النهار

"فتح باب الكعبة ليراها المصلّون"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
المصدر: النهار
"فتح باب الكعبة ليراها المصلّون"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+   A-
الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة. صورة يتناقلها مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم انها تظهر "باب الكعبة مفتوحاً أخيراً ليراها المصلّون". غير أنّ هذا الزعم خاطئ. في الواقع، الصورة مركّبة، والصورة الأصلية التي تعود الى 13 تشرين الأول 2013، تظهر باب الكعبة مغلقاً. FactCheck#  
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: تنتشر الصورة على نطاق واسع، في حسابات وصفحات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا...)، مرفقة بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "فتح باب الكعبة ليلة امس ليراها المصلين". وقد سبق ان انتشرت في الاعوام الماضية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...) بالادعاء ذاته. 
 
 
التدقيق: 
غير أنّ هذه المزاعم لا صحة لها، وفقا لما يتوصّل اليه تقصي صحتها. 
 
فالبحث العكسي يقودنا أولا الى خيوط (هنا، هنا، هنا، هنا) توصلنا الى الصورة الأصلية منشورة في وكالة "اسوشيتد برس" (هنا)، في 13 تشرين الاول 2013. وقد ارفقتها الوكالة بالشرح الآتي: "حجاج مسلمون يدورون بعكس اتجاه عقارب الساعة بينما تميل قلوبهم نحو الكعبة في المسجد الكبير في مدينة مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، الأحد 13 تشرين الاول 2013". 
 
تصوير: عمر نبيل Amr Nabil. 
 
 
وظهور الصورة الاصلية بباب الكعبة مغلقاً يعني ان الصورة المتناقلة معدّلة رقمياً. 
 
- باب الكعبة -
من المعلوم أن "باب الكعبة المشرفة يقع في الجهة الشرقية منها. وهو يرتفع  الآن عن الأرض من الشاذروان 222 سنتم، وطول الباب نفسه 318 سنتم، وعرضه 171 سنتم، وبعمق نحو نصف متر"، وفقاً لما تفيد الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي (هنا). 
 
 
 
 
 
وما وراء باب الكعبة تصفه الرئاسة كالآتي (هنا): "في الركن الشامي على يمين الداخل إلى الكعبة المشرفة، يوجد بناء الدرج المؤدي إلى السطح، وهو عبارة عن بناء مستطيل شكله كالغرفة المسدودة بدون نوافذ، ضلعاها الشرقي والشمالي من أصل جدار الكعبة المشرفة، وتحجب في داخلها الدرج، ولها باب عليه قفل خاص وعليه ستارة حريرية جميلة مكتوب عليها ومنقوشة بالذهب والفضة.

عرض الجدار الجنوبي للدرج، والذي فيه بابها 225 سنتم، وعرض الجدار الغربي 150 سنتم. وإذا صعد الإنسان من الدرج إلى السطح، فقبل وصوله إلى السطح بنحو قامة يرى أمامه بابًا صغيرًا وعن يساره بابًا مثله، وكلاهما يدخل إلى ما بين سقفي الكعبة المشرفة، ومسافة ما بين السقفين 120 سنتم، وينتهي الدرج عند السطح بروزنة (منور) مغطاة بغطاء محكم منعًا لدخول المطر، ويرفع الغطاء عند الصعود إلى السطح.

وفي داخل الكعبة أعمدة خشبية ثلاثة تحمل سقف الكعبة المشرفة، وهي من أقوى أنواع الأخشاب التي لا يعرف مثلها، وهي من وضع عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أي أن عمرها أكثر من 1350 عامًا، وهي بنية اللون تميل إلى السواد قليلاً، ومحيط كل عمود منها 150 سنتم تقريبًا، وبقطر 44 سنتم، ولكل منها قاعدة مربعة خشبية منقوشة بالحفر على الخشب. ويوجد بين الأعمدة الثلاثة مداد معلق فيه بعض هدايا الكعبة المشرفة، ويمتد على الأعمدة الثلاثة حامل يمتد طرفاه إلى داخل الجدارين الشمالي والجنوبي. 

وهذه الأعمدة الثلاثة مرتفعة إلى السقف الأول الذي يلي الكعبة المشرفة، ولا تنفذ من هذا السقف إلى السقف الأعلى الذي يلي السماء، ولكن جعلت أخشاب عدة بعضها فوق بعض على رؤوس هذه الأعمدة الثلاثة من داخل السقفين إلى أن تصل إلى السقف الأعلى، فتكون هذه الأعمدة الثلاثة بهذه الصفة حاملة للسقفين المذكورين. ويوجد في كل عمود ثلاثة أطواق للتقوية.

أما أرض الكعبة المشرفة، فهي مفروشة بالرخام وأغلبه من النوع الأبيض والباقي ملون. وجدار الكعبة المشرفة من داخلها مؤزر برخام ملون ومزركش بنقوش لطيفة، وتغطى الكعبة المشرفة من الداخل بستارة من الحرير الأحمر الوردي مكتوب عليها بالنسيج الأبيض الشهادتان وبعض أسماء الله الحسنى على شكل 8 ثمانية أو 7 سبعة متكررة، وكسي بهذه الستارة سقف الكعبة المشرفة أيضًا".
 
- مصدر الصورة المركبة - 
في الواقع، تنتشر الصورة المتناقلة المركّبة، منذ اعوام عدة، كصورة بيانية في مواقع عدة، ضمن تقارير تشرح ما في داخل الكعبة، وأقدمها يعود الى عام 2016 (مثل هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
 
كذلك، يقودنا البحث الى نسخة من هذه الصورة تحمل توقيع Issa3d (هنا، هنا)، وهي صفحة في الفايسبوك (وهنا في يوتيوب) تعنى بتصميم الغرافيك والفن الثلاثي الابعاد. وقد نشرت الصورة في 26 تشرين الثاني 2016 (هنا)، اضافة الى صور أخرى للكعبة من الداخل بتقنية الـ360 درجة و3D، "محاكاة للواقع" (هنا).  
 
وقد أكد لنا حساب Issa3d، في اتصال اجرته به "النهار"، أنه مصدر الصورة، وانه "أنجزها
بهدف إظهار ما يوجد داخل الكعبة بطريقة مقطعية". 
 
 
 
 
  
يشار الى ان زملاءنا في خدمة تقصي صحة الأخبار في وكالة "فرانس برس" نشروا في حزيران 2019 مقالة تدقيق حول الصورة. 
 
- مرتان في العام -
نقطتان أخيرتان. "الكعبة لا تفتح حاليا إلا مرتين في العام. الأولى في أول شعبان لغسلها، والثانية في أول ذي الحجة لغسلها ولتعليق الكسوة الجديدة، كما تفتح بإذن من جلالة الملك لدخول ضيوف المملكة"، وفقا لما تذكر الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي (هنا).
 
و"الكعبة لم تعد تفتح الآن للدخول العام، منعًا للضرر والأذى الذي يقع بسبب تزاحم الرجال والنساء على دخولها، والذي تقشعر منه الأبدان -كما جاء في وصف أحمد عبد الغفور عطار- وبخاصة بعد أن بلغ عدد الحجاج والمعتمرين في السنوات الأخيرة أعدادًا تتعدي المليونين، الأمر الذي يستحيل فيه على سدنة الكعبة ورجال الأمن السيطرة على الموقف حفاظاً على قدسية الكعبة". 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "باب الكعبة مفتوحاً أخيرا ليراها المصلون". في الواقع، هذه الصورة مركّبة، والصورة الأصلية التي تعود الى 13 تشرين الأول 2013، تظهر باب الكعبة مغلقاً. 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium