تضجّ وسائل التواصل الاجتماعي بتصريح منسوب الى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال فيه، وفقا للمزاعم، انه "سيتعين على الولايات المتحدة أن ترسل أبناءها وبناتها بالطريقة ذاتها التي نرسل بها أبناءنا وبناتنا الى الحرب... لأن الناتو هو ما نتحدث عنه، وسيموتون". غير أنّ كلام زيلينسكي حُرِّف بإخراجه من سياقه الحقيقي في شكل مضلّل، وفقاً لما يتبيّن بالرجوع الى تصريحه الكامل، في 24 شباط 2023. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
19 ثانية. المشاهد تظهر الرئيس زيلينسكي متكلما. وبينما أخفي صوته، ارفق كلامه بترجمة الى الانكليزية جاء فيها:
The US will have to send their sons and daughters exactly the same way as we are sending our sons and daughters to war. And they will have to fight, because it's NATO that we're talking about, and they will be dying
اي سيتعين على الولايات المتحدة أن ترسل أبناءها وبناتها بالطريقة ذاتها التي نرسل بها أبناءنا وبناتنا الى الحرب، وسيتجوب عليهم القتال، لأن الناتو هو ما نتحدث عنه، وسيموتون...
منذ ساعات، تكثف التشارك في هذا المقطع المصور القصير، عبر حسابات (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، مرفقاً بمختلف التعليقات، مثل "زيلينسكي يحذر الولايات المتحدة مما سيحدث إذا خسرت أوكرانيا" الحرب، و"ها هو زيلينسكي يوضح الآن ما هو واضح. إذا تصاعدت هذه الحرب فسيتم إرسال الأبناء والبنات الأميركيين" إليها، وايضا "زيلينسكي يهددنا الآن بشكل مباشر ويدعي أن الأبناء والبنات الأميركيين يجب أن يقاتلوا ويموتوا من أجل أوكرانيا. قطعا لا".
NEW—Zelensky warns the US what will happen if Ukraine loses:
“The US will have to send their sons and daughters exactly the same way as we are sending our sons and daughters to war... because it's NATO that we're talking about, and they will be dying." pic.twitter.com/rrI2LaiQas
غير أن تصريح زيلينسكي هذا مجتزأ من سياق أوسع، الأمر الذي ادى الى تحريف ما كان يقوله، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
شعار "التلغراف" اعلى الشاشة الى اليمين ولقطة من المقطع يقودان الى المصدر الأصلي للفيديو، صحيفة "التلغراف" البريطانية، التي عرضت في حسابها في يوتيوب، في 24 شباط 2023، التسجيل الكامل للمؤتمر الصحافي للرئيس فولوديمير زيلينكسي في الذكرى الاولى لبدء الهجوم الروسي على أوكرانيا (هنا، هنا، وهنا ايضا).
ويمكن العثور على المقطع القصير المتناقل في التوقيت 1.40.12 في التسجيل أعلاه.
وللحصول على السياق الكامل لكلام زيلينسكي في هذه الفقرة، يجب التوجه الى التوقيت 1.37.14، للاستماع الى سؤال وجهه اليه أحد الصحافيين. "ABC"، وفقا لما يُسمَع قبل طرح السؤال. والسائل هو الصحافي ايان بانل Ian Pannell، كبير المراسلين الأجانب في ABC News (هنا ايضا).
وتبياناً لحقيقة كلام زيلينسكي، هنا ترجمة لسؤال بانل في هذا التوقيت وما أجاب به:
سؤال بانل: السيد الرئيس، تشير استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة إلى أن عدداً متزايداً من الأميركيين يعتقدون أن الولايات المتحدة تقدم الكثير من الدعم لأوكرانيا. ماذا ستكون رسالتك لهؤلاء الأميركيين في هذه الذكرى السنوية؟
زيلينسكي (ترجمة لكلامه الى الانكليزية): اود أولا ان شكر كل الشعب الأميركي الذي يدعم أوكرانيا، الكونغرس، الرئيس، القنوات التلفزيونية، الصحافيين، وكل شخص كان يدعمنا. وهذه النسبة من الاميركيين التي اشرت اليها إلى ازدياد. أستطيع ان أقول لهم امرا واحدا. اذا لم يغيروا رأيهم، اذا لم يفهمونا، واذا لم يدعموا اوكرانيا، فسيخسرون الناتو، ومظلة الأمم المتحدة، والمنصب القيادي الذي يتمتعون به في العالم لأسباب عدة، وأيضا دعم بلد بـ40 مليون نسمة وملايين الأطفال.
