النهار

عبداللهيان يؤكّد من دافوس أنّ طهران استهدفت "مجموعة إرهابيّة إيرانيّة" في باكستان
المصدر: أ ف ب- رويترز
عبداللهيان يؤكّد من دافوس أنّ طهران استهدفت "مجموعة إرهابيّة إيرانيّة" في باكستان
عبداللهيان متكلما خلال جلسة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (17 ك2 2024، أ ف ب).
A+   A-
أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الأربعاء، أن طهران استهدفت "مجموعة إرهابية إيرانية" في باكستان المجاورة، غداة إعلان إسلام آباد مقتل طفلين في ضربة جوية شنّتها طهران.

وقال أمير عبداللهيان خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس "في ما يتعلق بباكستان، لم يتمّ استهداف أي من مواطني البلد الشقيق والصديق بصواريخ ومسيّرات إيرانية"، مضيفا "تمّ استهداف ما يسمى جماعة جيش العدل، وهي مجموعة إرهابية إيرانية".
 
هو أول مسؤول ايراني يؤكد رسميا هذه العملية التي أدت الى مقتل طفلين بحسب السلطات الباكستانية.

وأضاف الوزير "في ما يتعلق بباكستان، لم يتمّ استهداف أي من مواطني البلد الشقيق والصديق بصواريخ ومسيّرات إيرانية".

وتابع ان "هذه المجموعة وجدت ملاذا في بعض المواقع بولاية بلوشستان" في غرب باكستان على الحدود مع ايران و"قامت بعمليات عدة في ايران وخصوصا العملية في مقر شرطة راسك" بمحافظة سيستان-بلوشستان (جنوب شرق) الحدودية مع باكستان وأفغانستان، والتي أسفرت عن مقتل 11 عنصرا من الشرطة الايرانية في كانون الاول.

وأكد عبد اللهيان انه تم البحث في هذا الملف "مرات عدة مع المسؤولين الباكستانيين".

وقال "نحترم سيادة باكستان ووحدة أراضيها، لكننا لن نقبل بان يتم تهديد أمننا القومي وليس لدينا أي تحفظ او تردد حين يتعلق الأمر بمصالحنا القومية".
 
لم يعلق الوزير على قرار اسلام اباد استدعاء مبعوث ايران في باكستان للاحتجاج على "انتهاك غير مبرر للمجال الجوي" الباكستاني وكذلك استدعاء السفير الباكستاني من طهران.

وقبل ساعات من ضربة الاربعاء، التقى رئيس الوزراء الباكستاني الموقت أنور الحق كاكار وزير الخارجية الإيراني على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

وأعلنت ايران الثلثاء استهداف "مقرات تجسس وتجمع الجماعات الإرهابية المناهضة لإيران في المنطقة"، مؤكدة تدمير "مقر لجهاز الموساد الصهيوني" في إقليم كردستان العراق وتجمعات لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
 
وقال عبداللهيان أن طهران قدمت معلومات مخابراتية للعراق بشأن أنشطة جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) في إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي.
 
وكانت وسائل إعلام إيرانية نقلت ليل الثلثاء أن مقرّين تابعين لجماعة "جيش العدل" التي تصنّفها طهران "إرهابية" وتتهمها بالعمل من قواعد في باكستان، تعرّضا لقصف "بالصواريخ والطائرات المسيّرة وتمّ تدميرهما"، من دون أن تذكر مصدر هذه الأنباء أو مصدر إطلاق الصواريخ.

وذكرت وزارة الخارجية الباكستانية أن القصف الذي وقع مساء الثلثاء أدى الى مقتل طفلين وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين بجروح.

وندّدت باكستان بالضربة التي وقعت قرب الحدود بين البلدين.

وأكدت وزارة الخارجية الباكستانية أن "هذا الانتهاك لسيادة باكستان غير مقبول بتاتا وقد تكون له تداعيات خطرة"، معتبرة أنه "انتهاك غير مبرر للمجال الجوي" الباكستاني.

وأتت الضربة بعدما أعلن الحرس الثوري الإيراني ليل الإثنين الثلثاء أنه استهدف "مقرات تجسس وتجمع الجماعات الإرهابية المناهضة لإيران في المنطقة"، مؤكدا تدمير "مقر لجهاز الموساد الصهيوني" في إقليم كردستان العراق وتجمعات لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

- "لا حدود" -
وندّد العراق والولايات المتحدة وأطراف دولية أخرى بالضربات الإيرانية التي تأتي في سياق توتر متصاعد في الشرق الأوسط ومخاوف من نزاع إقليمي شامل على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وقال الحرس الثوري الإيراني إنه دمّر مقرا للموساد في كردستان العراق، ردّا "على الأعمال الشريرة الأخيرة للكيان الصهيوني التي أدّت إلى استشهاد قادة من الحرس الثوري ومحور المقاومة".

