئيس عباس ملتزم بالقيام بذلك".
وأشار بلينكن إلى أنه ناقش مع عباس "أهمية إصلاح السلطة الفلسطينية وسياستها وإدارتها حتى تتمكن من تحمل مسؤولية غزة بشكل فعال، بحيث يمكن إعادة توحيد غزة والضفة الغربية تحت قيادة فلسطينية".
وتابع "من الواضح جدّاً بالنسبة لي أن الرئيس عباس مستعد للمضي قدماً والمشاركة في كل هذه الجهود".
ولفت إلى أن عباس "سيجري محادثات مع قادة آخرين في المنطقة" في هذا الصدد مشيراً إلى اجتماع يعقده الرئيس الفلسطيني الأربعاء مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبدالله الثاني في العقبة في الأردن.
وفي زيارة غير معلنة مسبقًا ضمن محطّات جولته الإقليمية الرامية إلى احتواء التوترات في المنطقة، توّجه بلينكن إلى البحرين حليفة واشنطن الوثيقة في المنطقة ومقرّ الأسطول الخامس الأميركي.
والتقى الوزير العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة الذي أكد "ضرورة العمل على وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع وفقا للقانون الدولي الإنساني ومنع تهجيرهم"، بحسب ما أفادت وكالة أنباء البحرين الأربعاء.
وقال بلينكن لصحافيين إنه ناقش في المنامة "مرحلة ما بعد النزاع في غزة، والعمل المهم الذي يجب القيام به لمساعدة غزة على الوقوف مرة جديدة، إضافة إلى الجهود التي تبيّن بناءً على هذه الجولة، أن دول المنطقة مستعدة لبذلها... لضمان أمن إسرائيل وتوفير مسار للفلسطينيين يؤدي إلى إقامة دولة خاصة بهم".