تضجّ وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا في لبنان، بصور لبيت كلب مجهّز بمبرّد، بمزاعم انها التُقطت في مدينة زحلة في لبنان، و"هذا ما فعله أحد سكانها من اجل كلبه الوفي"، وفقا للتعليق. غير أن هذا الادعاء خاطئ. في الواقع، الصور التُقِطت في غواراي بالبرازيل. وتعود الى عام 2015. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: ثلاث صور متداولة، وفي إحداها يظهر كلب مستريحا في بيته مع لافتة تعلوه كتب عليها بخط كبير: هانا Hana. وفي إخرى، بدا مبرّد في بيت الكلب. وقد تكثف التشارك في هذه اللقطات أخيرا، عبر صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا...). وقد أرفقت بالمزاعم الآتية: "أحد المواطنين في زحلة قام بتركيب AC في غرفة كلبه الوفي".
التدقيق:
غير ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي صحتها.
فالبحث العكسي عن الصور يقودنا الى موقع G1 الاخباري البرازيلي التابع لمجموعة Globo (هنا)، والذي نشر هذه الصور، ضمن تقريرين في ايلول 2015 (هنا، هنا، هنا)، عن "رجل ركّب مكيف هواء في بيت كلبته الأليفة في غواراي Guaraí"، وهي مدينة في ولاية توكانتينز في المنطقة الشمالية من البرازيل.
اسم الرجل يومار راموس دي أراوجو Wyomar Ramos de Araújo، وهو أحد سكان غواراي، و"قد فاجأ الجميع في المدينة بتركيب مكيف هواء في منزل كلبته الأليفة"، وفقا لموقع G1، مشيرا الى ان أراوجو اراد بتركيب الجهاز توفير مزيد من الراحة لهانا، كلبته الجيرمان شيبرد، "الحساسة للحرارة المرتفعة في ولاية توكانتينز" (هنا ايضا).
وروى أراوجو أن فكرة تركيب مكيف الهواء في بيت كلبته هانا خطرت على باله "بعد يوم حار جدا، عندما وصل إلى المنزل ووجد هانا مضطربة. "أعطيتها الماء والطعام وأخذتها في نزهة، لكنها كانت لا تزال تعاني. فتحت الخرطوم وأعطيتها حمامًا. وكانت هانا سعيدة للغاية. ثم أدركت أن المشكلة تكمن في الحرارة".
ووفقًا لأراوجو، وافقت هانا على فكرة المبرّد في بيتها. "في اليوم الأول، نادرًا ما غادرت بيتها. وعندما ارادتني تشغيل مكيف الهواء، كانت تستمر في الدخول والخروج هناك، كما لو أنها كانت تخبرني أن الوقت حان".
وقد جذب بيت هانا المبرّد العديد من الزوار، و"جاء اشخاص طوال الوقت يريدون التقاط الصور"، على ما قال أراوجو، وهو عامل مستقل يكسب لقمة عيشه كمركب لمكيفات، مشيرا الى ان اهتمامه بكلبته الأليفه بهذا الشكل أثار إعجاب كثيرين، بخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نشرت قصتهما. "عموما، أحبّ الناس المبادرة. وأتلقى مكالمات من جميع أنحاء البلاد. حتى أن إحدى منظمات حقوق الحيوان تواصلت معي بالفعل لتشكرني على هذه البادرة".
في 6 نيسان 2016، نشر موقع G1 مجددا تقريرا (هنا) عن تحسينات جديدة ادخلها أراوجو على بيت هانا المبرّد.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان هذه الصور تظهر "تركيب أحد المواطنين في زحلة مكيف هواء في بيت كلبه الوفي". في الواقع، الصور التُقِطت في غواراي في البرازيل. وتعود الى عام 2015.