يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو يدّعي ناشروه أنّه لانسحاب الوفد المصري من اجتماعات القمّة العربيّة التي انعقدت في الجزائر أخيراً، لحظة إلقاء وزيرة خارجية ليبيا نجلاء المنقوش كلمتها. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة ملتقط قبل نحو شهر، ويظهر انسحب الوفد المصري من الجلسة الافتتاحية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، احتجاجاً على ترؤس المنقوش للجلسة.
يصوّر الفيديو وزيرة خارجيّة ليبيا نجلاء المنقوش متوجّهة لإلقاء كلمة، فيما ينسحب عدد من المشاركين من الصالة. وما إن ينتهي المشهد حتى يبدأ معلّق بالقول إن وفد مصر برئاسة وزير الخارجية سامح شكري انسحب من القمّة العربيّة قبيل إلقاء نجلاء المنقوش كلمتها. وتابع بالقول "إنها عثرة أخرى في القمّة المنعقدة في الجزائر...".
واجتمع القادة العرب الثلثاء والأربعاء في القمّة التي استضافتها الجزائر وهي الأولى منذ ثلاث سنوات مع استمرار الانقسامات حول النزاعات الإقليمية، خصوصاً في سوريا وليبيا، فضلاً عن تطبيع بعض الدول علاقاتها مع إسرائيل.
فيديو قديم إلا أنّ الفيديو ليس ملتقطاً خلال قمّة الجزائر، بل خلال اجتماعٍ قبل نحو شهرين لوزراء الخارجيّة العرب.
فبالتدقيق بالمقطع يمكن ملاحظة الترتيبات المختلفة بالكامل عما كانت عليه في الجزائر عند انعقاد القمّة كما يمكن سماع المتحدّث، وهو وزير الخارجيّة اللبنانيّة عبدالله بو حبيب، وهو يقول "أدعو معالي وزيرة الخارجيّة والتعاون الدولي في دولة ليبيا الشقيقة السيّدة نجلاء المنقوش لترؤس مجلس الجامعة في دورته الـ158".
وانعقد مجلس جامعة الدول العربيّة عى مستوى وزراء الخارجيّة في السادس من أيلول 2022 أي قبل نحو شهرين من تاريخ انعقاد القمّة العربيّة في الجزائر.
وآنذاك، انسحب وفد مصر برئاسة وزير الخارجية سامح شكري من الجلسة الافتتاحية، احتجاجاً على ترؤس وزيرة خارجية ليبيا نجلاء المنقوش لها إذ تعتبر القاهرة أن ولاية حكومة عبد الحميد الدبيبة قد انتهت.
ومنذ آذار تتنافس على السلطة في ليبيا حكومتان: واحدة مقرها في طرابلس يقودها عبد الحميد الدبيبة، وأخرى بقيادة فتحي باشاغا يدعمها المشير خليفة حفتر في شرق البلاد.
وبالنظر إلى انتهاء ولاية حكومة الدبيبة في حزيران وفقاً لخريطة الطريق، عين البرلمان باشاغا رئيسًا للوزراء في شباط. ومع ذلك، فإن الدبيبة يصرّ على تسليم السلطة لحكومة تأتي عبر الانتخابات.
وكانت مصر، التي دعمت من قبل جانب المشير حفتر، رحبت بقرارات البرلمان الليبي في شباط وعلى رأسها تولي باشاغا الحكومة.
وحتى اليوم، يبدو أن لا اتفاق سياسياً متيناً يلوح في الأفق لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وإنهاء المرحلة الانتقالية بعد 11 عاماً على سقوط نظام معمر القذافي.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.