بعد عمليّة الاغتيال التي نُفذت في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم أمس، وأدّت إلى مقتل القائد العسكري الكبير في "حزب الله" فؤاد شكر، وفي غضون 12 ساعة تقريباً، قُتل رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية في طهران.
وإذ أوردت هيئة البث الإسرائيلية أنّ هنية قُتل بصاروخ أطلق من دولة خارج إيران، وليس من الأجواء الإيرانية، فإنّ عملية الاغتيال تعدّ التحدّي الأخطر وغير المسبوق لإيران في مواجهة أخطر اختراق إسرائيليّ لأمنها وللحرس الثوري في عقر العاصمة طهران.
وقالت "حماس" في بيان اليوم الأربعاء إن قائدها قُتل في العاصمة الإيرانية طهران.
ونقلت وكالة "نور نيوز" عن الحرس الثوري الإيراني إعلانه اغتيال هنية في إيران.
بدورها، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية بأنّ هنية قٌتل وأحد حراسه الشخصيين إثر استهداف مقرّ إقامتهم في طهران.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أنّ اغتيال هنية وقع حوالي الساعة 2 صباحاً بتوقيت إيران وكان يقيم في مقر خاص للمحاربين القدامى.
عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق اعتبر "اغتيال هنية عمل جبان ولن يمرّ سدى".
اقرأ أيضاً: من هو القيادي في "حزب الله" فؤاد شكر؟
بدورها، ذكرت وكالة "تسنيم" أنّ التحقيق جار في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، وسيتم الإعلان عن النتائج قريباً.
وقال الحرس الثوري: "ندرس أبعاد حادثة مقتل هنية في طهران، وسنعلن نتائج التحقيق لاحقاً".
مصدر إيراني قال لـ"رويترز" إنّ المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران عقد اجتماعاً بحضور كبار قادة الحرس الثوري في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء لمناقشة اغتيال هنية.
وأشار المصدر إلى أنّ أعلى هيئة أمنية في إيران ستقرّر استراتيجية إيران في الرد على عملية الاغتيال.
بدورها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر أنّ مسؤولي إيران يرون أن اغتيال هنية ضربة كبيرة لسمعة طهران الأمنية.
يُذكر أنّ اغتيال هنية في طهران جاء بعد مشاركته في مراسم أداء الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، اليمين الدستورية، وبعد لقائه المرشد الإيراني علي خامنئي.
وحضر أيضاً الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، ونائب الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم، والمتحدث باسم الحوثيين في اليمن، محمد عبد السلام.
ويوم الثلاثاء، التقى هنية والنخالة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية بعد اجتماع عقداه على نحو منفصل مع بزشكيان، وذلك في سياق من التوترات الخطيرة في منطقة الشرق الأوسط على صلة بالحرب الدائرة في غزة بين إسرائيل وحماس.
ردود فعل
وتعليقاً على حادثة الاغتيال، أشار البيت الأبيض إلى أنّه على علم بالتقارير عن اغتيال إسماعيل هنية.
أمّا الحوثيون فاعتبروا اغتيال هنية جريمة وانتهاكاً صارخاً للقوانين.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، القول إن مقتل إسماعيل هنية هو "جريمة سياسية غير مقبولة على الإطلاق".
وقال بوغدانوف للوكالة "هذه جريمة قتل سياسية غير مقبولة على الإطلاق، وستؤدي إلى مزيد من التصعيد في التوترات".
إلى ذلك، دانت تركيا اغتيال هنية، وقالت إن الهجوم يهدف إلى مدّ نطاق الحرب من غزة إلى المستوى الإقليمي.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان "تبيّن مرة أخرى أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس لديها نية لتحقيق السلام".
أمّا الخارجية الإيرانية فاعتبرت أنّ اغتيال هنية في طهران سيقوّي الصلة الوثيقة بين طهران وفلسطين والمقاومة.
وفي السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الأربعاء، عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن "دم هنية لن يذهب هباء".
بدوره، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، اليوم الأربعاء، إنه لا يعتقد بأن حرباً أوسع في الشرق الأوسط أمراً لا مفرّ منه، في تعليق على تصاعد التوترات في المنطقة.
وأضاف خلال زيارة للفيليبين إن الولايات المتحدة ستدافع عن إسرائيل إذا تعرّضت لهجوم.
وندّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء باغتيال هنية، ووصفه بـ"العمل الجبان" داعياً الفلسطينيين إلى الوحدة في مواجهة إسرائيل.
وجاء في بيان للرئاسة "أدان رئيس دولة فلسطين محمود عباس بشدة اغتيال رئيس حركة حماس القائد الكبير إسماعيل هنية، واعتبره عملاً جباناً وتطوّراً خطيراً"، وأضاف أنه دعا "جماهير شعبنا وقواه إلى الوحدة والصبر والصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي".
وأكّدت حركة "التحرير الوطني الفلسطيني" - "فتح" أن "عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنيّة، تعدّ جريمة بشعة وفعلًا جباناً.
كما قالت وزارة الخارجية الصينية تعليقاً على هنية إن الصين تعارض وتدين الاغتيال.
وأضافت أنه يجب وقف إطلاق النار في أقرب وقت لتجنب زيادة التصعيد والمواجهة.
ونددت وزارة الخارجية القطرية بأشد العبارات باغتيال هنية. وقالت في بيان إن اغتياله "جريمة شنيعة وتصعيد خطير".
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن القائد السابق للحرس الثوري الإيراني محسن رضائي حذّر من أن "إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً" لاغتيال إسماعيل هنية.
إلى ذلك، نددت دمشق بمقتل رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، محذرة من أن "استهتار" إسرائيل بالقوانين الدولية قد يقود إلى "اشتعال" المنطقة برمتها.
وأدان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأربعاء، "الاغتيال الغادر" لزعيم "حماس". وكتب على منصة إكس "رحم الله أخي إسماعيل هنية، الذي استشهد إثر هذا الهجوم الشنيع" مندداً بما وصفه بأنه "همجية صهيونية".
بدورها، قالت حكومة طالبان في أفغانستان الأربعاء إن مقتل هنية في إيران المجاورة "خسارة كبيرة" معتبرة أنه "زعيم فلسطيني ذكي وواسع الحيلة".