وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، معاهدات ضم أربع مناطق أوكرانية تحتلها القوات الروسية هي لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، خلال احتفال كبير أقيم في الكرملين.
وبعد ذلك، شبك يديه بأيدي زعماء المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الروسية، والذين عيّنتهم موسكو، على منصة بحضور شخصيات من النخبة في روسيا وهتف معهم "روسيا! روسيا!"
بوتين مع زعماء مناطق خاضعة لسيطرة القوات الروسية، في الكرملين في موسكو، بعد توقيع اتفاق ضم أربع مناطق أوكرانية الى روسيا (30 أيلول 2022ـ أ ف ب).
وقد أعلن بوتين، في خطاب ألقاه من الكرملين قبل التوقيع، اليوم الجمعة، أن روسيا أصبح لديها "أربع مناطق جديدة"، مؤكدا ضم روسيا لأربع مناطق أوكرانية احتلتها القوات الروسية جزئيا خلال الصراع الدائر هناك منذ سبعة أشهر.
ونبّه بوتين الغرب إلى أن سكان المناطق الأوكرانية الأربع التي تحتلها موسكو هم "مواطنونا إلى الأبد". وقال "أريد أن أقول ذلك لنظام كييف وأسياده في الغرب: سكان لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا سيصبحون مواطنينا إلى الأبد"، مضيفا أنهم اتخذوا "خيارا لا لبس فيه" بالانضمام إلى روسيا.
وأعلنت روسيا الضم بعد إجراء ما وصفته باستفتاءات في المناطق المحتلة من أوكرانيا. وقالت حكومات غربية وكييف إن التصويت انتهك القانون الدولي وكانت المشاركة فيه قسرية ولا تمثل رأي الناس.
وحض بوتين كييف على وقف جميع عملياتها العسكرية في أوكرانيا. وقال في خطاب متلفز من الكرملين "ندعو نظام كييف إلى التوقف فورا عن القتال ووقف جميع الأعمال العدائية... والعودة إلى طاولة المفاوضات".
أ ف ب
واتّهم بوتين الدول الغربية بالسعي الى تحويل روسيا "مستعمرة". وقال "الأمر نابع من الأنانية بهدف المحافظة على قوتها (أي الدول الغربية) غير المحدودة. هذه هي الأسباب الحقيقية لهذه الحرب الهجينة التي يشنها الغرب ضدنا... يريدون جعلنا مستعمرة".
وأضاف "لا يريدون روسيا إطلاقا".
وتابع "الغرب مستعد للدوس فوق كل شيء من أجل المحافظة على نظام الاستعمار الجديد الذي يتيح له التطفل على، وفي الحقيقة، نهب، العالم بأسره".
وأشار إلى أن "تسليم كل الدول سيادتها للولايات المتحدة هو أمر أساسي بالنسبة إليهم".
ونفى بوتين سعيه لإحياء الاتحاد السوفياتي. وقال "الاتحاد السوفياتي انتهى. لا يمكننا إعادة الماضي. ولم تعد روسيا تحتاج اليه. لا نسعى لذلك".
لكنه اتّهم آخر زعماء الاتحاد السوفياتي بـ"تدمير بلدنا العظيم".
وتابع في كلمة ألقاها بالكرملين أمام المئات من كبار السياسيين الروس، أن روسيا ستدافع عن أراضيها الجديدة بكل الوسائل المتاحة لها، وهي تصريحات قد تشير إلى تصعيد في الصراع مع أوكرانيا.
كذلكا، اتّهم بوتين الغرب بتدبير انفجارات نجم عنها تسرب الغاز في مواقع عدة من خطوط أنابيب تورد ستريم التي تربط بين روسيا وأوروبا.
وقال بوتين في خطابه المتلفز "العقوبات غير كافية بالنسبة الى الغربيين، انتقلوا إلى التخريب. أمر لا يصدّق لكنه حقيقة".
وأضاف "عبر تدبير الانفجارين في خطي أنابيب غاز نورد ستريم الدوليين في قاع بحر البلطيق، بدأوا في الواقع بتدمير البنى التحتية الأوروبية المرتبطة بالطاقة".
وتابع "من الواضح بالنسبة للجميع من المستفيد من ذلك"، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية.
ووقعت تسرّبات للغاز لم يتضح سببها أعقبت انفجارين في خطي أنابيب نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2 الاثنين.
ونفت موسكو وواشنطن على السواء أي علاقة لهما بالحادث.
وقطعت روسيا إمدادات الغاز إلى أوروبا في خطوة يعتقد أنها جاءت للرد على العقوبات الغربية، لكن خطي الانابيب كانا لا يزالان يحتويان على الغاز رغم توقفهما عن العمل.