"لبنانيّون يتظاهرون في باريس للمطالبة بترحيل اللاجئين السوريّين"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
03-05-2023 | 12:24
المصدر: النهار
المتداول: صورة تظهر، وفقا للمزاعم، "لبنانيين يتبعون تيار الرئيس ميشال عون يتظاهرون في باريس للمطالبة بترحيل اللاجئين السوريين من لبنان".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة قديمة، بحيث تعود الى 20 تشرين الأول 2019، وتظهر لبنانيين يشاركون في تظاهرة في التروكاديرو في باريس، دعماً لثورة 17 تشرين الاول 2019 في لبنان. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
الصورة تظهر اشخاصا تحلقوا حول علم لبناني كبير، بينما حمل بعضهم اعلاما لبنانية صغيرة ولافتات. وبدا في الخلفية برج ايفل. وقد تكثّف التشارك فيها أخيرا، عبر حسابات، أرفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "صدق أو لا تصدق... لبنانيون يتبعون لتيار ميشال عون يتظاهرون في باريس للمطالبة بترحيل اللاجئين السوريين من لبنان ما رأيكم أن تعودوا إلى لبنان وتتظاهروا منه".
- ترحيل لاجئين سوريين -
جاء تداول الصورة بعد تفاعل قضية ترحيل نازحين سوريين الى بلادهم أخيرا، وسط ردود أفعال لبنانية مبرّرة ومتوعدة بالمزيد، وأخرى من منظمات حقوقية تناهض عودة النازحين القسرية.
وقد نقلت وكالة "فرانس برس" (هنا) عن مصادر أمنية وحقوقية، في 21 نيسان 2023، إن السلطات في لبنان رحّلت حوالى خمسين سوريّاً في حوالى أسبوعين وأعادتهم إلى بلادهم التي دمّرتها الحرب.
وقد أكد مصدر أمني لـ"النهار" أن "ثمة لغطاً في الأرقام وفي فهم ما يجري"، موضحاً أن "من يتم ترحيله من المعبر الحدودي الرسمي، يعود خلسه عبر المعابر غير الشرعية ليتم توقيفه مجدداً ثم ترحيله، ويعود السبب الى تداخل جغرافية المنطقة الحدودية وصعوبة السيطرة عليها".
من جهتها، أبدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان (هنا) "قلقها البالغ" تجاه "تقارير عن ترحيل اللاجئين السوريين قسراً من لبنان"، مؤكدة لـ"النهار" أنها "تتابعها مع الاطراف المعنية".
- حقيقة الصورة -
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عنها يوصلنا الى موقع Opinion Internationale، الذي نشرها في 20 تشرين الاول 2019 (هنا)، ضمن مجموعة أخرى من الصور، عن "تجمع حاشد للبنانيين في التروكاديرو بباريس" في ذلك اليوم.
وفي الصور الأخرى التي نشرها الموقع عن تجمع اللبنانيين يومذاك، امكن مشاهدة لافتات تدعم "الثورة"، وأخرى مناهضة لمسؤولين سياسيين، بينهم ميشال عون ونجيب ميقاتي وسعد الحريري، بينما شدّدت اخرى على "قوة الشعب اللبناني".
في الواقع، أقيم هذا التجمع دعماً لثورة 17 تشرين الأول 2019، التي انطلقت يومذاك في لبنان احتجاجا على الفساد والبطالة وغلاء المعيشة وسوء الخدمات العامة، وللمطالبة بتغيير السلطة. وقد تخللتها تظاهرات واقفال طرق، لتتحول احتجاجات واسعة النطاق ضد النخبة الحاكمة في لبنان، تعالت خلالها شعارات مثل "كلن يعني كلن" و"الشعب يريد اسقاط النظام" (هنا، هنا، هنا...).
وقد تضامن لبنانيون في دول الاغتراب مع ثوار 17 تشرين الاول 2019، بتنظيم تجمعات وتظاهرات داعمة في الدول التي يقيمون فيها (هنا، هنا، هنا...)، بينها فرنسا. وفي 20 تشرين الاول 2019، شارك لبنانيون في تظاهرة في التروكاديرو في باريس، حاملين لافتات داعمة للثورة. وقد وثّقتها بدورها وكالة Getty Images في صور (هنا، هنا، هنا، هنا...) كما فعل موقع Opinion Internationale (هنا ايضا).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "لبنانيين يتبعون تيار الرئيس ميشال عون يتظاهرون في باريس للمطالبة بترحيل اللاجئين السوريين من لبنان". في الواقع، الصورة قديمة، بحيث تعود الى 20 تشرين الأول 2019، وتظهر لبنانيين يشاركون في تظاهرة في التروكاديرو في باريس، دعماً لثورة 17 تشرين الاول 2019 في لبنان.