وقتل خلال الأسابيع الماضية القيادي في الحرس الثوري رضي موسوي قرب دمشق، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية، والقيادي العسكري في حزب الله وسام الطويل في جنوب لبنان، في عمليات نسبت الى الدولة العبرية.

عن الضربات في سوريا، قالت طهران إنها استهدفت "أماكن تجمّع القادة والعناصر الرئيسية للإرهابيين (...) وخصوصا تنظيم داعش، في الأراضي المحتلّة في سوريا"، ردا على تفجيرين انتحاريين في كرمان جنوب إيران مطلع كانون الثاني تبناهما تنظيم الدولة الإسلامية وأديا الى مقتل نحو 90 شخصا، واعتداء في كانون الأول أدى الى مقتل 11 شرطيا في راسك بمحافظة سيستان-بلوشستان (جنوب شرق) الحدودية مع باكستان وأفغانستان، تبناه "جيش العدل" وأدى الى مقتل 11 شرطيا.

وقال وزير الدفاع الإيراني محمد رضا اشتياني الأربعاء "لا نضع أي حدود في الدفاع عن المصالح الوطنية وشعب بلادنا".

ودعت الصين التي تعدّ إيران وباكستان ضمن كبار شركائها، البلدين إلى "ضبط النفس". وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ خلال مؤتمر صحافي الأربعاء "نناشد الطرفين ضبط النفس وتجنب الأعمال التي قد تفضي إلى تصعيد التوتر، والعمل معا لحفظ السلام والاستقرار".

ولم تذكر الخارجية الباكستانية مكان القصف الجوي الإيراني، لكن وسائل إعلام محلية أفادت بأنه استهدف أماكن قريبة من بنجغور في محافظة بلوشستان بجنوب غرب باكستان التي تتشارك حدودا بطول نحو ألف كيلومتر مع إيران.

وأتى القصف في يوم التقى رئيس الوزراء الباكستاني أنور الحق كاكار مع وزير الخارجية الإيراني في دافوس. كذلك، أتى في يوم أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن إجراء بحريتي البلدين مناورات في مضيق هرمز ومياه الخليج.

وأضافت وزارة الخارجية الباكستانية "ما يزيد من قلقنا هو أن هذا العمل المخالف للقانون حصل رغم وجود قنوات تواصل مختلفة بين باكستان وإيران".

- "تهديد مشترك" -
وتابعت "لطالما أكدت باكستان أن الإرهاب تهديد مشترك لكل الدول في المنطقة ويتطلب تحركا منسقا"، معتبرة أن "هذه الأعمال الأحادية الجانب لا تنسجم مع علاقات حسن الجوار وبإمكانها أن تقوض بشكل جدي الثقة المتبادلة".

وتتبادل طهران وإسلام اباد بانتظام اتهامات حول السماح لمسلحين باستخدام أراضي الدولة الأخرى لشنّ هجمات، لكن نادرا ما تحوّلت هذه الاتهامات الى تدخل عسكري مباشر من طرف ضد آخر.

وقال مدير معهد جنوب شرق آسيا في مركز ويلسون للدراسات في واشنطن مايكل كوغلمان "سبق لإيران أن نفذت عمليات ضد مسلحين متمركزين في باكستان، لكنني لا أذكر أي عملية بهذا الحجم".

وحذّر عبر منصة إكس من أن هذا الهجوم "يدفع الروابط بين باكستان وإيران، وهي علاقة دقيقة حتى في أفضل أيامها، نحو أزمة خطرة".

وتصنف الولايات المتحدة بدورها "جيش العدل" منظمة "إرهابية".

وسبق لجماعة "جيش العدل" المتطرفة أن تبنت عمليات استهدفت عناصر أمن ومدنيين في الأعوام الأخيرة، في محافظة سيستان-بلوشستان. وبين هذه الاعتداءات هجوم في شباط 2019 أدى الى مقتل 27 عنصرا من الحرس الثوري.

وينشط في سيستان-بلوشستان انفصاليون من البلوش وجماعات جهادية.

كذلك، تعرض عدد من عناصر قوات الأمن الإيرانية في المحافظة للخطف على يد مجموعات تصنفها إيران "إرهابية" أو "مناهضة للثورة" الإسلامية.
الكلمات الدالة
إعلان

الأكثر قراءة

سياسة 11/16/2024 7:26:00 PM
في خطوة مفاجئة، أقدمت جهات معنية في الضاحية الجنوبية لبيروت على إغلاق عدد من مداخل المنطقة ومخارجها باستخدام السواتر الحديد، رغم استمرار تعرضها للقصف الإسرائيلي شبه اليومي. هذه الإجراءات أثارت تساؤلات: هل هدفها الحد من ظاهرة السرقات التي انتشرت أخيرا في الضاحية، أو منع تجمع المواطنين قرب المباني التي يحذر العدو الإسرائيلي من الاقتراب منها، لتوثيق لحظة القصف؟

اقرأ في النهار Premium