هل يختلف الأطفال الاميركيون عن أطفالنا؟ الا يتمتع الاميركيون بالامور ذاتها التي لدينا؟ لا اعتقد انهم يختلفون عنا كثيرا... هناك قادة سياسيون منتخبون من الشعب. وإذا أثيرت هذه المسألة، فيجب ان يكونوا مسؤولين ومحترسين، لأن الناس ينظرون اليهم. من يريد حربا عالمية ثالثة؟ هل هناك من هو على استعداد لقبول هذه المخاطرة؟ لن تتخلى الولايات المتحدة أبداً عن الدول الأعضاء في الناتو. وإذا حصل أن خسرت أوكرانيا، بسبب الآراء المختلفة، وبسبب ضعف المساعدة ونضوبها، فستدخل روسيا دول البلطيق والدول الأعضاء في الناتو، ومن ثم يتعين على الولايات المتحدة إرسال أبنائها وبناتها بالطريقة ذاتها تماماً كما أرسلنا أبناءنا وبناتنا الى الحرب، وسيتعين عليهم القتال لأن الناتو هو الذي نتحدث عنه. وسيموتون، لا سمح الله، لأن ذلك أمر مروع. وأتمنى السلام والدعم الأوكراني للولايات المتحدة".
- تراجع دعم الأميركيين لمساعدة أوكرانيا -
يشار الى ان تأييد الجمهور الأميركي لتزويد أوكرانيا بأسلحة ومساعدات اقتصادية مباشرة تراجع مع مرور نحو عام على الاجتياح الروسي لأوكرانيا، بحسب استطلاع رأي جديد أجراه مركز "أسوشيتد برس-نورك لأبحاث الشؤون العامة"، وفقا لتقارير اعلامية في شباط 2023 (هنا).
وقال 48 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع إنهم يؤيدون توفير الولايات المتحدة للسلاح لأوكرانيا، في حين عارض ذلك 29 بالمئة، وقال 22 بالمئة إنهم لا يؤيدون ولا يعارضون.
في ايار 2022، بعد أقل من 3 أشهر من الحرب، قال 60 بالمئة من البالغين الأميركيين إنهم يؤيدون إرسال أسلحة إلى أوكرانيا.
وينقسم الأميركيون بشكل متساو حول إرسال أموال حكومية مباشرة إلى أوكرانيا، حيث أيد ذلك 37 بالمئة وعارضه 38 بالمئة، بينما لم يؤيد ولم يعارض ذلك 23 بالمئة
ووفقا لاستطلاع رأي آخر لمؤسسة استطلاع الرأي الأميركية "بيو" (PEW)، فإن ربع الأميركيين (26%) باتوا يرون أن بلادهم قدمت أكثر من اللازم لأوكرانيا، بينما قال 31% منهم إن أميركا تقدم المستوى المطلوب من الدعم، وقالت نسبة 20% من الأميركيين فقط إن على بلادهم تقديم المزيد لدعم أوكرانيا بالسلاح والمال.
وزادت نسبة الأميركيين الذين يرون أن بلادهم تقدم الكثير لأوكرانيا بـ6 نقاط، مقارنة مع استطلاع أجرته المؤسسة ذاتها في أيلول من العام الماضي (هنا).
النتيجة: اذاً، التصريح المتناقل للرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي انه "سيتعين على الولايات المتحدة أن ترسل أبناءها وبناتها بالطريقة ذاتها التي نرسل بها أبناءنا وبناتنا الى الحرب... لأن الناتو هو ما نتحدث عنه، وسيموتون"، حُرِّف بإخراجه من سياقه الحقيقي في شكل مضلّل، وفقاً لما يتبيّن بالرجوع الى تصريحه الكامل، في 24 شباط 2023.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.