المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "هروب عناصر من طالبان بعد مواجهات مع الحرس الثوري الايراني، تاركين وراءهم آلياتهم"، وذلك اثر اشتباكات حدودية أخيرا.
الا أن هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود آثاره الىآب2021. وتم تداوله بسياق مختلف. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من اجلكم
ما القصة؟
المشاهد تظهر صفا طويلا من الآليات العسكرية، على ما يبدو، التي توقفت على طريق. وقد تكثف التشارك في هذه المشاهد أخيرا، عبر حسابات، ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "هروب مليشيات طالبان من امام الحرس الثوري، تاركين ورائهم آلياتهم".
هروب مليشيات طالبان من امام #الحرس_الثوري تاركين ورائهم آلياتهم …
جاء تداول الفيديو في وقت قُتل شخصان، السبت 27 ايار 2023، خلال اشتباكات بين حركة طالبان والقوات الإيرانية عند الحدود بين إيران وأفغانستان، وفق ما أعلنت سلطات طالبان في سياق توترات بين طهران وكابول حول توزيع مياه نهر هلمند بسبب سدّ عليه يؤثر في تدفق المياه إلى الجمهورية الإسلامية التي تعاني جفافا.
وأكدت الشرطة الإيرانية الواقعة بدون تقديم تفاصيل عن الضحايا، فيما أفادت وكالة مهر المحلية للأنباء بمقتل عنصر في حرس الحدود الإيرانيين، على ما أوردت وكالة فرانس برس (هنا). وألقى كلا الجانبين بمسؤولية إطلاق النار أولا على الطرف الآخر.
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بهذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا الى حسابات ومواقع اخبارية نشرته في 14- 15 آب 2021 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...) بكونه يظهر "جنودا أفغانا فارين من طالبان يقفون في صفوف طويلة عند الحدود مع ايران من اجل دخولها".
ومع انه لم يمكن معرفة مزيد من التفاصيل عن الفيديو من مصادر اخرى موثوق بها، الا ان نشره في آب 2021 يعني ان لا علاقة له بالتوتر المستجد بين ايران وافغانستان.
يشار الى ان فرار الجنود الافغان يومذاك جاء على خلفية "تقدّم احرزته طالبان التي تجاوزت مناطق وأحياء قريبة من الحدود، وفقا لتقارير إعلامية عدة" يومذاك.
في (12- 13) آب 2021، ذكرت تقارير ان "طالبان تمكنت من السيطرة على هرات وقندهار، عقب سيطرتها على مدينة غزنة الاستراتيجية" (هنا، هنا).
و"عصر الأحد 15 آب 2021، تمكنت من السيطرة على القصر الرئاسي في العاصمة الأفغانية كابول ومطار المدينة العسكري، وذلك بعد فرار قوات الأمن ومغادرة الرئيس أشرف غني إلى طاجيكستان" (هنا).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "هروب عناصر من طالبان بعد مواجهات مع الحرس الثوري الايراني" أخيرا. في الواقع الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى آب 2021. وتم تداوله بسياق مختلف.