النهار

"هاربون ازدحموا على الطريق البري من السودان إلى مصر"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
المصدر: النهار
"هاربون ازدحموا على الطريق البري من السودان إلى مصر"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+   A-
المتداول: صورة تظهر، وفقا للمزاعم، "هاربين ازدحموا على الطريق البري من السودان إلى مصر"، وسط معارك محتدمة في العاصمة الخرطوم. 
 
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. 
 
الحقيقة: الصورة تعود الى "المسيرة الخضراء" في اتجاه الصحراء الغربية عام 1975، والتي دعا اليها ملك المغرب الراحل الحسن الثاني. FactCheck# 
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
صف طويل من السيارات المزحمة بالناس امتد على طول طريق. التشارك في الصورة تكثف أخيرا، عبر حسابات ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "الطريق البري من السودان إلى مصر. اللي ضاع منه دهب ممكن يلقاه، وإللي ضاع منه حبيب ممكن ينساه، لكن إللي ضاع منه وطن قلولي فين يلقاه". 
 
 
- معارك محتدمة - 
تزامن انتشار الصورة مع معارك محتدمة في السودان، بحيث شهدت العاصمة الخرطوم، الاثنين 1 ايار 2023، غارات جوية وانفجارات ورشقات نارية على الرغم من هدنة جديدة لمدة 72 ساعة وافق عليها الجيش وقوات الدعم السريع، فيما حذّرت الأمم المتحدة من أنّ السودان بات على شفا "كارثة" إنسانية ومئات الآلاف قد يفرّون منه. 
 
وأدت الاشتباكات الدامية التي دخلت أسبوعها الثالث إلى نزوح عشرات الآلاف من السودانيين إلى دول مجاورة مثل مصر وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى، على ما أوردت وكالة فرانس برس. وحذّر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الاثنين من أنّ "أكثر من 800 ألف شخص" قد يفرّون من السودان.
 
- حقيقة الصورة - 
الا ان الصورة لا تظهر مواكب هاربين من السودان، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها، لا بل لا علاقة لها بالسودان. 
 
فالبحث العكسي عنها يقودنا اليها منشورة في موقع "بوسطن غلوب" الاخباري Boston Globe، ضمن مقالة عن الصحراء الغربية (هنا)، في 16 حزيران 2013. وقد ارفقت بالشرح الآتي: 

Moroccans participating in “The Green March” in 1975, when the king of Morocco called on 300,000 civilians to stake Western Sahara as their own. BRUNO BARBEY/MAGNUM 

اي مغاربة خلال مشاركتهم في "المسيرة الخضراء" عام 1975، عندما دعا ملك المغرب 300 ألف مدني لانتزاع السيادة على الصحراء الغربية باعتبارها ملكا لهم. 
برونو باربي/ ماغنوم". 


 
كذلك، نعثر، بواسطة محرك Tineye، على اثر للصورة في موقع وكالة Magnum Photos (هنا) مع كلمات مفاتيح ذاتها اعلاه (الرابط لم يعد متاحا). 
 
 
 
"المسيرة الخضراء" مسيرة سلمية انطلقت في 6 تشرين الثاني 1975 في اتجاه الصحراء الغربية، للضغط على إسپانيا لتسليمها اقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه. ويحتفل المغرب فيها بعيده الوطني.
 
وقد اعطى ملك المغرب الراحل الحسن الثاني اشارة الانطلاق لها، بدعوة الشعب المغربي الى خروج 350 ألف متطوع في مسيرة للسيطرة على الصحراء الغربية، المتنازع عليها مع موريتانيا (هنا، هنا، هنا، هنا...). وبالفعل استجاب الآلاف، وخرجت "المسيرة الخضراء" باتجاه الصحراء.
 
وقد نجح المغرب في ضم الصحراء الغربية بعد هذه المسيرة، التي اعتُبرت أكبر مسيرة على الإطلاق في أفريقيا. فقد أفلحت من خلال الأمر الواقع الذي فرضته في 6 تشرين الثاني 1975، بعد تجاوز الأسلاك الشائكة التي كانت تحدد مجال النفوذ الإسباني، في تكثيف الضغط على إسبانيا التي لم تكن مهيأة للدخول في مواجهة مع المغرب، وفقا لتقرير للجزيرة.

وفي 9 منه، طلب الحسن الثاني من المشاركين العودة ليبدأ التفاوض الذي أسفر في 14 من الشهر ذاته عن توقيع اتفاقية مدريد التي تخلت بموجبها إسبانيا عن إقليم الصحراء ليقتسم بين المغرب وموريتانيا.
 
وسبق ان انتشرت الصورة في الاعوام الماضية بمزاعم أخرى خاطئة. وقد نشر قسم "النهار تتحقق" مقالة تدقيق حولها (هنا) في 15 تشرين الاول 2019. 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium