المتداول: فيديو يظهر، وفقا للمزاعم، "رئيس وزراء السويد وهو يتحدى العرب وكل المسلمين باتخاذ اي اجراء ضد السويد بعد حرق نسخة من المصحف" في ستوكهولم أخيراً.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 31 آذار 2023، ويظهر رئيس وزراء السويد أولف كريسترسون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نطيره الروماني. وقد رُكِّبت عليه ترجمة الى العربية ملفقة، مفبركة، نسبت كلاماً الى كريسترسون لم يدل به اطلاقا. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
المشاهد تظهر رئيس وزراء السويد أولف كريسترسون متكلما وراء منصة، بينما ارفقت بترجمة الى العربية، بعض ما جاء فيها ان "العرب هم بأمس الحاجة الى السويد"، و"الامر لا يتوقف على حرق كتابهم المقدس اكثر من مرة، بل اسأنا الى نبيهم مرات عديدة، ولم نجد عربيا واحدا... استطاع اتخاذ قرار المقاطعة"، و"اتحدى الجميع ان يقاطعوا منتجات السويد...".
وقد تكثف التشارك في المقطع أخيرا، عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "رئيس وزراء السويد يتحدى كل المسلمين بالثأر او اتخاذ اي اجراء ضد السويد مقابل حرق القرآن".
الا ان الكلام بالعربية المنسوب الى رئيس وزراء السويد في الفيديو المتناقل لا اساس له، ملفق، وفقا لما يتوصل اليه تقصي صحته.
في الواقع، مصدر الفيديو المتناقل هو أبو بكر العطار Abobakr Alattar، الذي يُقرأ اسمه بوضوح في الفيديو. وقد نشره قبل ثلاثة ايام (هنا)، موضحاً ان "الترجمة للتعبير فقط، ولا علاقة لها بأصل الفيديو".
والدليل الفيديو الاصلي بنسخة أطول (21.30 دقيقة) الذي نعثر عليه منشورا في حساب Regeringskansliet@ التابع للحكومة السويدية في يوتيوب، في 31 آذار 2023 (هنا)، بعنوان: مؤتمر صحافي مشترك لرئيس الوزراء أولف كريسترسون و(نظيره الروماني) نيكولاي تشيوكا Nicolae Ciucă.
يومذاك، جاءت زيارة تشيوكا لستوكهولم "كجزء من الرئاسة السويدية لمجلس الاتحاد الأوروبي، وقد ركزت على الأمن الأوروبي والدعم القوي والموحد لأوكرانيا، أيضا على الوضع في مولدوفا، وقضية الهجرة وشنغن" (هنا، هنا ايضا).
ويمكن مشاهدة الجزء الاول من المقطع المتناقل (0.00- 0.59) في التوقيت 5.08 في الفيديو الاصلي اعلاه، والذي يلقي فيه تشيوكا كلمة (بالانكليزية) شكر فيها لكريسترسون استقباله، مبديا سعادته بان يكون في ستوكهولم. واشار الى انها "اول زيارة على مستوى رئيس الوزراء منذ نحو عقدين".
وقال: "في بوخارست وستوكهولم ندرك ما هو مهم بالنسبة الى بلدينا ومواطنينا، وايضا من اجل أوروبا آمنة ومزدهرة". وأكد "دعم انضمام السويد الى حلف شمال الاطلسي".
كذلك، اشار الى انه "حلّلنا تداعيات الحرب الروسية غير الشرعية وغير المبررة على أوكرانيا، وكيف نواجه عواقبها الخطيرة... التي تؤثر علينا على حد سواء...".
اما الجزء الآخر من المقطع (من التوقيت 1.00)، فيمكن مشاهدته في بداية الفيديو الاصلي، والذي يلقي فيه كريسترسون كلمة بالانكليزية رحّب فيها بضيفه الروماني. وهنأ فنلندا بتصديق البرلمان التركي على انضمامها الى حلف شمال الاطلسي.
وتناول تطلعات السويد الى الانضمام الى حلف الاطلسي. واشار الى انه تناول مع نظيره الروماني "الأمن الأوروبي والتزامنا الراسخ والموحد تجاه أوكرانيا. كما ناقشنا الوضع الخطير في جمهورية مولدوفا، التي تحارب بشجاعة التدخل الروسي. وناقشنا أيضًا سياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي وتوسيع منطقة شنغن".
وبمراجعة كلام كريسترسون (هنا النص الكامل لكلمته وكلمة تشيوكا)، يتبين انه لم يأت على ذكر الدول العربية او العرب او المسلمين او القرآن الكريم، او اي شيء يختص بحرقه او بمقاطعة المنتجات السويدية.
- غضب وتنديد -
وجاء تداول هذا الفيديو الذي رُكِّبت عليه الترجمة الملفقة، اثر احراق اللاجئ العراقي سلوان موميكا صفحات نسخة من المصحف أمام مسجد ستوكهولم الكبير، الأربعاء 28 حزيران 2023، الامر الذي اثار غضبا في أنحاء الشرق الأوسط وبلدان أخرى واشعل تظاهرات وتنديدات.
وقد طالب العراق السلطات السويدية بتسليم موميكا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف إن "الشخص الذي قام بتوجيه إهانة للقرآن الكريم عراقيّ الجنسية. لذا نطالب السلطات السويدية بتسليمه للحكومة العراقية لمحاكمته وفق القانون العراقيّ".
وقد دعا رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، الجمعة 30 حزيران، إلى التهدئة و"التفكَّر" غداة إثارة إحراق نسخة من المصحف موجة غضب وإدانات. وقال في مؤتمر صحافي "يصعب تحديد ما ستكون عليه العواقب. أعتقد أن على الكثير من الأشخاص التفكر في الأمر".
من جهتها، أكّدت الحكومة السويدية، الأحد 2 تموز 2023، إدانتها لإحراق نسخة من المصحف، معتبرة أن ما قام به موميكا عمل "معاد للإسلام".
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.